الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي قُحَافَة؟ ثلاث مرات. ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات، ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قُتِلُوا، فما ملك عمر نفسه، فقال: كذبت واللَّه يا عدو اللَّه، إن الذين عَدَدتَ لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يَسُوؤك، قال: يومٌ بيومِ بَدْرٍ والحرب سِجَالٌ، قال (1): إنكم ستجدون في القوم مُثْلَةً لم آمر بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: اعْلُ هُبَل اعْلُ هبل، فقال (2) النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا تجيبوه (3)؟ " قالوا: يا رسول اللَّه! ما نقول؟ قال: "قولوا: اللَّه أعلى وأَجَلُّ"، قال: إن لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا تجيبوه (4)؟ " قالوا: يا رسول اللَّه! ما نقول؟ قال: "قولوا له (5): اللَّه مولانا ولا مولى لكم".
* * *
(36) باب هل يستأسر الرجل عند الغلبة، ووجوب فك الأسير المسلم
1440 -
عن أبي هريرة قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عشرةَ رَهْطٍ سرية
(1)"قال" ليست في "صحيح البخاري".
(2)
في "صحيح البخاري": "قال".
(3)
في "صحيح البخاري": "ألا تجيبونه".
(4)
في "صحيح البخاري": "ألا تجيبونه".
(5)
"له" ليست في "صحيح البخاري".
_________
1440 -
ح (2/ 371 - 372)، (56) كتاب الجهاد والسير، (170) باب هل يستأسر =
عَيْنًا، وأَمَّرَ عليهم عاصمَ بن ثابت الأنصاري جدَّ عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدَأَةِ -وهو بين عُسْفَان ومكة- ذُكِرُوا لحَيٍّ من هُذَيْل يقال لهم: بنو لَحْيَان، فنفروا له قريبًا من مئتي رجل كلهم رَامٍ، فاقْتَصُّوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرًا تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فاقتصوا آثارهم، فلما راهم عاصم وأصحابه، لَجَؤوا إلى فَدْفَدٍ، وأحاط بهم القوم، فقالوا (1): انزلوا فيعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق لا نقَتل (2) منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت أمير السرية: أما أنا فواللَّه لا أنزل اليوم في ذمة كافرٍ، اللهم أخبر عَنَّا نبيك، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصمًا في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق منهم خُبَيْبُ الأنصاري وابن دَثِنَة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أَطْلَقُوا أوتار قِسِيِّهم فأوثَقُوهم، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، واللَّه لا أصحبكم، إنَّ في هؤلاء (3) لأسوة -يريد القتلى- فجَرَّروه (4) وعالجوه على أن يصحبهم فأبى (5) فقتلوه، فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقيعة بدر، فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر
(1) في "صحيح البخاري": "فقالوا لهم".
(2)
في "صحيح البخاري": "لا نقتل"، وفي الأصل:"ولا يقتل".
(3)
في "صحيح البخاري": "إن لي في هؤلاء. . . ".
(4)
في "صحيح البخاري": "وجرروه".
(5)
"فأبى" أثبتناه من "الصحيح"، وليس بالأصل.
_________
= الرجل؟ ومن لم يستأسر، ومن ركع ركعتين عند القتل، من طريق الزهري، عن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي، عن أبي هريرة به، رقم (3045)، أطرافه في (3989، 4086، 7402).
ابن ربيعة بن عبد مناف (1)، وكان خبيب عندهم أسيرًا، فأخبرني عبيد اللَّه بن عياض: أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها مُوسَى يستحد بها فأعارته، فأخذ ابنًا في وأنا غافلة حتى أتاه، قالت: فوجدته مُجْلِسَهُ على فخذه، والموسى بيده، ففزعت فَزْعَةً عرفها خبيب في وجهي، قال: تَخْشَيْنَ أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك، واللَّه ما رأيت أسيرًا خيرًا (2) من خبيب، واللَّه لقد وجدته يومًا يأكل من قِطْفِ عِنَبٍ في يده وإنه لمُوثَق في الحديد وما بمكة من ثمر، وكانت تقول: إنه لرزق رزقه اللَّه خبيبًا (3)، فلما خرجوا من الحَرَمِ ليقتلوه في الحل، قال لهم (4) خبيب: ذروني أركع ركعتين، فتركوه، فركع ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جَزَع لطولتها (5)، اللهم أَحْصِهم عَدَدًا.
ولست أبالي (6) حين أقتل مسلمًا
…
على أيِّ شِقٍّ كان للَّه مَصْرَعي
وذلك في ذات الإله وإن يَشَأْ
…
يُبَارِك على أَوْصَالٍ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو سَنَّ الركعتين لكل امرئ مسلم قُتِلَ صَبرًا، فاستجاب اللَّه لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه
(1) في "صحيح البخاري": "عامر بن نوفل بن ربيعة. . . ".
(2)
"خَيْرًا" كذا في "صحيح البخاري"، وفي الأصل:"خير".
(3)
في "صحيح البخاري": "إنه لرزق من اللَّه رزقه خبيبًا. . . ".
(4)
"لهم" أثبتناها من "الصحيح"، وفي الأصل:"له"، ولا يستقيم.
(5)
"لطولتها" أثبتناها من "صحيح البخاري".
(6)
"ولست أبالي" كذا في "صحيح البخاري"، وفي الأصل:"ما أبالي".
خبرَهم يوم أُصيبوا، وبعث ناسٌ من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قُتِلَ ليؤتوا بشيء منه يُعرَفُ، وكان قد قتل رجلًا من عظمائهم يوم بدر، فبعث اللَّه على عاصم مِثلَ الظُّلَّةِ من الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ من رسولهم، فلم يقدروا أن يقطعوا من لحمه شيئًا.
1441 -
وعن أبي موسى قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فُكُّوا العَانِي -أي الأسير- وأَطْعِمُوا الجَائِعَ، وعُودُوا المريض".
1442 -
وعن أبي جُحَيْفَة قال: قلت لعليٍّ رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب اللَّه؟ قال: لا والذي فلق الحَبَّة وبَرَأَ النَّسَمَة، ما أعلمه إلا فَهم (1) يعطيه اللَّه رجلًا في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العَقْلُ، وفكاك الأسير، وأن لا يُقْتَلُ مسلمٌ بكافر.
الغريب:
"الشِّق": الجانب. و"الشِلْو": بقية الجسم. و"ممزَّع": مُقَطَّع. و"صبرًا": أي: مصبورًا؛ أي: محبوسًا للقتل. "الظُّلَّةُ": السحابة القريبة من الرأس كأنها تظله. "الدَّبْر": الزنانير. و"حمته": منعته.
* * *
(1) في "صحيح البخاري": "إلا فَهْمَا. . . ".
_________
1441 -
خ (2/ 372)، (56) كتاب الجهاد والسير، (171) باب فكاك الأسير، من طريق جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى به، رقم (3046)، أطرافه في (5174، 5373، 5649، 7173).
1442 -
خ (2/ 372)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق زهير، عن مُطَرِّف، عن عامر، عن أبي جحيفة به، رقم (3047).