الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والذي يظهر أنه إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسم الأسديّ المعروف بابن علية، فقد ذكر المزيُّ في "تهذيبه" من شيوخه أيوبَ السَّختِيانيّ.
وإسناده حسن من أجل الكلام في محمد بن مُصَفَّى غير أنّه حسن الحديث.
تنبيه: تحرّف في أصل المستدرك إلى "محمود".
وأمّا ما رواه الطبرانيّ في "الأوسط"(4898)، وفي الصغير (1/ 256 ، 257) عن أبي هريرة مرفوعًا: "ألا إن عيسى ابن مريم ليس بيني وبينه نبيٌّ ولا رسولٌ، ألا إنّه خليفتي في أمّتي من بعدي، ألا إنّه يقتل الدّجال ويكسر الصليب، ويضع الجزية، وتضع الحربُ أوزارها، ألا من أدركهـ منكم فليقرأ عليه السلام". فهو ضعيف. فيه محمد بن عقبة السّدوسيّ.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: "سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث، كتبتُ عنه، ثم تركت حديثه، فليس أحدِّثُ عنه. وترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا، وقال: لا أحدِّث عنه".
ومع هذا كلّه أدخله ابن حبان في ثقاته (9/ 100) واللَّه المستعان.
قلت: إلّا أنّ مضمون الحديث تشهد له الأحاديث الصّحيحة.
16 - باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنا أولى النّاس بعيسى ابن مريم عليها السلام
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى النّاس بعيسى ابن مريم في الدّنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعِلَّاتٍ، أمّهاتهم شتّى ودينهم واحد".
متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (3443) عن محمد بن سنان، حدّثنا فليح بن سليمان، حدثنا هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، فذكر مثله.
ورواه مسلم في الفضائل (2365) من وجه آخر عن همّام بن منبه، عن أبي هريرة وزاد في آخره:"فليس بيننا نبيٌّ".
ورواه الشّيخان البخاريّ (3443)، ومسلم كلاهما من حديث الزّهريّ، قال: أخبرني أبو سلمة ابن عبد الرحمن، أنّ أبا هريرة، قال (فذكر الحديث).
17 - باب ما جاء أن عيسى ابن مريم عليه السلام يحج البيت بعد قتله الدجال
• عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"والذي نفسي بيده ليُهلنَّ ابنُ مريم بفَجِّ الرّوحاء، حاجًّا أو معتمرًا أو ليثنينهما".
صحيح: رواه مسلم في الحجّ (1252) من حديث سفيان بن عيينة، حدثني الزهريّ، عن حنظلة الأسلميّ، قال: سمعتُ أبا هريرة يحدّث، فذكره.
وفجُّ الرّوحاء: كان في كان في طريق النبيّ صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى بدر.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ينزل عيسى ابن مريم، فيقتل الخنزير، ويمحي الصّليب، وتجمع له الصّلاة، ويُعطى المال حتى لا يُقبل، ويضع الجزية، وينزل الرّوحاء فيحجُّ منها أو يعتمر أو يجمعهما".
صحيح: رواه الإمام أحمد (7903) عن يزيد: أخبرنا سفيان، عن الزهريّ، عن حنظلة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث مثله.
قال: وتلا أبو هريرة: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [سورة النساء: 159]، فزعم حنظلة أنّ أبا هريرة قال:"يؤمن به قبل موته: عيسى" فلا أدري هذا كله حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم أو شيءٌ قاله أبو هريرة؟ ". انتهى.
قلت: الضّمير في قوله تعالى: {قَبْلَ مَوْتِهِ} يعود على عيسى عليه السلام وهو الذي قال به محقّقو الصّحابة مثل ابن عباس وغيرهم، وهو الذي ذهب إليه أبو هريرة. أما هل هو مرفوع أم موقوف عليه، فالظّاهر من الرّوايات أنه موقوف عليه، ولم يثبت أنه مرفوع إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقد رُوي عن كثير بن عبد اللَّه بن عوف، عن أبيه، عن جدّه، أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"يمرُّ عيسى ابن مريم حاجًّا أو معتمرًا أو يجمع اللَّه له ذلك".
رواه عبد الملك بن حبيب الأندلسي في "أشراط السّاعة"(38) عن ابن أبي أويس، عن كثير، بإسناده مثله. ومن هذا الوجه رواه أيضّا الطبرانيّ في "الكبير"(17/ 16 - 17) في سياق أطول منه، كما رواه أيضًا من وجه آخر عن كثير، به.
وإسناده ضعيف جدًّا، فإنّ كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف المزنيّ المدني، أهل العلم مطبقون على تضعيفه حتى قال ابن حبان:"روى عن أبيه عن جدّه نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب، ولا الرواية عنه إلّا على جهة التّعجّب". وبه ضعّفه الهيثميّ في "المجمع"(6/ 86).
• عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليهبطنّ عيسى ابنُ مريم حكمًا عدلًا، وإمامًا مُقسطًا، وليسلكنّ فجًّا حاجًّا أو معتمرًا أو بِنِيَّتِهما، وليأتينّ قبري حتى يسلّم عليَّ ولأردنَّ عليه". يقول أبو هريرة: أي بني أخي إن رأيتموه فقولوا: أبو هريرة يقرئك السّلام.
حسن: رواه الحاكم (2/ 595) عن أبي الطيب محمد بن أحمد الحيريّ، ثنا محمد بن عبد الوهّاب، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن عطاء مولى أمّ صبية -وتحرّف فيه إلى أمّ حبيبة- قال: سمعت أبا هريرة، فذكر الحديث.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السّياقة".
قلت: ليس كما قال، فإن فيه عطاء مولى أمّ حبيبة مجهول.
قال الذهبي في "الميزان": "لا يعرف تفرد عنه المقبريّ".
وأما ابن حبان فذكره في "الثقات"(5/ 202).
وفي الإسناد أيضًا علّة أخرى وهي عنعنة محمّد بن إسحاق، وهو مدلس.
وقد رواه أيضًا عبد الملك بن حبيب الأندلسيّ في "أشراط السّاعة"(39) عن ابن الماجشون وغيره، عن الدّراورديّ، عن المغيرة، عن أبي هريرة، مرفوعًا:"ليمرنّ عيسى ابن مريم حاجًّا أو معتمرًا بالمدينة، وليقفَنَّ على قبري، وليقولنَّ: يا محمّد! فأجيبه، وليسلِّمنَّ عليَّ فأردُّ عليه".
وفيه الدّراورديّ وهو عبد العزيز بن محمد بن عبيد، وهو مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف ولم يأت في حديثه ما ينكر عليه.
وأمّا المغيرة فالظّاهر أنه ابن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللَّه بن عياش القرشيّ المخزوميّ، إلّا أنه لم يلقَ أبا هريرة؛ لأنّه وُلد سنة أربع أو خمس وعشرين ومائة، ومات سنة ست وثمانين ومائة، كما قال ابنه عياش.
ورواه أيضًا عن عبد الملك بن حبيب الأندلسيّ في "أشراط السّاعة" فقال: وحدثنيه أصبغ بن الفرج، عن ابن وهب، عن أبي صخر، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، فذكر نحوه.
قلت: أبو صخر هو حُميد بن زياد المدني صاحب العباء، سكن مصر مختلف فيه، فقال النسائيّ: ضعيف، وابن معين له قولان: مرة ضعيف، وأخرى: ليس به بأس.
والحديث بهذه الطرق ولما له من الشواهد يرتقي إلى درجة الحسن إلا قوله: "ليأتين قبري. . . " فإنه لم يرد من طرق صحيحة حسب علمي.