الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انتهى كلامه ملخصًا.
وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 99) احتمالات أخرى ومن أقواها قوله: "والحقّ أنه لا يلزم من كتابة الثواب للمسلم في حال إسلامه تفضلا من اللَّه وإحسانًا أن يكون ذلك لكون عمله الصادر منه في الكفر مقبولًا، والحديث إنما تضمّن كتابة الثواب ولم يتعرّض للقبول، ويحتمل أن يكون القبول يصير معلقًا على إسلامه فيقبل ويثاب إن أسلم وإلَّا فلا". انتهى.
قلت: وعليه يدل حديث حكيم بن حزام قبله.
وقوله: "وأزلفها" أي أسلف وقدّم.
52 - باب من لم يؤمن لم ينفعه عمل صالح
• عن عائشة قالت: قلت: يا رسول اللَّه، ابن جدعان كان في الجاهليّة يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال: لا ينفعه، إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (214) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا حفص بن غياث، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة فذكرته.
وابن جدعان هو عبد اللَّه بن جدعان التيمي القرشي أحد أجواد العرب المشهورين في الجاهليّة وهو من أقرباء عائشة.
• عن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا، قال: إن أباك أراد أمرًا فأدركه يعني الذِّكر.
حسن: رواه أحمد (18263)، والطبراني في الكبير (17/ 104)، وابن حبان (332) كلهم من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت مري بن قطري قال: سمعت عدي بن حاتم فذكره.
وإسناده حسن من أجل سماك فإنه حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات، ومري بن قطري وإن تفرد عنه سماك إِلَّا أن ابن معين وثقه كما في تاريخ عثمان الدارمي عنه (766).
وأما قول الحافظ فيه: "مقبول" فلعله لم يجد فيه إِلَّا ذكر ابن حبان له في "الثقات".
53 - باب أنّ الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريبًا، فطوبى للغرباء".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (146) من طرق عن مروان الفزاريّ، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن ابن عمر، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحيّة في جحرها".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (146) من طرق عن شبابة بن سوَّار، حدثنا عاصم (وهو ابن محمد العمريّ)، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره.
• عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الإيمان بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس، والذي نفس أبي القاسم بيده! ليأرز الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحيّة في جحرها".
حسن: رواه الإمام أحمد (1604)، وأبو يعلى (756)، والبزار في "البحر الزّخّار"(1119) كلهم من طرق عن عبد اللَّه بن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن أبي حازم، عن ابن سعد، عن سعد -قال البزار: أحسبه عامرًا-.
قلت: وهو كما حسب، فقد جاء تصريحه في كتاب الإيمان لابن منده (424) بأنه عامر بن سعد.
وإسناده حسن، من أجل أبي صخر وهو حميد بن زياد الخرّاط وهو "صدوق" من رجال مسلم.
قال الهيثميّ في "المجمع"(7/ 277): "رواه أحمد والبزار وأبو يعلى، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح".
والمسجدان هما: مسجد مكة، والمدينة.
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء" قيل: من هم يا رسول اللَّه؟ قال: "الذين يَصْلُحون إذا فسد النّاس".
صحيح: رواه الآجريّ في "الغرباء"(1) عن عبد اللَّه بن أبي داود، حدثنا محمد بن آدم المصيصيّ، حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه -يعني ابن مسعود- فذكر الحديث.
وإسناده صحيح. والمصيصيّ هذا ثقة، وثَّقه النسائيّ وغيره.
ورواه أبو عمرو الدَّانيّ في "الفتن"(288) من طريق الآجريّ، به، إِلَّا أنه قال فيه:"عن أبي صالح" بدلًا من "أبي إسحاق"، والظاهر أنه وهم منه، أو خطأ من الناسخ.
وأبو إسحاق هو السبيعيّ وقد اختلط في آخر عمره، ولكن سماع الأعمش منه كان قديمًا.
ورواه الترمذيّ (2629) عن أبي كريب، وابن ماجة (3988) عن سفيان بن وكيع، والإمام أحمد وابنه (3784) عن عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة، كلّهم عن حفص بن غياث، به، إِلَّا أن الترمذيّ لم يذكر السؤال وتفسيرَ الغرباء.
وأما الإمام أحمد وابن ماجة فذكرا تفسير الغرباء بلفظ آخر "قال: قيل: ومن الغرباء؟ قال: النّزاع من القبائل". وسفيان بن وكيع ضعيف لكنه توبع.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود، إنما نعرفه من حديث حفص ابن غياث، عن الأعمش، وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشميّ، تفرَّد به حفص".
قوله: "النُّزَّاع" ضبط بضم ثم تشديد، قيل: هو جمع نزيع ونازع، وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته، أي الذين يخرجون عن الأوطان لإقامة سنن الدين. قاله السّنديّ.
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللَّه ذات يوم ونحن عنده: "طوبى للغرباء" وقيل: ومن الغرباء يا رسول اللَّه؟ قال: "أناسٌ صالحون في أناسِ سَوءٍ كثيرٍ، من يَعْصِيهم أكثر ممن يُطيعهم". ثم ذكر فقراء المهاجرين الذين تُتَّقى بهم المكاره. . .
حسن: رواه الإمام أحمد (6650) عن حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد، عن جندب بن عبد اللَّه، أنه سمع سفيان بن عوف يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو، فذكر الحديث.
وفيه ابن لهيعة مختلط، ولكن رواه عبد اللَّه بن المبارك في "الزهد"(775)، والبيهقي في "الزهد"(203) من طريق أبي عبد الرحمن (وهو عبد اللَّه بن يزيد المقرئ) - كلاهما عن ابن لهيعة بإسناده، نحوه. وهما ممن سمعا منه قبل الاختلاط.
وفي الإسناد جندب بن عبد اللَّه وهو الوابلي الكوفي من رجال "التعجيل" ولم يذكر من روي عنه غير الحارث بن يزيد، ولكن قال العجليّ:"كوفيّ تابعيٌّ ثقة" ولم يذكره ابن حبان في "الثقات" وهو على شرطه.
وله أسانيد أخرى غير أنّ ما ذكرته هو أصحها.
وقد روي موقوفًا على عبد اللَّه بن عمرو، ولفظه:"طوبى للغرباء الذين يُصلحون عند فساد الناس".
رواه أبو عمرو الدَّاني في "الفتن"(291) بإسناد لا بأس به.
وفي الباب عن أنس بن مالك مرفوعًا: "إنّ الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء".
رواه ابن ماجة (3987) عن حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد اللَّه بن وهب، قال: أنبأنا عمرو ابن الحارث وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس، فذكره.
وسنان بن سعد ويقال: سعد بن سنان، -صوَّب البخاريُّ وابنُ يونس الأول، - تكلَّم فيه أهل العلم فقال الإمام أحمد:"تركتُ حديثه لأنه مضطرب"، وقال ابن سعد، والنسائي:"منكر الحديث"، وقال الجوزجانيّ:"أحاديثه واهية".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(5/ 1823) في ترجمة عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان
ابن عفّان، وقال:"حدّث عن مالك وحماد بن سلمة وابن لهيعة وغيرهم بالمناكير، يكنى أبا عمرو، وكان يسكن نصيبين، ودار البلاد وحدَّث في كل موضع بالمناكير عن الثقات".
وفي الباب أيضًا عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بن زيد بن مِلْحة، عن أبيه، عن جدّه، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الدّين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحيّةُ إلى جحرها، وليعُقِلَنَّ الدين من الحجاز معقِلَ الأُروية من رأس الجبل، إنّ الدّين بدأ غريبًا، ويرجع غريبًا، فطوبى للغرباء الذين يُصلحون ما أفسد النّاسُ من بعدي من سنّتي".
رواه الترمذيّ (2630) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، أخبرنا إسماعيل بن أبي أُويس، حدثني كثير ابن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بن زيد بإسناده مثله.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح" وفي نسخة: "حسن" فقط. والصّواب أنّه ضعيف من أجل كثير بن عبد اللَّه لأنّ أهل العلم مطبقون على تضعيفه، وهذه من المواضع التي تساهل فيها الترمذيّ، فصحّح هذا الحديث.
وعن سهل بن سعد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الإسلام بدأ غريبًا، وليعود كما بدأ. فطوبى للغرباء" قالوا: يا رسول اللَّه، وما الغرباء؟ قال:"الذين يُصلحون عند فساد الناس".
رواه الهرويّ في ذم الكلام (1471)، وابن عدي في الكامل (2/ 462)، والطبراني في الثلاثة -كما قال الهيثميّ في "المجمع"(7/ 278) - كلّهم من طريق بكر بن سُليم، حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، فذكر الحديث.
وقال الهيثميّ: "رجاله رجال الصحيح غير بكر بن سُليم وهو ثقة".
قلت: بكر بن سُليم -مصغرًا- الصواف أبو سَليم الطّائفي المديني.
قال ابن عدي: "يحدّث عن أبي حازم، عن سهل بن سعد وغيره، ما لا يوافقه أحدٌ عليه". ثم قال: "ولبكر بن سُليم غير ما ذكرتُ من الحديث قليل، وعامة ما يرويه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، وهو من جملة الضّعفاء الذين يكتب حديثهم".
وقال الحافظ: "مقبول" أي إذا تُوبع، ولم أجد من تابعه فهو لين الحديث.
وعن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بدأ الاسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء".
رواه الطبراني في الأوسط (7279) عن محمد بن نصير، قال: حدثنا الشّاذكونيّ، قال: حدثنا سلْم بن قتيبة، قال: حدثنا محمد بن مُهزَّم، عن عطية، عن أبي سعيد، فذكر الحديث.
قال الطبرانّي: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن مُهزَّم إِلَّا سلْم بن قتيبة، تفرّد به الشَّاذكونيّ".
وأعلّه الهيثميّ في "المجمع"(7/ 278) بعطية وقال: "هو ضعيف".
وعطية هو ابن سعيد بن جُنادة العوفيّ ضعفه أبو داود، والنسائيّ، وأبو حاتم وغيرهم. وقال ابن
معين: "صالح".
والخلاصة: أنّه شيعي مدلس، إذا انفرد ولم يتابع فلا يقبل.
وعن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، فطوبي للغرباء" قال: من هم يا رسول اللَّه؟ قال: الذين يُصلحون حين يُفسد الناس".
رواه الطبراني في الأوسط (4912) عن عُمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصريّ أبي رفاعة، قال: حدثنا أبو صالح عبد اللَّه بن صالح، قال: حدثني الليث بن سعد، قال: حدثني يحيى ابن سعيد، قال: كتب إليَّ خالد بن أبي عمران، قال: حدثني أبو عياش، قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه، فذكر الحديث.
ورواه الطّحاويّ في شرحه (689)، واللالكائيّ في السنة (173)، والبيهقي في الزهد (ص 198) كلهم من حديث عبد اللَّه بن صالح، بإسناده مثله.
وفيه عبد اللَّه بن صالح مختلف فيه غير أنه لا بأس به في الشّواهد.
وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع"(7/ 278) فقال: "عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف وقد وُثِّق".
إِلَّا أنه توبع: رواه الهرويّ في ذم الكلام (1472) من طريقه، ومن طريق ابن وهب - كلاهما عن الليث بن سعد، بإسناده مثله.
ورواه الطبرانيّ في الأوسط (8971) من وجه آخر عن خالد بن أبي عمران بإسناده.
ولكن مداره على أبي عياش وهو المعافريّ المصريّ، روى عنه جماعة، ولكن لم أقف على توثيق من أحد، حتى ابن حبان لم يذكره في "الثقات" على قاعدته في ذكر المجاهيل وهو على شرطه، قال فيه الحافظ:"مقبول" أي عند المتابعة ولم أقف على من تابعه في هذا الحديث.
وعن سلمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا".
رواه الطبراني في الكبير (6/ 314) عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، ثنا إبراهيم بن الحسن العلاف، ثنا عيسى بن ميمون، عن عون بن أبي شداد، عن أبي عثمان، عن سلمان، فذكر الحديث.
ورواه أيضًا الهرويّ في ذم الكلام (1477) من وجه آخر عن إبراهيم بن الحسن العلاف، بإسناده مثله، وزاد في آخره:"فيا طوبى للغرباء".
وفيه عيسى بن ميمون وهو المدنيّ، مولى القاسم بن محمد، يعرف بالواسطيّ، قال البخاريّ:"منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"لا يصح حديثه".
وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع"(7/ 279) فقال بعد أن عزاه للطبراني: "وفيه عيسى بن ميمون وهو متروك".
وعن عبد الرحمن بن سنَّة، أنَّه سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "بدأ الإسلام غريبًا ثم يعود غريبًا كما بدأ،
فطوبى للغرباء". قيل: يا رسول اللَّه، ومن الغرباء؟ قال: "الذين يَصْلحون إذا فسد الناس، والذي نفسي بيده لينحازنَّ الإيمان إلى المدينة كما يحوز السّيل، والذي نفسي بيده ليأرزنّ الإسلامُ إلى ما بين المسجدين كما تأرزُ الحيّةُ إلى جحرها".
رواه عبد اللَّه بن أحمد في زيادته على المسند (16690) عن أبي أحمد الهيثم بن خارجة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة، عن يوسف بن سليمان، عن جدته ميمونة، عن عبد الرحمن بن سَنَّة، فذكر الحديث.
ورواه الهرويّ في ذم الكلام (1478)، وابن عدي في الكامل (4/ 1615) كلاهما من طريق إسماعيل بن عياش، بإسناده، نحوه.
وفيه إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة متروك، كذَّبه ابن معين وغيره، وبه أعلّه الحافظ الهيثميّ في "المجمع"(7/ 278).
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل في ترجمة عبد الرحمن بن سنّة: روي عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم حديثًا، ليس إسناده بالقائم؛ لأنّ راويه إسحاق بن أبي فروة".
وضعف هذا الحديث البخاريّ وغيره من أجل ابن أبي فروة.
وعن أبي موسى الأشعريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى ترى الأرض دمًا، يكون الإسلام غريبًا". فذكر الحديث.
أورده الهيثميّ في "المجمع"(7/ 279) هكذا مبتورًا ولم يعز إلى مخرجه، ولعله سقط من المطبوعة، وقال:"وفيه سليمان بن أحمد الواسطيّ، وهو ضعيف".
قلت: سليمان بن أحمد الواسطيّ هذا ممن يسرق الحديث، ترجمه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1139 - 1140) وقال:"ولسليمان أحاديث أفراد غرائب، يحدّث بها عنه علي بن عبد العزيز وغيره، وهو عندي ممن يسرق الحديث، ويُشتبه عليه".
وعن واثلة بن الأسقع، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء" قيل: يا رسول اللَّه، ومن الغرباء؟ قال:"الذين يَصلحون إذا فسد الناس".
رواه تمام في فوائده (1705، 1706) من طرق عن سليمان بن سلمة الخبائريّ، نا المؤمّل بن سعيد الرحبيّ، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن واثلة بن الأسقع، فذكر الحديث.
وإسناده ضعيف جدًّا؛ فإنّ الخبائريّ متروك. قال ابن أبي حاتم: "سمع منه أبي ولم يحدّث عنه، وسألته عنه، فقال: متروك الحديث، لا يشتغل به. فذكرتُ ذلك لابن الجنيد فقال: صدق، كان يكذب، ولا أحدّث عنه بعد هذا".
وشيخه المؤمّل بن سعيد منكر الحديث، كما قال أبو حاتم.
وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا، فلستُ أدري وقع المناكير في روايته منه، أو من سليمان
ابن سلمة راويه، لأنّ سليمان كان يروي الموضوعات عن الأثبات، فإن كان منه أو من المؤمّل أو منهما معا بطل الاحتجاج برواية يرويانها" انظر:"المجروحين"(1075).
وعن أبي الدرداء، وأبي أمامة الباهليّ، وأنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع، قالوا: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن نتمارى في شيء من الدّين، فغضب غضبًا شديدًا لم يغضب مثله، ثم انتهرنا فقال:"يا أمّة محمد لا تُهيِّجوا على أنفسكم وَهَج النار". ثم ذكر حديثًا طويلًا، قال في آخره:"إنّ الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء" قالوا: يا رسول اللَّه، ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناسُ، ولا يُمارون في دين اللَّه، ولا يُكفِّرون أحدًا من أهل التوحيد بذنب".
ضعيف جدًّا. رواه الطبراني في الكبير (8/ 178 - 179)، وابن عدي في الكامل (6/ 2089 - 2090)، وابن حبان في المجروحين (896)، والبيهقي في الزهد (199) كلهم من طريق محمد بن الصباح الجرجرائيّ.
إِلَّا البيهقي فإنه رواه من طريق سعيد بن محمد الجرميّ، كلاهما عن كثير بن مروان الفلسطينيّ، عن عبد اللَّه بن يزيد الدّمشقيّ، قال: حدثني أبو الدرداء وأبو أمامة الباهليّ وأنس بن مالك وواثلة ابن الأسقع، قالوا (فذكروا الحديث).
فذكره بطوله الطبرانيّ، وابن حبان، وأما ابن عدي فاختصره قائلًا:"فذكر حديثًا طويلًا" وقال فيه: "إنّ الإسلام بدأ غريبًا". وكذلك ذكره البيهقي مختصرًا.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 481) وقال عقبه: "بلغني عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن كثير بن مروان المقدسيّ، فقال: ليس بشيء، كذَّاب، كان ببغداد يحدّث بالمنكرات".
وقال ابن عدي: قال العباس: سمعت يحيى بن معين يقول: "كثير بن مروان ضعيف، وقد سمعت أنا منه"، وفي موضع آخر:"كثير بن مروان الشَّاميّ، وليس بشيء". وقال: "ولكثير بن مروان أحاديث ليست بالكثيرة، ومقدار ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه" انتهى.
وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إِلَّا على جهة التعجُّب".
وبه أعلّه الهيثميّ في المجمع (1/ 156) فقال: "كثير بن مروان ضعيف جدًّا".
وعن رجل قال: كنتُ في مجلس فيه عمر بن الخطَّاب بالمدينة، فقال لرجل من القوم: يا فلان، كيف سمعتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينعت الإسلام؟ قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الإسلام بدأ جَذّعًا، ثم ثنيًّا، ثم ربَاعيًّا، ثم سداسيًّا، ثم بازلًا". قال: فقال عمر بن الخطّاب: فما بعد البزول إلّا النقصان.
رواه الإمام أحمد (15802) عن محمد بن جعفر، حدثنا عوف، قال: حدثني علقمة المزنيّ،