المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(58) حديث كعب بن مالك - اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه - جـ ٣

[أبو العباس القرطبي]

فهرس الكتاب

- ‌(26) باب من قال: أن الأجير يسهم له، وإجارة الفرس بجزءٍ مما يغنم عليه

- ‌(27) باب النهي عن السَّفَرِ بالمصحف إلى أرض العدو، وعن الوِحْدَة في السَّفَر

- ‌(28) باب تواضع الإمام بأن يُرْدِفَ خلفه، وجواز ركوب اثنين على حمار

- ‌(29) باب يقاتل من وراء الإمام ويتقي به، وجواز خروجه وحده إذا وقع فَزَعٌ

- ‌(30) باب الجهاد بإذن الأبوين، وهل يؤذن في التخلف لمن خرجت امرأته حَاجَّة

- ‌(31) باب يُقْتَلُ الجاسوس المشرك، ويُنْظَرُ في المسلم فإن ظهر له عذر تُرِكَ

- ‌(32) باب النهي عن قتل النساء والصبيان في الحرب، فإن بُيِّتُوا في دارهم جَازَ ذلك

- ‌(33) باب الإمام يُخَيَّر في قتل الأُسَارى، فإن اختار القَتْلَ فلا يحرقهم، وقوله تعالى: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} [محمد: 4] وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم ثُمَامَة بساريةٍ من سواري المسجد

- ‌(34) باب النهي عن تمني لقاء العدو، والأمر بالصبر عند اللقاء، والحرب خُدعَة، وإعمال الحِيلَةِ في قتل العدو

- ‌(35) باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، وعقوبة من عصى إمامه. وقال اللَّه عز وجل: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]

- ‌(36) باب هل يستأسر الرجل عند الغلبة، ووجوب فك الأسير المسلم

- ‌(37) باب كيف يُعرَضُ الإسلام على الصبي

- ‌(38) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بالرُّعْبِ"، وقول اللَّه تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [آل عمران: 151]

- ‌(39) باب إمداد الإمام بالمدد وكتبه للناس، ومن تأمَّرَ عند الضرورة من غير تَأْمِير

- ‌(40) باب إذا أسلم قومٌ في دار الحرب، ولهم مال وأرضون فهي لهم، وكم يقيم الإمام في العَرْصَةِ التي غلَبَ عليها

- ‌(41) باب إذا غنم المشركون مالَ مسلمٍ، ثم وُجِدَ فهو أحق به

- ‌(42) باب تحريم الغلول وإن قلَّ، وقول اللَّه تعالى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161]

- ‌(43) باب المنع من المبادرة إلى ذبح المواشي من الغنيمة إذا أمكنت القسمة وقرت، وجواز أكل الطعام قبل القسمة

- ‌(44) باب البشارة بالفتح، واستقبال الغزاة إذا رجعوا

- ‌(45) باب ما يقول إذا رجع من الغزو، والابتداء بالصلاة في المسجد والطعام عند القدوم

- ‌(46) باب قسمة الغنيمة، ومصرف الخُمُس

- ‌(47) باب مصرف الفيء وقصّة تبوك

- ‌(48) باب ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته

- ‌(49) باب قول اللَّه عز وجل: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: 41]

- ‌(50) باب تحليل الغنائم وقول اللَّه عز وجل: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} [الفتح: 20] الآية

- ‌(51) باب كرامة الغازي المخلص حيًّا وميتًا، وبركة ماله

- ‌(52) باب من أسلم من الكفار بعد أن غنم المسلمون ماله لم يُرَدَّ إليه ماله إلا بِرِضَى من صار إليه مالُه

- ‌(53) باب من خَصَّهُ النبي صلى الله عليه وسلم بالإسهام مع كونه لم يحضر الوقعة

- ‌(54) باب السرية الخارجة من الجيش شركاء معه فيما غنموه، والإمام أن ينفل السَّرِية وزيادة على سهمهم

- ‌(55) باب يعطي الإمام للقرابة ولغيرهم من الخمس بالاجتهاد

- ‌(56) باب إعطاء المؤلفة قلوبهم

- ‌(57) باب أخذ الجزية من أهل الكتاب والمجوس، والمصالحة، وكم الجزية، وقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 29] الآية

- ‌(58) باب إثم من قتل مُعَاهِدًا، والوصاة بأهل الذمة، ولا يقر منهم أحدٌ بجزيرة العرب

- ‌(59) باب ما يُحْذَرُ من الغدر، وإذا غدر المشرك هل يُعْفى عنه

- ‌(60) باب إثم من عاهد ثم غدر. وذمة المسلمين واحدة، وأمان المرأة. وقوله تعالى: {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ} [الأنفال: 56]

- ‌(61) باب يطاع الأمراء وتؤدي حقوقهم، ويصبر على أذاهم

- ‌(36) كتاب بدء الخلق

- ‌(1) باب قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27]

- ‌(2) باب في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12]

- ‌(3) باب في قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك: 5] وقوله: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38]

- ‌(4) باب خلق الملائكة والشياطين، وأنَّ الجنَّ خُلِقُوا قبل الإنسان

- ‌(5) باب ما جاء في صفة الجنة، وأنها قد خُلِقَتْ

- ‌(6) باب صفة أهل النار وأنها قد خلقت

- ‌(37) كتاب أحاديث الأنبياء

- ‌(1) باب خلق آدم وذريته، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون: 12 - 13] الآية

- ‌(2) باب في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} الآية [هود: 25]

- ‌(3) باب في قوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123)} [الصافات: 123] وقوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)} [مريم: 57]

- ‌(4) باب في قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [هود: 50]، قوله {إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} [الأحقاف: 21]، وقوله {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)} الآية [الحاقة: 6]

- ‌(5) باب في ذي القرنين ويَأْجُوج ومَأْجُوج، وقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} إلى قوله: {نَقْبًا} [الكهف: 83 - 97]

- ‌(6) باب في ذكر إبراهيم وإسماعيل وأمه، وقول اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]، وقوله عز وجل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114]

- ‌(7) باب في ذكر صالح وقوله تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ} الآيات [الحجر: 80]

- ‌(8) باب ذكر يوسف وأيوب عليهما السلام، وقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)} [يوسف: 7]

- ‌(9) ذكر موسى عليه السلام

- ‌(10) باب في براءة موسى من العيوب واصطفائه ووفاته

- ‌(11) باب ذكر يونس وقوله: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} إلى قوله: {وَهُوَ مُلِيمٌ} [الصافات: 139 - 142]

- ‌(12) باب ذكر داود وسليمان عليهما السلام

- ‌(13) باب ذكر لُقْمَانَ وقوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} [لقمان: 12]

- ‌(14) باب ذكر زكريا ويحيى عليهما السلام، وقوله تعالى: {يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7]

- ‌(15) باب ذكر عيسى ومريم وآسِيَة وقوله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} [مريم: 16]

- ‌(16) باب في وصف عيسى عليه السلام والتحذير من الغُلُوِّ فيه وقوله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}. . . إلى قوله: {وَكِيلًا} [النساء: 171]

- ‌(17) باب في قوله تعالى في عيسى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا} [آل عمران: 46]

- ‌(19) باب في مناقب قريش والأنصار وجُهَيْنَة ومُزَيْنَة

- ‌(20) باب مناقب أَسْلَمَ وغِفَارَ

- ‌(21) باب كيف كان ابتداء أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة وظهوره

- ‌(22) باب في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته ونسبه

- ‌(23) باب خُتِم بالنبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء والنبوة وخُص بخَاتَمِها

- ‌(24) باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌(25) باب حُسْنِ خلق النبي صلى الله عليه وسلم وما جُبِلَ عليه

- ‌(26) باب من علامات النبي صلى الله عليه وسلم في الإِسلام فمن ذلك نَبْعُ الماء من بين أصابعه

- ‌(27) باب في معجزة النبي صلى الله عليه وسلم، وبركته في الطعام وغيره

- ‌(28) باب حنين الجذع آية للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌(29) باب إخباره صلى الله عليه وسلم عن كثير من المُغَيَّبات فوجدت كما أخبر، فكان ذلك من جملة آياته

- ‌(30) باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج وقتلهم

- ‌(31) باب من كرامات النبي صلى الله عليه وسلم في حال هجرته

- ‌(32) باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بما يَجْري لفاطمة والحسن ابنها رضي الله عنهما من بعد موته، ونعي جعفر وزيد

- ‌(33) باب شهادة أعداء النبي صلى الله عليه وسلم له بالصدق، وأنه كان معروفًا به، وحِفْظِ اللَّه له من صغره

- ‌(34) باب انشقاق القمر معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1]

- ‌(35) باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن أحوال الصحابة من بعده، وفضائلهم ومن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه فهو من أصحابه

- ‌(36) باب فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقوله تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة: 40]

- ‌(37) باب ثبات أبي بكر رضي الله عنه بعد موت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومبايعته وجمع كلمة المسلمين ببركته

- ‌(38) باب من ورع أبي بكر

- ‌(39) باب إسلام عمر رضي الله عنه

- ‌(40) باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العَدَوِي رضي الله عنه

- ‌(41) باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي رضي الله عنه

- ‌(42) باب مقتل عمر بن الخطاب، والاتفاق على بيعة عثمان رضي الله عنهما

- ‌(43) باب مناقب علي بن أبي طالب أبي الحسن القرشي الهاشمي رضي الله عنه

- ‌(44) باب مناقب جعفر بن أبي طالب والزبير بن العوام

- ‌(45) باب مناقب طلحة بن عبيد اللَّه، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما

- ‌(46) باب مناقب أبي العاص بن الربيع صهر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌(47) باب مناقب زيد بن حارثة وأسامة ابنه رضي الله عنهما

- ‌(48) باب مناقب عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنه

- ‌(49) باب مناقب عمار وحُذَيْفَة رضي الله عنهما

- ‌(50) باب مناقب عبد اللَّه بن عباس وعبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنهما

- ‌(51) باب مناقب أبي عبيدة بن الجَرَّاح رضي الله عنه

- ‌(52) باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌(53) باب مناقب عبد اللَّه بن الزبير رضي اللَّه تعالى عنه

- ‌(54) باب مناقب عَدِيِّ بن حاتم رضي الله عنه

- ‌(55) باب مناقب بلال بن رباح مولى أبي بكر، وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما

- ‌(56) باب الوصاة بأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وقرابته

- ‌(57) باب ذكر معاوية وخالد بن الوليد رضي الله عنهما

- ‌(58) باب مناقب فاطمة رضي الله عنها

- ‌(59) باب مناقب عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌(60) باب مناقب الأنصار وإخائهم للمهاجرين، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} الآية [الحشر: 9]

- ‌(61) باب وجوب حب الأنصار وأتباعهم منهم

- ‌(62) باب خير دور الأنصار

- ‌(63) باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار، والوصية بهم، والدعاء لهم

- ‌(64) باب في قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]

- ‌(65) باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه

- ‌(66) باب مناقب أُسَيْد بن حُضَيْر، وعباد بن بشر، وأُبَيّ بن كعب، وزيد بن ثابت

- ‌(67) باب مناقب أبي طلحة رضي الله عنه

- ‌(68) باب مناقب عبد اللَّه بن سَلامٍ رضي الله عنه

- ‌(69) باب مناقب خديجة بنت خويلد وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم إياها

- ‌(70) باب مناقب جَرِير بن عبد اللَّه البجلي رضي الله عنه

- ‌(71) باب مناقب حذيفةَ بن اليمان رضي الله عنه

- ‌(72) باب مناقب هند بنت عُتْبَة رضي الله عنها

- ‌(73) باب ذكر زيد بن عمرو بن نفيل

- ‌(74) باب ذكر أمور كانت في الجاهلية

- ‌(38) كتاب السير والمغازي

- ‌(1) باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وما لقي هو وأصحابه من المشركين، وذكر نَسَبه

- ‌(2) باب نصر أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم، ووفاة أبي طالب

- ‌(3) باب الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كان في اليقظة ورؤيا عَيْن

- ‌(4) باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم لمكة، وبيعة العقبة

- ‌(5) باب وفاة خديجة، وتزويج عائشة رضي الله عنها

- ‌(6) باب الهجرة إلى أرض الحبشة

- ‌(7) باب أول من قدم المدينة من المهاجرين رضي الله عنهم

- ‌(8) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أمض لأصحابي هجرتهم" ومرثيته لمن مات بمكة

- ‌(9) باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار حين قدم المدينة

- ‌(10) باب إسلام عبد اللَّه بن سلام

- ‌(11) باب إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه

- ‌(12) غزوة العشيرة، وكم غزا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌(13) غزوة بدر وقوله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ينلبوا}. . . إلى: {فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} [آل عمران: 123 - 127]

- ‌(14) باب عدة أصحاب بدر

- ‌(15) باب

- ‌(16) باب ذكر من قتل من صناديد قريش يوم بدر، ومن أُسِر، وكم عددهم

- ‌(17) باب فضل من شهد بدرًات من الصحابة والملائكة

- ‌(18) باب تسمية من سمي من أهل بدر في الجامع

- ‌(19) حديث عاصم بن ثابت، وخُبيب بن عَدِيٍّ، يزيد بن الدَّثِنَة

- ‌(20) خبر عليٍّ رضي الله عنه عند بنائه بفاطمة رضي الله عنها

- ‌(21) باب

- ‌(22) حديث بني النضير

- ‌(23) قتل كعب بن الأشرف

- ‌(24) قتل أبي رافع عبد اللَّه بن أبي الحقيق، ويقال سَلَّام بن أبي الحُقَيْق، كان بخيبر، ويقال: في حصن له بأرض الحجاز

- ‌(25) غزوة أُحُد وقوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 121] وذَكرَ آياتٍ

- ‌(26) باب في قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 153 - 155]

- ‌(27) قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌(28) باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد من الجراح، ومن قتل يوم أحد من المسلمين

- ‌(29) باب غزوة الرَّجِيع وذكوان وبئر معونة وعَضَل والقارة

- ‌(30) غزوة الخندق

- ‌(31) باب مَرْجِع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق، ومَخْرَجِه إلى بني قريظة

- ‌(32) باب غزوة ذات الرقاع

- ‌(33) غزوة بني المصطلق من خزاعة، وهي غزوة المُرَيْسِيع

- ‌(34) غزوة أَنْمَار

- ‌(35) باب غزوة الحديبية، وقول اللَّه عز وجل: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. .} الآية [الفتح: 18]

- ‌(36) باب قصة عُكْل وعُرَيْنَة

- ‌(37) غزوة ذي قَرَد

- ‌(38) باب غزوة خيبر

- ‌(39) باب ما صنع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أرض خيبر، واستعماله عليها

- ‌(40) غزوة زيد بن حارثة وعُمرة القضاء

- ‌(41) غزوة مؤتة من أرض الشام

- ‌(42) بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحُرَقَات من جُهَيْنَة

- ‌(43) باب غزوة الفتح

- ‌(44) غزوة حُنَيْن

- ‌(45) غزوة أوطاس

- ‌(46) غزوة الطائف

- ‌(47) باب قَسْم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما أفاء اللَّه عليه من أموال هوازن

- ‌(48) باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جَذِيمة، وسرية عبد اللَّه بن حذيفة وقد تقدمت أحاديثهما

- ‌(49) بعث عليّ بن أبي طالب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن

- ‌(50) غزوة ذي الخَلَصَة

- ‌(51) غزوة سِيفِ البحر

- ‌(52) حج أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالناس في سنة تسع

- ‌(54) قصة الأسود العَنْسِيّ

- ‌(55) قصة أهل نجران

- ‌(56) حجة الوداع

- ‌(57) غزوة تبوك وهي غزوة العُسْرَة

- ‌(58) حديث كعب بن مالك

- ‌(59) باب

- ‌(60) باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وقول اللَّه عز وجل: {لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ} [الممتحنة: 5]

- ‌(39) كتاب تفسير القرآن الكريم

- ‌(1) ما جاء في تفسير فاتحة الكتاب

- ‌(2) سورة البقرة قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌(3) سورة آل عمران

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌(4) سورة النساء

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌(5) سورة المائدة

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌(6) سورة الأنعام

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌(7) سورة الأعراف

- ‌(8) سورة الأنفال

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌(9) سورة بَرَاءة

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

الفصل: ‌(58) حديث كعب بن مالك

تبوك، فاستخلف (1) عليًّا، فقال: أتُخلِّفُني في الصبيان والنساء؟ قال: "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلَّا أنَّه ليس بعدي نبيٌّ (2) ".

* * *

(58) حديث كعب بن مالك

1950 -

عن عبد اللَّه بن كعب -وكان قائد كعب من بنيه حين عمي- قال: سمعت كعب بن مالك يحدّث حين تخلف عن قصة تبوك، قال كعب: لم أتخلف عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلَّا في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر، ولم يُعاتَب أحدٌ (3) تخلَّف عنها، إنما خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش، حتى جمع اللَّه بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين توافقنا (4) على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها.

(1) في "صحيح البخاري": "واستخلف".

(2)

في "صحيح البخاري": "ليس نبي بعدي".

(3)

في "صحيح البخاري": "أحدًا".

(4)

في "صحيح البخاري": "تواثقنا".

_________

1950 -

خ (3/ 176 - 180)، (64) كتاب المغازي، (79) باب حديث كعب بن مالك، وقول اللَّه عز وجل:{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} ، من طريق عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك به، رقم (4418).

ص: 394

كان من خبري: أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزوة (1)، واللَّه ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزاة (2)، ولم يكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلَّا وَرَّى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حرٍّ شديد، واستقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا وعدوًّا كثيرًا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتاهبوا أُهبة عدوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد، والمسلمون مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كثير، لا يجمعهم كتاب حافظ؛ يريد: الديوان.

قال كعب: فما رجل يريد أن يتغيب إلَّا ظن أنَّه سيخفى له ما لم ينزل فيه وحيٌ من اللَّه (3)، وغزا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمسلمون (4) تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، وتجهز أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم معه، فطفقت (5) أغدو لكي أتجهز معهم، فارجع ولم أقض شيئًا، فأقول في نفسي: أنا قادر عليه، فلم يزل يتمادى بي، حتى اشتد بالناس الجِدُّ، فأصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، ولم أقضِ من جهازي شيئًا، فقلت: أتجهر بعده بيوم أو بيومين ثم ألحقهم، فغدوت بعد أن فَصَلُوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئًا (6)، فلم يزل بي حتى أسرعوا، وتفارط الغزو، وهممت أن أرتحل فأدركهم،

(1) في "صحيح البخاري": "الغزاة".

(2)

في "صحيح البخاري": "الغزوة".

(3)

في "صحيح البخاري": "وحي اللَّه".

(4)

"والمسلمون" ليست في "صحيح البخاري".

(5)

في "صحيح البخاري": "وتجهز رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه فطفقت. . . ".

(6)

في "صحيح البخاري": "ثم غدوت، ثم رجعت ولم أقضِ شيئًا. . . ".

ص: 395

وليتني فعلت، فلم يقدّر لي ذلك، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فطفت (1) أحزنني أنني (2) لا أرى إلَّا رجلًا مغموصًا عليه النفاق أو رجلًا ممن عذر اللَّه من الضعفاء، ولم يذكرني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم في تبوك (3):"ما فعل كعب؟ " فقال رجل من بني سَلِمَةَ: يا رسول اللَّه! حبسه بُرْداهُ ونظره في عِطفيه (4)، فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت، واللَّه يا رسول اللَّه ما علمنا عليه إلَّا خيرًا، فسكت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

قال كعب بن مالك: فلما بلغني أنَّه توجه قافلًا، حضرني همي، وطَفِقْتُ أتذكر الكذب، وأقول: بماذا أخرج من سَخَطِه هذا؟ (5)، واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد أَظَلَّ قادمًا، زاح عني الباطل، وعرفت أني لن أخرج منه أبدًا بشيء فيه كذب، فأجمعت صِدْقَهُ، وأصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قادمًا، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فيركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاء المخلَّفون، فطفقوا يعتذرون إليه، ويحلفون له -وكانوا بضعة وثمانين رجلًا- فقبل منهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم علانيتهم، وبايعهم واستغفر لهم، وَوَكَلَ سرائرهم إلى اللَّه عز وجل (6)،

(1) في "صحيح البخاري": "فطفقت فيهم".

(2)

في "صحيح البخاري": "أني".

(3)

في "صحيح البخاري": "بتبوك".

(4)

في "صحيح البخاري": "في عِطْفِه".

(5)

في "صحيح البخاري": "غدَا".

(6)

"عز وجل" ليست في "صحيح البخاري".

ص: 396

فجئته فلما سلّمت عليه تبسَّم تبسُّم المُغْضَب، وقال (1):"تعالَ"، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي:"ما خلَّفك، ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟ " فقلت: بلى، إني واللَّه لو جلستُ عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أنْ سأخرج من سَخَطِهِ بعذر، ولقد أُعطيتُ جَدَلًا، ولكني واللَّه لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكنَّ اللَّه أن يسخط عليَّ (2)، ولئن حدثتك حديث صدق تَجِدُ عليَّ فيه، لأرجو (3) فيه عفو اللَّه، لا واللَّه ما كنت (4) قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أما هذا فقد صدق، قُمْ (5) حتى يقضي اللَّه فيك"، فقمت، وثار رجال من بني سَلِمَةَ، فاتَّبعوني، فقالوا لي: واللَّه ما علمناك كنت أذنبت ذنبًا قبل هذا، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مما اعتذر المخلَّفون (6)، قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لك، فواللَّه ما زالوا يؤنبوني (7) حتى أردت أن أرجع فأكذِّب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم، رجلان قالا مثل ما قلت، وقيل (8) بهما مثل ما قيل

(1) في "صحيح البخاري": "ثم قال".

(2)

في "صحيح البخاري": "يسخطك عليَّ".

(3)

في "صحيح البخاري": "إني لأرجو. . . ".

(4)

في "صحيح البخاري": "لا واللَّه ما كان لي من عذر، واللَّه ما كنت. . . ".

(5)

في "صحيح البخاري": "فقم. . . ".

(6)

في "صحيح البخاري": "بما اعتذر إليه المتخلفون".

(7)

في "صحيح البخاري": "يؤنبونني".

(8)

في "صحيح البخاري": "فقيل".

ص: 397

لك، فقلت: من هما؟ قالوا (1): مُرارة بن الربيع العبدي (2)، وهلال بن أمية الواقفي، فذكروا رجلين صالحَيْن (3)، قد شهدا بدرًا، فيهما أسوة، فمضَيْتُ حين ذكروهما لي، ونهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن كلامنا (4) أيها الثلاثة من بين من تخلَّف عنه، فاجتنبنا الناس، فتغيَّروا (5) لنا، حتى تَنَكَّرَتْ في نفسي الأرض، فما هي التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا، وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أَشَبَّ القوم وأجلدهم، وكنت (6) أخرج، فأشهد الصلاة مع المسلمين، فأطوف (7) في الأسواق، ولا يكلمني أحد، وآتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرَّك شفتيه، فردَّ السلام (8) عليَّ أم لا؟ ثم أصلي قريبًا منه فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إليَّ، وإذا التفتُّ نحوه أعرض عني، حتى إذا طال عليَّ ذلك من جفوة الناس، مشيت حتى تسوَّرتُ جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي، وأحب الناس إليَّ، فسلمت عليه، فواللَّه ما ردَّ عليَّ السلام، فقلت: يا أبا قتادة! أَنْشُدُك باللَّه، هل تعلمني أني (9)

(1)" قالوا" أثبتناها من "الصحيح" لسياق الكلام، وفي الأصل:"قال".

(2)

في "صحيح البخاري": "العمرى".

(3)

"صالحين" ليست في "صحيح البخاري".

(4)

في "صحيح البخاري": "المسلمين عن كلامنا. . . ".

(5)

في "صحيح البخاري": "وتغيروا".

(6)

في "صحيح البخاري": "فكنت".

(7)

في "صحيح البخاري": "وأطوف".

(8)

في "صحيح البخاري": "بِرَدِّ السلام".

(9)

"أني" ليست في "صحيح البخاري".

ص: 398

أحب اللَّه ورسوله؟ فسكت، فعدت له فَنَشَدْتُه، فقال: اللَّه ورسوله أعلم (1)، ففاضت عيناي، وتوليتُ حتى تسوَّرتُ الجدار، قال: فبينا أنا أمشي بسوق المدينة؛ إذا نبطي من أنباط الشام (2) ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يَدُلُّنِي (3) على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون (4) حتى إذا جاءني دفع إليَّ كتابًا من ملك غسَّان؛ فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك اللَّه بِدَار هوانٍ ولا مضيعة، فالْحَقْ بنا نواسك، فقلت لما قرأتها: وهذا أيضًا من البلاء، فتيممت بها التنور فسَجَرْتُه بها، حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين؛ إذا رسولُ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال (5): إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك، قلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: بل اعتزلها (6) ولا تقربها، وأرسل إلى صاحبيَّ مثل (7) ذلك، فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي اللَّه في هذا الأمر، قال كعب: فجاءت امرأة هلال بن أميّة إلى (8) رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول اللَّه!

(1) في "صحيح البخاري": "فنشدته فسكت، فعدت له فنشدته، فقال: اللَّه ورسوله أعلم. . . ".

(2)

في "صحيح البخاري": "أهل الشام".

(3)

في "صحيح البخاري": "من يدلُّ. . . ".

(4)

في "صحيح البخاري": "يشيرون له. . . ".

(5)

في "صحيح البخاري": "يأتيني فقال. . . ".

(6)

في "صحيح البخاري": "لا، بلا اعتزلها".

(7)

"مثل" أثبتناها من "الصحيح"، وفي الأصل:"إلى ذلك".

(8)

"إلى" ليست في "صحيح البخاري".

ص: 399

إن هلال بن أمية شيخ ضائع، ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ قال:"لا، ولكن لا يقربك"، قالت: واللَّه (1) ما به من (2) حركة إلى شيء، واللَّه ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا، فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه، فقلت: واللَّه لا أستاذن فيها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وما يدريني ما يقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا استأذنته (3)، وأنا رجل شاب، فلبثتُ بعد ذلك عشر ليالٍ، حتى كملت لنا خمسون ليلة، من حين نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن كلامنا، فلما صليت صلاة الفجر صبحَ خمسين ليلة، وأنا على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر اللَّه قد ضاقت عليَّ نفسِي، وضاقت على الأرض بما رَحُبَتْ سمعت صوت صارخٍ أَوْفَى على جبل سَلْعٍ بأعلى صوته: يا كعب بن مالك! أبشر، قال: فخررت ساجدًا، وعرفت أنْ قد جاء فرج، وآذن رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بتوبة اللَّه علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشرون (4)، وذهب قِبَل صاحبيَّ مبشرون، وركض رجل إليَّ فارسًا (5)، وسعى (6) ساعٍ من أَسْلَم، فأَوْفَى على الجبل، وكان الصوت أسرع من الفَرَسِ، فلما جاءني الذي سمعت

(1) في "صحيح البخاري": "إنه واللَّه. . . ".

(2)

"من" ليست في "صحيح البخاري".

(3)

في "صحيح البخاري": "إذا استأذنته فيها".

(4)

في "صحيح البخاري": "يبشروننا".

(5)

في "صحيح البخاري": "وركض إلى رجل فارسًا".

(6)

"وسعى" أثبتناها من "الصحيح"، وفي الأصل:"وساع ساع. . . ".

ص: 400

صوته يبشرني نزعت له ثوبيَّ، فكسوته إياهما ببشراه، واللَّه ما أملك غيرهما يومئذٍ، واستعرت ثوبين، فلبستهما، وانطلقت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فتلقاني الناس فوجًا فوجًا يُهَنُّوني بالتوبة يقولون: لِيَهْنِكَ (1) بتوبة اللَّه عليك، قال كعب: حتى دخلت المسجد؛ فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس، فقام إليَّ طلحة بن عبيد اللَّه يهرول، حتى صافحني وهنأني، واللَّه ما قام إليَّ رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة.

قال كعب: فلما سلَّمت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور:"أبشر بخير يوم مَرَّ عليك منذ ولدتك أمك" قال: قلت: أَمِنْ عندك يا رسول اللَّه، أمْ من عند اللَّه؟ قال:"لا، بل من عند اللَّه"، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه، قلت: يا رسول اللَّه! إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى اللَّه وإلى رسوله، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك"، قلت: فإني أُمسك سهمي الذي بخيبر، فقلت: يا رسول اللَّه! إن اللَّه إنما نجَّانِي بالصدق، وإن من توبتي أن لا أُحَدِّثَ إلَّا صدقًا ما بقيتُ، فواللَّه ما أعلم أحدًا من المسلمين أبلاه اللَّه في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحسن مما أبلاني، وما تعمدت (2) منذ ذكرت ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبًا، وإني لأرجو أن يحفظني اللَّه فيما بقيت، وأنزل اللَّه على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ

(1) في "صحيح البخاري": "لتهنك".

(2)

في "صحيح البخاري": "ما تعمدت".

ص: 401

تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ}. . . إلى قوله: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 117 - 119]، فواللَّه ما أنعم اللَّه عليَّ من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم في نَفْسي من صدقي رسول اللَّه (1) صلى الله عليه وسلم أن لا أكون كَذَبْتُه، وأهلك (2) كما هلك الذين كذبوا، فإن اللَّه قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شرَّ ما قال لأحدٍ، فقال اللَّه عز وجل (3):{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ} . . . إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 95 - 96].

قال كعب: وكان تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قَبِلَ منهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له، فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى اللَّه فيه، فبذلك قول اللَّه عز وجل (4):{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} [التوبة: 118]، وليس الذي ذكر اللَّه مما خُلِّفْنَا عن الغزو، وإنما هو (5) تخليفه إيانا، وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له، واعتذر له فقبل منه.

الغريب:

"ورَّى": عَرَّضَ. "وَجْهَه": قَصْدَه. "طُفِقْتُ": جعلت وأخذت. "تَفَارَطَ": تقدم. "والغزو": الغَزَاة. "مَغْمُوصًا": متهمًا ومعيبًا. "عِطْفَه": جَانِبَهُ تكبرًا. "أَظَلَّ": أقبل. "زاح": ذهب. "أَجْمَعْتُ": عزمت. "الظَّهْر":

(1) في "صحيح البخاري": "لرسول اللَّه. . . ".

(2)

في "صحيح البخاري": "فأهلك".

(3)

في "صحيح البخاري": "فقال تبارك وتعالى".

(4)

في "صحيح البخاري": "فبذلك قال اللَّه. . . ".

(5)

في "صحيح البخاري": "إنما هو. . . ".

ص: 402