الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدثني أنس بن مالك، فذكره.
صحّحه الحاكم، وتعقّبه الذهبي فقال:"عامر ذو مناكير".
قلت: وهو تبع في ذلك ابن عدي، فإنه قال:"منكر الحديث من الثقات" ثم قال: "ومع ضعفه يكتب حديثه". وهذا هو الصحيح، فقد نقل الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" عن أبي داود أنه قال: ليس به بأس رجل صالح، وقال العجليّ: يكتب حديثه وفيه ضعف، وقال الدوريّ عن ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات". انتهى.
فمثله يحسّن حديثه وخاصة في الشواهد وللحديث طرق أخرى إلّا أنها ضعيفة منها ما أخرجه عبد الرزاق (19648)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (1386) عن معمر، عن أبان، عن أنس، فذكر الحديث ولفظه:"إنّ ربّكَم حييُّ كريم يستحيي إذا رفع العبد إليه يده أن يردّهما صِفْرًا حتى يجعل فيهما خيرًا".
وأبان هو ابن أبي عياش فيروز البصريّ، جمهور أهل العلم على تضعيفه بل قال فيه الإمام أحمد والنسائي والدارقطني:"متروك الحديث".
وفي الباب عن جابر بن عبد اللَّه، مثله.
رواه أبو يعلى (1867) عن عبيد اللَّه بن معاذ قال: ذكر أبي، عن يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكر الحديث.
ومن هذا الطريق رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 2613) وقال: قال عبيد اللَّه: ولم أسمعه من أبي.
وقال: سمعت ابن حماد يقول: يوسف بن محمد بن المنكدر متروك الحديث، أظنّه ذكره عن النسائيّ. انتهى
قلت: يوسف بن محمد بن المنكدر هذا أكثر أهل العلم على تضعيفه، وكان أبو زرعة حسن الرأي فيه فقال: صالح، وهو كما قال، ولكنه غفل عن حفظ الحديث فضُعِّف لذلك، كما أنّ في الاسناد انقطاعًا، فإن عبيد اللَّه بن معاذ يقول: لم أسمعه من أبي.
وفي الباب أيضًا عن ابن عمر. رواه الطبرانيّ في الكبير (12/ 423)، وفيه الجارود بن يزيد متهم بالكذب، وبه أعلّه الهيثمي في "المجمع"(10/ 169).
وعن علي بن أبي طالب، وفيه يحيى بن عنبسة وهو ضعيف.
ومن طريقه أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد، إليه عزاه المتقي الهندي في كنز العمال (2/ 87).
37 - باب في غيرة اللَّه تعالى
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: "لا أحد أغير من اللَّه، ولذلك حرّم الفواحش ما
ظهر منها وما بطن، ولا شيءَ أحبُّ إليه المدحُ من اللَّه، ولذلك مدح نفسه".
قلت: سمعتَه من عبد اللَّه؟ قال: نعم، قلت: رفعه؟ قال: نعم.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (4134)، ومسلم في كتاب التوبة (2760: 34) كلاهما من حديث شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه، فذكره، ولفظهما سواء.
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس أحدٌ أحبّ إليه المدح من اللَّه عز وجل، من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحدٌ أغير من اللَّه، من أجل ذلك حرّم الفواحش، وليس أحد أحبّ إليه العذرُ من اللَّه، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرّسل".
صحيح: رواه مسلم في التوبة (2760: 35) من طرق عن جرير، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكر الحديث.
• عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ اللَّه يغارُ، وغيرة اللَّه أن يأتي المؤمن ما حرّم اللَّه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في النكاح (5223)، ومسلم في كتاب التوبة (2761) كلاهما من طريق يحيى، عن أبي سلمة، أنه سمع أبا هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول، فذكره، واللّفظ للبخاريّ.
وزاد مسلمٌ بعد قوله: "إنّ اللَّه يغار""وإنّ المؤمن يغار".
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"المؤمن يغار، واللَّه أشدُّ غيرًا".
صحيح: رواه مسلم في التوبة (2761) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
• عن أسماء بنت أبي بكر، أنّها سمعتْ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"لا شيء أغيرُ من اللَّه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في النكاح (5222)، ومسلم في كتاب التوبة (2762) كلاهما من حديث يحيى، عن أبي سلمة، أنّ عروة بن الزبير حدّثه أنّ أمَّه حدّثته، فذكرته.
• عن المغيرة قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيتُ رجلًا مع امرأتي لضربته بالسّيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"تعجبون من غيرة سعد، واللَّهِ الأنا أغير منه، واللَّهُ أغيرُ مني، ومن أجل غيرة اللَّه حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبُّ إليه العذُر من اللَّه، ومن أجل ذلك بعث المبشّرين والمنذرين، ولا أحدٌ أحبَّ إليه المِدْحة من اللَّه، ومن أجل ذلك وعد اللَّه الجنة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (7416)، ومسلم في اللعان (1499) كلاهما من حديث