الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
742 - باب صفة الجنَّة والنار
في شرح الحديث الطويل في طلب الشفاعة من طول الموقف: "إئْتُوا نُوحًا".
قال (ح): تنبيه:
ذكر أبو حامد الغزالي في كشف علوم الآخرة أن بين إتيانهم آدم وإتيانهم نوحًا ألف سنة، وكذا بين كلّ نبي ونبي.
قلت: ولم أقف لذلك على أصل، وقد أكثر في هذا الكتاب من إيراد أحاديث لا أصل لها فلا تغتر بشيء منها (1446).
قال (ع): جلالة قدر الغزالي تنافي ما ذكره، وعدم وقوفه لذلك على أصل لا يستلزم نفي وقوف غيره لذلك على أصل، فإنّه لم يحط علمًا بكل ما ورد وبكل ما نقل حتّى يدعي هذه الدعوى (1447).
قلت: جلالة الغزالي لا تنافي أنّه يحسن الظن ببعض الكتب فينقل ما فيها، ويكون ذلك المنقول غير ثابت كما وقع له ذلك في الإحياء في نقله من قوت القلوب كما نبه على ذلك غير واحد من الحفاظ، وقد اعترف هو بأن بضاعته في الحديث مزجاة، ولم يدع (ح) أنّه أحاط علمًا، وإنّما نفى أنّه
(1446) فتح الباري (11/ 434).
(1447)
عمدة القاري (23/ 127).
اطلع، وإطلاقه في الثّاني محمول على تقييده في الأوّل، والحكم لا يثبت بالاحتمال، فلو كان هذا المعترض اطلع على شيء من ذلك يخالف قول (ح) لأبرزه وتبجح [قوله] في شرح الحديث في أواخر الباب المذكور كان يقال .... الخ.
قال الكرماني: ليس هذا من تتمّة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو من كلام الراوي نقلًا عن الصّحابة أو عن غيرهم من أهل العلم.
قال (ح): قائل وكان يقال هو الراوي كما أشار إليه، وأمّا قائل المقالة المذكورة فهو النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثبت ذلك في حديث أبي سعيد عند مسلم ولفظه:"أَدْنى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ صَرَفَ الله - وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ" وساق القصة (1448).
قال (ع): كون هذه المقالة في حديث ابن مسعود كذلك من كلام النّبيّ صلى الله عليه وسلم (1449).
قلت: إذا أراد الاستلزام العقلي فليس مرادًا هنا، بل يكفي الظن القوي الناشيء عن الاستدلال، لأنّ هذا الأمر مرجعه النقل، والصحابي إذا لم يكن ينظر في كتب أهل الكتاب، ولا ينقل عنهم كابن مسعود انحصر أنّه نقل عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، سواء كان ذلك بواسطة أم لا، فبطل الاعتراض.
(1448) فتح الباري (11/ 444).
(1449)
كذا هو في النسخ الثلاث، والذي في عمدة القاري (23/ 130) كون هذه المقالة في حديث أبي سعيد من كلام النّبيّ أن لا يستلزم كونها في آخر حديث عبد الله بن مسعود كذلك من كلام النّبيّ صلى الله عليه وسلم.