الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أُسَيد الأنصاري، مِسْطَح بن أَثَاثة بن عَبَّاد بن المطلب بن عبد مناف، مُرَارَة ابن الربيع الأنصاري، مقداد بن عمرو حليف بني زُهرة، هلال بن أمية الواقفي الأنصاري.
* * *
(19) حديث عاصم بن ثابت، وخُبيب بن عَدِيٍّ، يزيد بن الدَّثِنَة
1834 -
عن أبي هريرة قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عشرة عينًا، وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري -جد عاصم بن عمر بن الخطاب- حتى إذا كانوا بالهدأة (1) -بين عُسْفَان ومكة- ذُكروا لحيٍّ من هُذيل يقال لهم بنو لِحْيَان، فنفروا لهم بقريب من مئة رامٍ (2)، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزلٍ نزلوه، فقالوا: تمر يثرب، واتبعوا (3) آثارهم، فلما أحسَّ (4) عاصم وأصحابه لجؤوا إلى موضع فأحاط بهم القوم، فقالوا (5): انزلوا، فأعطوا
(1) في "صحيح البخاري": "الهدة".
(2)
في "صحيح البخاري": "مئة رجل رامٍ".
(3)
في "صحيح البخاري": "فاتَّبعوا".
(4)
في "صحيح البخاري": "فلما حسَّ".
(5)
في "صحيح البخاري": "فقال لهم. . . ".
_________
1834 -
خ (3/ 89)، (64) كتاب المغازي، (15) باب، من طريق ابن شهاب، عن عمرو ابن جارية الثقفي حليف بني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة، عن أبي هريرة به، رقم (3989).
بأيديكم، ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت: أيها القوم! أمَّا أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللَّهم أخبر عنا نبيك (1)، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصمًا، ونزل إليهم ثلاثة نفر بالعهد (2) والميثاق، منهم خُبيب يزيد بن الدَّثِنَة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، قال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، واللَّه لا أصحبكم، إن لي بهؤلاء أسوة -يريد: القتلى- فجرَّروه وعالجوه، فأبى أن يصحبهم، فلم يفعل فقتلوه (3)، فانطُلِقَ بخبيب يزيد بن الدَّثِنَة حتى باعوهما بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث بن عامر (بن نوفل خُبيبًا، وكان حبيب هو قتل الحارث بن عامر)(4) يوم بدر، فلبث حبيب عندهم أسيرًا حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحدُّ بها، فأعارته، فدرج بُنَيٌّ لها وهي غافلة حتى أتاه، فوجدته مُجْلِسَه على فخذه، والموسى بيده، قالت: ففزعت فزعة عرفها حبيب، فقال: أتخشين أن أقتله، ما كنت لأفعل ذلك، قالت: واللَّه ما رأيت أسيرًا خيرًا من حبيب، واللَّه لقد وجدته يومًا يأكل قِطْفًا من عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول: إنَّه لرزق رزقه اللَّه خُبَيْبًا، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خُبيب: دعوني أصلي ركعتين، فتركوه، فركع ركعتين، فقال: واللَّه
(1) في "صحيح البخاري": "نبيك صلى الله عليه وسلم".
(2)
في "صحيح البخاري": "على العهد. . . ".
(3)
"فلم يفعل فقتلوه" ليست في "صحيح البخاري".
(4)
ما بين القوسين من "الصحيح".
لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت، اللَّهم (1) أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا، فقال (2):
فلست أبالي حين أُقْتَلَ مسلمًا
…
على أيّ جنب كان في اللَّه مصرعي
وذاك (3) في ذات الإله وإن يَشَأْ
…
يُبَارِكْ على أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
ثم قام إليه أبو سِرْوَعَة (4) عقبة بن الحارث فقتله، فكان (5) خُبَيْبٌ هو سَنَّ لكل مسلم قُتل صبرًا الصلاة، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم (6) أصحابه يوم أصيبوا خبرهم، وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حُدِّثُوا أنَّه قتل، أن يُؤْتَوْا بشيء منه يعرف -وكان قتل رجلًا من عظمائهم (7) - فبعث اللَّه لعاصم مثل الظُّلَّة من الدَّبْر، فَحَمَتْهُ من رُسُلهم، فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئًا.
الغريب:
"أَحْصِهم"؛ أي: عُمَّهُمْ بهلاك. و"بَدَدًا": متبددين أينما كانوا، و"الشلو": بقية الجسم. و"ممزع": مقطّع. و"الدَّبْر": الزُّنْبُور الكبير.
* * *
(1) في "صحيح البخاري": "لزدت، ثم قال: اللَّهم. . . ".
(2)
في "صحيح البخاري": "ثم أنشأ يقول. . . ".
(3)
في "صحيح البخاري": "وذلك".
(4)
"أبو سروعة" كذا في "صحيح البخاري"، وفي المخطوط:"أبو شروعة".
(5)
في "صحيح البخاري": "وكان".
(6)
في "صحيح البخاري": "وأخبر -يعني- النبي صلى الله عليه وسلم".
(7)
في "صحيح البخاري": "رجلًا عظيمًا من عظمائهم. . . ".