الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة التاسعة: كيفية صلاة الجمعة:
صلاة الجمعة ركعتان يجهر فيهما بالقراءة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، وفعله صلى الله عليه وسلم من سنته، وقد أجمع أهل العلم على ذلك. ويسن أن يقرأ في الركعة الأولى بسورة الجمعة بعد الفاتحة، وفي الثانية بسورة المنافقون (1)، أو يقرأ في الأولى بسورة الأعلى، وفي الثانية بسورة الغاشية (2)؛ لفعله صلى الله عليه وسلم.
المسألة العاشرة: في سنن الجمعة:
1 -
يسن التبكير إلى الصلاة للحصول على الأجر الكبير؛ ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قَرَّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قَرَّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قَرَّب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قَرَّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قَرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة، يستمعون الذكر)(3).
وقال أيضاً: (من غَسَّلَ يوم الجمعة واغتسل، وبَكَّر وابتكر، كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة صيامها وقيامها)(4).
2 -
ويسن الاغتسال في يومها؛ لحديث أبي هريرة الماضي: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة
…
) وينبغي الحرص عليه وعدم تركه، وبخاصة لأصحاب الروائح الكريهة. ومن العلماء مَنْ أوجبه؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً:(غسل الجمعة واجب على كل محتلم)(5). ولعل القول بوجوبه أقوى وأحوط، وأنه لا يسقط إلا لعذر.
(1) أخرجه مسلم برقم (877).
(2)
أخرجه مسلم برقم (878).
(3)
متفق عليه: رواه البخاري برقم (881)، ومسلم برقم (850).
(4)
رواه الترمذي برقم (496) وحسنه، وحسَّنه أيضاً: المنذري (الترغيب والترهيب 1/ 247).
(5)
أخرجه البخاري برقم (879)، ومسلم برقم (846).
3 -
ويسن التطيب والتنظف، وإزالة ما ينبغي إزالته من الجسم؛ كتقليم الأظافر وغيره.
والتنظف أمر زائد على الاغتسال، ويكون ذلك بقطع الروائح الكريهة وأسبابها، كالشعور التي أمر الشارع بإزالتها، والأظافر، ويسن حلق العانة، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، وحف الشارب، مع التطيب، لحديث سلمان رضي الله عنه مرفوعاً: (لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته
…
). قال ابن حجر: "من طهر: المراد به المبالغة في التنظيف، ويؤخذ من عطفه على الغسل
…
أن المراد به التنظيف بأخذ الشارب والظفر والعانة" (1).
4 -
ويسن له أن يلبس أحسن الثياب؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: (أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله لو اشتريت هذه، فلبستها يوم الجمعة، وللوفد إذا قدموا عليك). فقد استدل به البخاري رحمه الله على لبس أحسن الثياب للجمعة، فقال:(باب: يلبس أحسن ما يجد). قال الحافظ ابن حجر: "ووجه الاستدلال به: من جهة تقريره صلى الله عليه وسلم لعمر على أصل التجمل للجمعة"(2)، ولقوله صلى الله عليه وسلم:(ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مِهْنَتِه)(3). أي: ثوب خدمته وشغله.
5 -
ويسن في يومها وليلتها الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة)(4).
6 -
ويسن أن يقرأ في فجرها في الصلاة بسورتي السجدة، والإنسان؛ لمواظبته صلى الله عليه وسلم على ذلك (5). وفي يومها بسورة الكهف لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة
(1) أخرجه البخاري برقم (883) وانظر فتح الباري (2/ 432).
(2)
فتح الباري (2/ 434).
(3)
أخرجه أبو داود برقم (1078)، وابن ماجه برقم (1095)، وصححه الألباني (صحيح ابن ماجه 898).
(4)
أخرجه أبو داود برقم (1047)، والنسائي (3/ 91)، وابن ماجه (1085)، والحاكم (1/ 278)، وصححه ووافقه الذهبي. وصححه الألباني (صحيح ابن ماجه برقم 889).
(5)
صحيح البخاري (رقم 891).
الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء به يوم القيامة، وغُفر له ما بين الجمعتين) (1).
7 -
ويسن لمن دخل المسجد يوم الجمعة ألا يجلس حتى يصلي ركعتين؛ لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك (2)، ويوجز فيهما إذا كان الإمام يخطب.
8 -
ويسن أن يكثر من الدعاء، ويتحرى ساعة الإجابة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:(إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي، يسأل الله شيئاً، إلا أعطاه إياه)(3).
(1) أخرجه الحاكم (2/ 368)، وصححه، وصححه الألباني (الإرواء 3/ 93).
(2)
صحيح البخاري برقم (930).
(3)
أخرجه البخاري برقم (935)، ومسلم برقم (852).