الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
458 - باب الحور العين وصفتهن يحار فيها الطرف
قال ابن التين: هذا يشعر بأنّه رأى أن اشتقاق الحور من الحيرة وليس كذلك، فإن الحور بالواو والحيرة بالياء.
قال (ح): لعلّ البخاريّ لم يرد الاشتقاق الصغير [الأصغر](503).
قال (ع): لم يقل أحد هذا، وإنّما قالوا: الاشتقاق ثلاثة أنواع صغير كبير [وأكبر]. ولا يصح أن يكون الحور مشتق من الحيرة على نوع من الأنواع الثّلاثة، ولا يخفى ذلك على من له بعض يد في علم الصّرف (504).
قوله: "ولَقَابُ قَوْسِ أحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ أوْ مَوْضِعُ قَيْد يعني سَوْطَهُ".
قال (ح): هو شك من الراوي هل قال: قاب أو قيد؟ وهما بمعنى، لكن تفسير القيد بالسوط ليس بمعروف، ولهذا جزم بعض الشراح بأنّه تصحيف، وأن الصواب قِدّ بكسر القاف وتشديد الدال، وهو السوط المتخذ من الجلد.
قلت: ودعوى الوهم في التفسير أسهل من دعوى التصحيف في الأصل، ولا سيما القيد بمعنى القاب كما بينته (505).
قال (ع): أجاب الكرماني بأن قال: لا تصحيف إذ معنى الكلام
(503) فتح البارى (6/ 15).
(504)
عمدة القاري (14/ 93).
(505)
فتح الباري (6/ 15).
صحيح، سلمنا أن المراد التشديد، وغاية ما في الباب أن يقال: قلب إحدى الدالين ياءًا.
قال: والذي قال: أنه تصحيف مصيب، وقول الكرماني عليه ما في الباب
…
الخ، غير صحيح لأنّ تعليله لا يقوله من له أدنى وقوف على علم الصّرف، لأنّ قلب إحدى الحرفين المتماثلين إنما يجوز إذا أمن اللبس ولا لبس أشد من هذا، وأين القد بمعنى السوط من القيد بمعنى المقدار، وأمّا قول (ح): إنَّ دعوى الوهم في التفسير
…
الخ غير متجه لأنّ الأمر بالعكس (506).
(506) عمدة القاري (14/ 94).