الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
514 - باب إسلام عمر
في حديث ابن عمر: وأنا غلام على ظهر بيتي.
قال الداودي: هذا غلط، والمحفوظ على ظهر بيتنا.
وتعقبه ابن التين بأن ابن عمر أراد أنّه الآن بيته أي عند مقالته، وكان قبل ذلك لأبيه.
قال (ح): لا يخفي عدم الإحتياج إلى هذا التّأويل، وإنّما نسب ابن عمر البيت إليه مجازًا، أو مراده المكان الذي كان يأوى فيه سواء كان ملكه أم لا، وأيضًا فإنّه لو أراد بنسبته إليه حال مقالته تلك لم يصح، لأن رهط عدي بن كعب لما هاجر واستولى غيرهم على بيوتهم كما ذكره ابن إسحاق وغيره، فلم يرجعوا فيها، وأيضًا فإن ابن عمر لم ينفرد بالإرث من عمر، فيحتاج إلى دعوى أن يكون اشتري حصص غيره، فيحتاج إلى نقل، فيتعين الذي قلته (696).
قال (ع): الصواب مع الداودي، ولا وجه للرد عليه، لأنّه لا يخفى أن ابن عمر كان عمره إذ ذاك خمس سنين، وهو لا يفارق بيت أبيه، ولا وجه لقوله: بيتي بإضافته إلى نفسه، ولا يحتاج إلى دعوى المجاز هنا من غير ضرورة ولا نكتة داعية إليه، والأوجه أيضًا أن يقال مراد ابن عمر المكان الذي
(696) فتح الباري (7/ 178).
يأوي فيه، لأنّه لم يكن يأوي إِلَّا في بيت أبيه عادة خصوصًا وهو ابن خمس سنين (697).
قلت: انظر وتعجب.
قوله فيه: ما سمعت عمر يقول لشيء، أي أظنه كذا إِلَّا كان.
قال (ح): أي عن شيء، واللام قد تأتي بمعنى عن كقوله تعالى:{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذيِنَ آمَنوُا لَوْ كَانَ خَيْرًا ما سَبَقُونا إلَيْه} (698).
قال (ع): لا حاجة إلى العدول عن معناها الذي هو للتعليل أي لأجل شيء (699).
(697) عمدة القاري (17/ 6).
(698)
فتح الباري (7/ 179).
(699)
عمدة القاري (17/ 6).