الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما كيفية الزيارة: فإذا وصل المسافر إلى المسجد استحب له أن يقدم رجله اليمنى حال دخوله المسجد، ويقول الدعاء المشروع عند دخول أي مسجد: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك.
وليس لمسجده صلى الله عليه وسلم ذكر مخصوص، ثم بعد ذلك يصلي ركعتين في أي مكان من المسجد، وإن صلاها في الروضة فهو أفضل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:(ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)(1).
ومن زار مسجده صلى الله عليه وسلم ينبغي له أن يحافظ على أداء الصلوات الخمس فيه، وأن يكثر فيه من الذكر والدعاء وصلاة النافلة في الروضة الشريفة؛ احتساباً للأجر والثواب الجزيل، أمَّا صلاة الفريضة فالأولى للزائر وغيره أن يتقدم إليها، ويحرص على الصفوف الأول المرغب فيها ما استطاع؛ لأنها مقدمة على الروضة.
المسألة الثانية: زيارة قبره صلى الله عليه وسلم:
إذا زار المسلم المسجد النبوي استحب له زيارة قبره صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؛ لأنها تابعة لزيارة مسجده صلى الله عليه وسلم، وليست هي أصل القصد. وهذه هي الزيارة المشروعة، ولا يشرع شد الرحل إليها، بل شدُّ الرحل لزيارة قبور الأنبياء والصالحين والأماكن الأخرى غير المساجد الثلاثة -المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى- انعقد الإجماع على تحريمه، ومن فعله فهو عاص بنيَّته، آثم بقصده؛ لمخالفته لمفهوم الحديث الوارد في شد الرحال إلى المساجد الثلاثة.
أما كيفية الزيارة: فعلى الزائر أن يقف تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم بأدب وخفض صوت، ثم يسلم عليه قائلاً:(السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام (2).
(1) رواه البخاري برقم (1196)، ومسلم برقم (1391).
(2)
رواه أبو داود برقم (2041)، وأحمد (2/ 527) من حديث أبي هريرة، وصحح النووي إسناده (الأذكار رقم 349)، وابن القيم (جلاء الأفهام رقم 32)، وحسَّنه الألباني (صحيح الترغيب برقم 1666).