الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
468 - بَابُ غَايَةِ السَّبْقِ لِلْخَيْلِ المُضَمَّرَةِ
ذكر فيه حديث ابن عمر: سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل الّتي قد أضمرت
…
لحديث
قال (ح): وفيه نسبة الفعل إلى الآمر به (527).
[قال (ع): ليت شعري ما وجه هذه النسبة] لأنّ قوله: سابق وهو إسناد السباق إلى نفسه حقيقة، ولا معنى للعدول إلى المجاز من غير ضرورة، وَقد صرح أَحْمد من رِوَايَة عبد الله بن عمر المكبر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قال: سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم وراهن (528).
قلت: ليس فيه زيادة إِلَّا قوله: وراهن وليست كافية في دفع المجاز وقرينة المجاز.
قوله: بين الخيل، والمراد به وقوع المسابقة بين الصّحابة، سواء كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم ممّن سابق أم لا لخصوص المسابقة.
(527) فتح الباري (6/ 72).
(528)
عمدة القارئ (14/ 160) وما بين المعكوفين من العمدة وانظر مبتكرات الآلي والدرر (ص 260 - 261).
469 -
بَابُ غَزْوِ النِّسَاءِ وَقِتَالِهِنَّ مَعَ الرِّجَالِ
ذكر فيه حديث أنس في غزوة أحد وفيه: وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ.
قال (ح): بعد أن ذكر حديث جدة خشرج: خرجنا نغزل الشعر ونعين في سبيل الله [ونداوي الجرحى ونناول السهام ونسقي السويق ولم أر في شيء من ذلك التصريح بأنّهن قاتلن](529).
قال (ح): أشعث رأسه مغبرة قدماه [أشعث صفة لعبد وهو مجرور بالفتحة لعدم الصّرف ويجوز في أشعث الرفع على أنّه صفة رأس](530).
قال (ع): أشعث صفة لعبد بفتح الثاء لأنّ جره بالفتحة لأنّه غير
(529) فتح الباري (6/ 78) وما بين المعكوفين من الفتح، وسقط اعتراض العيني أيضًا من النسخ الثلاث، واليك نصه من العمدة (14/ 166).
التلويح يغنى عن التصريح، فيحصل به المطابقة على الوجه الذي ذكرناه.
ثمّ قال هذا القائل -ابن حجر- يحتمل أن يكون غرض البخاريّ بالترجمة أن يبين أنّهن لا يقاتلن وإن خرجن في الغزو، فالتقدير بقوله وقتالهن مع الرجال أي هل هو سائغ أو إذا خرجن مع الرجال في الغزو ويقتصرن على ما ذكر من مداواة الجرحى ونحو ذلك انتهى (الفتح 6/ 78).
قلت: لم يكن غرض البخاريّ هذا الاحتمال البعيد أصلًا، ولا هذا التقدير الذي قدره، لأنّه خلاف ما يقتضيه التركيب، فكيف يقول: هل هو سائغ، بل هو واجب عليها الدفع إذا دنا منها العدو كما في حديث أم سليم فافهم.
(530)
فتح الباري (6/ 83) وما بين المعكوفين من الفتح والعمدة.
منصرف، وقوله: رأسه مرفوع لأنّه فاعل ويجوز في أشعث الرفع، قاله الكرماني ولم يبين وجهه، فقال فذكر كلامه.
ثمّ قال: هذا الذي ذكره لا يصح عند المعربين والموصوف لا يتقدم
على الصِّفَة، والتقدير الذي قدره يؤدِّي إلى إلغاء قوله: رأسه بعد قوله: أشعث (531).
(531) عمدة القاري (14/ 172).