الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تبوك، فاستخلف (1) عليًّا، فقال: أتُخلِّفُني في الصبيان والنساء؟ قال: "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلَّا أنَّه ليس بعدي نبيٌّ (2) ".
* * *
(58) حديث كعب بن مالك
1950 -
عن عبد اللَّه بن كعب -وكان قائد كعب من بنيه حين عمي- قال: سمعت كعب بن مالك يحدّث حين تخلف عن قصة تبوك، قال كعب: لم أتخلف عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلَّا في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر، ولم يُعاتَب أحدٌ (3) تخلَّف عنها، إنما خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش، حتى جمع اللَّه بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين توافقنا (4) على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها.
(1) في "صحيح البخاري": "واستخلف".
(2)
في "صحيح البخاري": "ليس نبي بعدي".
(3)
في "صحيح البخاري": "أحدًا".
(4)
في "صحيح البخاري": "تواثقنا".
_________
1950 -
خ (3/ 176 - 180)، (64) كتاب المغازي، (79) باب حديث كعب بن مالك، وقول اللَّه عز وجل:{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} ، من طريق عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك به، رقم (4418).
كان من خبري: أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزوة (1)، واللَّه ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزاة (2)، ولم يكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلَّا وَرَّى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حرٍّ شديد، واستقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا وعدوًّا كثيرًا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتاهبوا أُهبة عدوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد، والمسلمون مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كثير، لا يجمعهم كتاب حافظ؛ يريد: الديوان.
قال كعب: فما رجل يريد أن يتغيب إلَّا ظن أنَّه سيخفى له ما لم ينزل فيه وحيٌ من اللَّه (3)، وغزا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمسلمون (4) تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، وتجهز أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم معه، فطفقت (5) أغدو لكي أتجهز معهم، فارجع ولم أقض شيئًا، فأقول في نفسي: أنا قادر عليه، فلم يزل يتمادى بي، حتى اشتد بالناس الجِدُّ، فأصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، ولم أقضِ من جهازي شيئًا، فقلت: أتجهر بعده بيوم أو بيومين ثم ألحقهم، فغدوت بعد أن فَصَلُوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئًا (6)، فلم يزل بي حتى أسرعوا، وتفارط الغزو، وهممت أن أرتحل فأدركهم،
(1) في "صحيح البخاري": "الغزاة".
(2)
في "صحيح البخاري": "الغزوة".
(3)
في "صحيح البخاري": "وحي اللَّه".
(4)
"والمسلمون" ليست في "صحيح البخاري".
(5)
في "صحيح البخاري": "وتجهز رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه فطفقت. . . ".
(6)
في "صحيح البخاري": "ثم غدوت، ثم رجعت ولم أقضِ شيئًا. . . ".
وليتني فعلت، فلم يقدّر لي ذلك، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فطفت (1) أحزنني أنني (2) لا أرى إلَّا رجلًا مغموصًا عليه النفاق أو رجلًا ممن عذر اللَّه من الضعفاء، ولم يذكرني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم في تبوك (3):"ما فعل كعب؟ " فقال رجل من بني سَلِمَةَ: يا رسول اللَّه! حبسه بُرْداهُ ونظره في عِطفيه (4)، فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت، واللَّه يا رسول اللَّه ما علمنا عليه إلَّا خيرًا، فسكت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
قال كعب بن مالك: فلما بلغني أنَّه توجه قافلًا، حضرني همي، وطَفِقْتُ أتذكر الكذب، وأقول: بماذا أخرج من سَخَطِه هذا؟ (5)، واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد أَظَلَّ قادمًا، زاح عني الباطل، وعرفت أني لن أخرج منه أبدًا بشيء فيه كذب، فأجمعت صِدْقَهُ، وأصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قادمًا، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فيركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاء المخلَّفون، فطفقوا يعتذرون إليه، ويحلفون له -وكانوا بضعة وثمانين رجلًا- فقبل منهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم علانيتهم، وبايعهم واستغفر لهم، وَوَكَلَ سرائرهم إلى اللَّه عز وجل (6)،
(1) في "صحيح البخاري": "فطفقت فيهم".
(2)
في "صحيح البخاري": "أني".
(3)
في "صحيح البخاري": "بتبوك".
(4)
في "صحيح البخاري": "في عِطْفِه".
(5)
في "صحيح البخاري": "غدَا".
(6)
"عز وجل" ليست في "صحيح البخاري".
فجئته فلما سلّمت عليه تبسَّم تبسُّم المُغْضَب، وقال (1):"تعالَ"، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي:"ما خلَّفك، ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟ " فقلت: بلى، إني واللَّه لو جلستُ عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أنْ سأخرج من سَخَطِهِ بعذر، ولقد أُعطيتُ جَدَلًا، ولكني واللَّه لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكنَّ اللَّه أن يسخط عليَّ (2)، ولئن حدثتك حديث صدق تَجِدُ عليَّ فيه، لأرجو (3) فيه عفو اللَّه، لا واللَّه ما كنت (4) قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أما هذا فقد صدق، قُمْ (5) حتى يقضي اللَّه فيك"، فقمت، وثار رجال من بني سَلِمَةَ، فاتَّبعوني، فقالوا لي: واللَّه ما علمناك كنت أذنبت ذنبًا قبل هذا، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مما اعتذر المخلَّفون (6)، قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لك، فواللَّه ما زالوا يؤنبوني (7) حتى أردت أن أرجع فأكذِّب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم، رجلان قالا مثل ما قلت، وقيل (8) بهما مثل ما قيل
(1) في "صحيح البخاري": "ثم قال".
(2)
في "صحيح البخاري": "يسخطك عليَّ".
(3)
في "صحيح البخاري": "إني لأرجو. . . ".
(4)
في "صحيح البخاري": "لا واللَّه ما كان لي من عذر، واللَّه ما كنت. . . ".
(5)
في "صحيح البخاري": "فقم. . . ".
(6)
في "صحيح البخاري": "بما اعتذر إليه المتخلفون".
(7)
في "صحيح البخاري": "يؤنبونني".
(8)
في "صحيح البخاري": "فقيل".
لك، فقلت: من هما؟ قالوا (1): مُرارة بن الربيع العبدي (2)، وهلال بن أمية الواقفي، فذكروا رجلين صالحَيْن (3)، قد شهدا بدرًا، فيهما أسوة، فمضَيْتُ حين ذكروهما لي، ونهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن كلامنا (4) أيها الثلاثة من بين من تخلَّف عنه، فاجتنبنا الناس، فتغيَّروا (5) لنا، حتى تَنَكَّرَتْ في نفسي الأرض، فما هي التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا، وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أَشَبَّ القوم وأجلدهم، وكنت (6) أخرج، فأشهد الصلاة مع المسلمين، فأطوف (7) في الأسواق، ولا يكلمني أحد، وآتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرَّك شفتيه، فردَّ السلام (8) عليَّ أم لا؟ ثم أصلي قريبًا منه فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إليَّ، وإذا التفتُّ نحوه أعرض عني، حتى إذا طال عليَّ ذلك من جفوة الناس، مشيت حتى تسوَّرتُ جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي، وأحب الناس إليَّ، فسلمت عليه، فواللَّه ما ردَّ عليَّ السلام، فقلت: يا أبا قتادة! أَنْشُدُك باللَّه، هل تعلمني أني (9)
(1)" قالوا" أثبتناها من "الصحيح" لسياق الكلام، وفي الأصل:"قال".
(2)
في "صحيح البخاري": "العمرى".
(3)
"صالحين" ليست في "صحيح البخاري".
(4)
في "صحيح البخاري": "المسلمين عن كلامنا. . . ".
(5)
في "صحيح البخاري": "وتغيروا".
(6)
في "صحيح البخاري": "فكنت".
(7)
في "صحيح البخاري": "وأطوف".
(8)
في "صحيح البخاري": "بِرَدِّ السلام".
(9)
"أني" ليست في "صحيح البخاري".
أحب اللَّه ورسوله؟ فسكت، فعدت له فَنَشَدْتُه، فقال: اللَّه ورسوله أعلم (1)، ففاضت عيناي، وتوليتُ حتى تسوَّرتُ الجدار، قال: فبينا أنا أمشي بسوق المدينة؛ إذا نبطي من أنباط الشام (2) ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يَدُلُّنِي (3) على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون (4) حتى إذا جاءني دفع إليَّ كتابًا من ملك غسَّان؛ فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك اللَّه بِدَار هوانٍ ولا مضيعة، فالْحَقْ بنا نواسك، فقلت لما قرأتها: وهذا أيضًا من البلاء، فتيممت بها التنور فسَجَرْتُه بها، حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين؛ إذا رسولُ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال (5): إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك، قلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: بل اعتزلها (6) ولا تقربها، وأرسل إلى صاحبيَّ مثل (7) ذلك، فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي اللَّه في هذا الأمر، قال كعب: فجاءت امرأة هلال بن أميّة إلى (8) رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول اللَّه!
(1) في "صحيح البخاري": "فنشدته فسكت، فعدت له فنشدته، فقال: اللَّه ورسوله أعلم. . . ".
(2)
في "صحيح البخاري": "أهل الشام".
(3)
في "صحيح البخاري": "من يدلُّ. . . ".
(4)
في "صحيح البخاري": "يشيرون له. . . ".
(5)
في "صحيح البخاري": "يأتيني فقال. . . ".
(6)
في "صحيح البخاري": "لا، بلا اعتزلها".
(7)
"مثل" أثبتناها من "الصحيح"، وفي الأصل:"إلى ذلك".
(8)
"إلى" ليست في "صحيح البخاري".
إن هلال بن أمية شيخ ضائع، ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ قال:"لا، ولكن لا يقربك"، قالت: واللَّه (1) ما به من (2) حركة إلى شيء، واللَّه ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا، فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه، فقلت: واللَّه لا أستاذن فيها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وما يدريني ما يقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا استأذنته (3)، وأنا رجل شاب، فلبثتُ بعد ذلك عشر ليالٍ، حتى كملت لنا خمسون ليلة، من حين نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن كلامنا، فلما صليت صلاة الفجر صبحَ خمسين ليلة، وأنا على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر اللَّه قد ضاقت عليَّ نفسِي، وضاقت على الأرض بما رَحُبَتْ سمعت صوت صارخٍ أَوْفَى على جبل سَلْعٍ بأعلى صوته: يا كعب بن مالك! أبشر، قال: فخررت ساجدًا، وعرفت أنْ قد جاء فرج، وآذن رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بتوبة اللَّه علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشرون (4)، وذهب قِبَل صاحبيَّ مبشرون، وركض رجل إليَّ فارسًا (5)، وسعى (6) ساعٍ من أَسْلَم، فأَوْفَى على الجبل، وكان الصوت أسرع من الفَرَسِ، فلما جاءني الذي سمعت
(1) في "صحيح البخاري": "إنه واللَّه. . . ".
(2)
"من" ليست في "صحيح البخاري".
(3)
في "صحيح البخاري": "إذا استأذنته فيها".
(4)
في "صحيح البخاري": "يبشروننا".
(5)
في "صحيح البخاري": "وركض إلى رجل فارسًا".
(6)
"وسعى" أثبتناها من "الصحيح"، وفي الأصل:"وساع ساع. . . ".
صوته يبشرني نزعت له ثوبيَّ، فكسوته إياهما ببشراه، واللَّه ما أملك غيرهما يومئذٍ، واستعرت ثوبين، فلبستهما، وانطلقت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فتلقاني الناس فوجًا فوجًا يُهَنُّوني بالتوبة يقولون: لِيَهْنِكَ (1) بتوبة اللَّه عليك، قال كعب: حتى دخلت المسجد؛ فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس، فقام إليَّ طلحة بن عبيد اللَّه يهرول، حتى صافحني وهنأني، واللَّه ما قام إليَّ رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة.
قال كعب: فلما سلَّمت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور:"أبشر بخير يوم مَرَّ عليك منذ ولدتك أمك" قال: قلت: أَمِنْ عندك يا رسول اللَّه، أمْ من عند اللَّه؟ قال:"لا، بل من عند اللَّه"، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه، قلت: يا رسول اللَّه! إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى اللَّه وإلى رسوله، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك"، قلت: فإني أُمسك سهمي الذي بخيبر، فقلت: يا رسول اللَّه! إن اللَّه إنما نجَّانِي بالصدق، وإن من توبتي أن لا أُحَدِّثَ إلَّا صدقًا ما بقيتُ، فواللَّه ما أعلم أحدًا من المسلمين أبلاه اللَّه في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحسن مما أبلاني، وما تعمدت (2) منذ ذكرت ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبًا، وإني لأرجو أن يحفظني اللَّه فيما بقيت، وأنزل اللَّه على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ
(1) في "صحيح البخاري": "لتهنك".
(2)
في "صحيح البخاري": "ما تعمدت".
تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ}. . . إلى قوله: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 117 - 119]، فواللَّه ما أنعم اللَّه عليَّ من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم في نَفْسي من صدقي رسول اللَّه (1) صلى الله عليه وسلم أن لا أكون كَذَبْتُه، وأهلك (2) كما هلك الذين كذبوا، فإن اللَّه قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شرَّ ما قال لأحدٍ، فقال اللَّه عز وجل (3):{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ} . . . إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 95 - 96].
قال كعب: وكان تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قَبِلَ منهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له، فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى اللَّه فيه، فبذلك قول اللَّه عز وجل (4):{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} [التوبة: 118]، وليس الذي ذكر اللَّه مما خُلِّفْنَا عن الغزو، وإنما هو (5) تخليفه إيانا، وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له، واعتذر له فقبل منه.
الغريب:
"ورَّى": عَرَّضَ. "وَجْهَه": قَصْدَه. "طُفِقْتُ": جعلت وأخذت. "تَفَارَطَ": تقدم. "والغزو": الغَزَاة. "مَغْمُوصًا": متهمًا ومعيبًا. "عِطْفَه": جَانِبَهُ تكبرًا. "أَظَلَّ": أقبل. "زاح": ذهب. "أَجْمَعْتُ": عزمت. "الظَّهْر":
(1) في "صحيح البخاري": "لرسول اللَّه. . . ".
(2)
في "صحيح البخاري": "فأهلك".
(3)
في "صحيح البخاري": "فقال تبارك وتعالى".
(4)
في "صحيح البخاري": "فبذلك قال اللَّه. . . ".
(5)
في "صحيح البخاري": "إنما هو. . . ".