الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا ما جاء (1) فإني قائل بشعره فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم، فاضربوه، وقال مرَّة: أُشِمُّكُمْ (2)، فنزل إليهم متوشحًا، وهو ينفَحُ منه ريح الطيب، فقال: ما رأيت كاليوم ريحًا -أي: أطيب- قال: عندي (3) أعطر نساء العرب، وأجمل العرب، قال: ائذن لي (4) أن أَشَمَّ رأسك، قال: نعم، فَشَمَّه، ثم أَشَمَّ أصحابه، ثم قال: أتأذن لي؟ قال: نعم، فلما استمكن منه، قال: دونكم فقتلوه، ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه.
* * *
(24) قتل أبي رافع عبد اللَّه بن أبي الحقيق، ويقال سَلَّام بن أبي الحُقَيْق، كان بخيبر، ويقال: في حصن له بأرض الحجاز
1842 -
عن البراء بن عازب قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالًا من الأنصار، وأمَّر (5) عليهم عبد اللَّه بن عَتِيك، وكان أبو رافع يؤذي
(1)"أبو عبس" كذا في "صحيح البخاري"، وفي الأصل:"أبو عيسى. . . ".
(2)
في "صحيح البخاري": "ثم أشمكم. . . ".
(3)
في "صحيح البخاري": "وقال غير عمرو: قال: عندي. . . ".
(4)
في "صحيح البخاري": "وقال عمرو: فقال: أتأذن لي. . . ".
(5)
في "صحيح البخاري": "فأمَّر".
_________
1842 -
خ (3/ 100 - 101)، (64) كتاب المغازي، (16) باب قتل أبي رافع عبد اللَّه ابن أبي الحقيق، ويقال: سلام بن أبي الحقيق، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب به، رقم (4039).
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ويعين عليه، وكان في حصن له بأرض الحجاز، فلما دنوا منه، وقد غَرَبَتْ الشمس، وراح الناس بسَرحِهم، قال (1) عبد اللَّه لأصحابه: اجلسوا مكانكم؛ فإني منطلق، فمتلطف (2) للبواب لَعَلِّي أن أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنَع بثوبه كأنه يقضي حاجة، وقد دخل الناس، فهتف به البواب: يا عبد اللَّه! إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب، فدخلت فَكَمَنْتُ، فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم عَلَّق الأغاليق على وَدٍّ، قال: فقمت إلى الأقاليد فأخذتها، ففتحت الباب، وكان أبو رافع يُسْمَرُ عنده، وكان في عَلَالِيَّ له، فلما ذهب عنه أهل سمرة صَعِدْتُ إليه، فجعلت كما فتحت بابًا، أغلقت على من داخل، قلت: إن القوم نَذِروا (3) بي لم يخلصوا إليَّ حتى أقتله.
وفي رواية (4): ثم عَمَدْتُ إلى أبواب بيوتهم فغلقتها عليهم من ظاهر، وصَعِدْتُ (5) إلى أبي رافع في سلم، والبيت مظلم، قد طُفِئَ سراجه؛ فإذا هو وَسْطَ عياله (6)، لا أدري أين هو من البيت، قلت (7): أبا رافع! قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت، فأضربه ضربة بالسيف وأنا دَهِش، فما أغنيت
(1) في "صحيح البخاري": "فقال".
(2)
في "صحيح البخاري": "ومتلطف".
(3)
(نذروا بي)؛ أي: علموا، وأصله من الإنذار، وهو الإعلام بالشيء الذي يحذر منه.
(4)
خ (3/ 101 - 102)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب به، رقم (4040).
(5)
في "صحيح البخاري": "ثم صعدت".
(6)
في "صحيح البخاري": "فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله. . . ".
(7)
في "صحيح البخاري": "فقلت".
شيئًا، وصاح فخرجت من البيت، ومكث (1) غير بعيد، ثم دخلت إليه، فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ قال: لأمك الويل، إن رجلًا في البيت ضربني قبلُ بالسيف، قال: فأضربه ضربة أثخنته، ولم أقتله، ثم وضعت ضَبِيبَ السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا، حتى انتهيت إلى درجة له، فوضعت رِجْلي، وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة، فانكسرت ساقي.
وفي رواية: فانفكت (2)، فعصبتها بعمامة، ثم انطلقت حتى جلست على الباب، فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أني قتلته (3)، فلما صاح الديك، قام الناعي على السور، فقال: أنعاكم أبا رافع تاجر أهل الشام، فانطلقت إلى أصحابي، فقلت: النجاءَ، فقد قتل اللَّه أبا رافع فانتهيت، فأتيت (4) إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثته فقال:"ابسط رجلك"، فبسطت رجلي، فمسحها، فكأنما (5) لم أَشْكُ قط.
الغريب:
"الأغَالِيق" و"الأَقالِيد": المفاتيح. و"الوَدّ": الوتد. و"السَّمَر": الحديث بالليل. و"أثخَنْتُه": أثقلته بالضرب. و"ضَبِيب السيف": ظُبَتُه، وهو حَدُّه،
(1) في "صحيح البخاري": "فأمكث. . . ".
(2)
لم أعثر على قوله في هذا الحديث: "فانفكت"، وفي "البخاري" من هذا الحديث ثلاث روايات هي:(3022، 4038، 4039، 4040).
(3)
في "صحيح البخاري": "حتى أعلم أقتلته؟ ".
(4)
"فأتيت" ليست في "صحيح البخاري".
(5)
في "صحيح البخاري": "فكأنها".