الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القرآن"، قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. . . الحديث.
صحيح: رواه مسلم في كتاب الصلاة (450) عن محمد بن المثنى، حدثنا عبد الأعلى، عن داود، عن عامر قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة، فذكره.
ذهب ابن إسحاق إلى أن استماع الجن للقرآن كان ليلة انصرافه من الطائف إلى مكة، كما في سيرة ابن هشام (1/ 421 - 422)، والصحيح كان ذلك قبل خروجه إلى الطائف بسنين، كما قال به كثير من المحققين.
لقد ورد في القرآن ما يدل على أن الرسل كانوا يُبعَثون إلى قومهم من بني جنسهم ليكون أبلغ في الحجة، وأقطع للمعذرة، فهل كان الجن يرسل إليهم الرسل من أنفسهم، أم أنهم كانوا تبعًا لبني آدم؟ كما حكى غير واحد الإجماعَ على أن الجن لم يُرسَل إليهم الرسل من أنفسهم من الجن، وإنما كانوا تبعًا للإنس.
إلا ما حُكي عن الضحاك بن مزاحم أن الجن أرسل إليهم من أنفسهم مستدلًا بقوله تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} [سورة الأنعام: 130].
وأما قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا} [سورة الإسراء: 94 - 95] ففيه المقارنة بين من يعيش في الأرض وبين من يعيش في السماء، ومسكن الإنس والجن هو الأرض، فكفى أن يكون الرسول من البشر للاثنين.
3 - باب عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وآدم بين الرّوح والجسد
• عن ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول اللَّه، متى كُتبتَ نبيًّا؟ قال:"وآدم بين الرّوح والجسد".
صحيح: رواه الإمام أحمد (20596)، والطبراني في الكبير (20/ 355)، وابن أبي عاصم في السنة (410) والآجري في الشريعة (943) كلهم من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا منصور بن سعد، عن بُديل، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن ميسرة الفجر، فذكر الحديث.
وفي بعض الروايات: "كنتُ". كما في الحلية (9/ 53). وكذلك هو في مستدرك الحاكم (2/ 608) رواه من طريق إبراهيم بن طهمان، عن بديل بإسناده وقال: صحيح الإسناد.
والأشهر: "كُتِبتُ" هكذا رواه منصور بن سعد، وإبراهيم بن طهمان، عن بديل وهو ابن ميسرة العقيلي مرفوعًا.
ورواه حماد بن سلمة، عن خالد الحذّاء، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن رجل، قال: قلت: "يا رسول اللَّه، مني بُعثت نبيًّا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد".
رواه ابن أبي عاصم في السنة (411) عن هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، فذكر مثله. والرجل المبهم هو ميسرة الفجر.
وهي متابعة قوية لرواية بديل المرفوعة.
إذا عرفت هذا فلا يضر مخالفة حماد بن زيد في روايته عن بديل، عن عبد اللَّه بن شقيق، مرسلًا. وإن كان الحافظ الدّارقطنيّ رجّح الإرسال، إلّا أن زيادة الثقة مقبولة عند جماهير المحدثين كما هو معروف في علم مصطلح الحديث.
والحديث الآتي يشهد لحديث ميسرة الفجر.
• عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول اللَّه، متى وجبت لك النبوة؟ قال:"وآدم بين الروح والجسد".
صحيح: رواه الترمذيّ (3609) عن أبي همام الوليد بن شجاع بن الوليد البغدادي، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث مثله.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح غريب من حديث أبي هريرة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
ومن هذا الوجه، أخرجه الآجري في الشريعة (946) وفيه "بين خلق آدم ونفخ الروح فيه" ورواه أيضًا من وجه آخر عن الوليد بن مسلم (946) وأخرجه الحاكم (2/ 609) من هذا الوجه شاهدا الحديث ميسرة الفجر.
ومعنى هذا الحديث إن اللَّه قدَّر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يخلق آدم قضاءً، ثم ولد ولادة طبيعية من بطن أمه، وبعد أن بلغ أربعين سنة نُبّئ، فمن زعم أنه خلق قبل آدم، أو كان نبيا عند ولادته فقد خالف النصوص الصريحة الصحيحة.
وقد رُوي أيضًا عن ابن عباس إلا أنه ضعيف ولفظه:
قيل: يا رسول اللَّه متى كُتبت نبيا؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد".
رواه البزار - كشف الأستار (2364) عن محمد بن عُمارة بن صبيح، ثنا نصر بن مزاحم، ثنا قيس، عن جابر، عن الشعبي، عن ابن عباس قال: فذكر الحديث.
وفيه جابر وهو ابن يزيد الجعفي كذبوه، وفي التقريب:"ضعيف رافضي"، وبه أعله الهيثمي في "المجمع"(8/ 223).
وأما ما روي: "وكنت نبيا وآدم بين الماء والطين" فهو حديث موضوع. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "هذا باطل نقلا وعقلا، فإن آدم ليس بين الماء والطين، بل الطين ماء وتراب، ولكن كان