الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على خلافة أبي بكر؛ لكنهم لما تنازعوا، واشتد مرضه وألمه، عَدَلَ عن ذلك فعَوِّلًا على ما أصَّلَ في ذلك من استخلافه إيَّاه على الصلاة، ومن قوله:"يأبى اللَّه والمسلمون إلا أبا بكر"، واللَّه أعلم.
و"جزيرة العرب" من أقصى اليمن -عدن أَبْيَنَ- إلى رِيفِ العراق، ومن جدَّة وما والاها من ساحل البحر إلى أطراف الشام، قاله الأصمعي، وسميت جزيرة؛ لأنها مجزورة بالبحار: بحر الحبش، وبحر فارس، ودجلة، والفرات، قاله الخليل.
* * *
(59) باب ما يُحْذَرُ من الغدر، وإذا غدر المشرك هل يُعْفى عنه
1505 -
عن عوف بن مالك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبةٍ من أَدَمٍ، فقال: "اعدد ستًّا بين يدي الساعة: مَوْتِي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوتَانٌ يوجد فيكم كعُقَاصِ (1) الغنم، ثم استفاضة
(1)(كعقاص الغنم): هو داء يأخذ الدواب، فيسيل من أنوفها شيء، فتموت فجأة.
قال أبو عبيدة: ومنه أخذ الإقعاص، وهو القتل مكانه، وقال ابن فارس: العقاص داء يأخذ في الصدر كأنه يكسر العنق، ويقال: إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر، وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس.
_________
1505 -
خ (2/ 413 - 414)، (58) كتاب الجزية والموادعة، (15) باب ما يحذر من الغَدْر، وقول اللَّه تعالى:{وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} ، من طريق بسر بن عبيد اللَّه، عن أبي إدريس، عن عوف بن مالك به، رقم (3176).
المال حتى يُعْطَى الرجلُ مئة دينار فيظل ساخطًا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هُدْنةٌ تكون بينكم وبين بني الأَصْفَر فيَغْدِرُونَ، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا".
1506 -
عن أبي هريرة قال: لما فُتِحَتْ خيبرُ أُهْدِيَتْ للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سمٌّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اجمعوا لي من كان ههنا من يَهُود"، فجمعوا له، فقال:"إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صَادِقِيَّ عنه؟ " فقالوا: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من أبوكم؟ " فقالوا: فلان، فقال:"كذبتم بل أبوكم فلان"، قالوا: صدقت، قال:"فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه؟ " فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبنا عرفت كذبنا، كما عرفت في أبينا، فقال لهم:"من أهل النار؟ " قالوا: نكون فيها يسيرًا، ثم تخلفونا فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اخسؤوا فيها، واللَّه لا نخلفكم فيها أبدًا"، ثم قال "هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ " قالوا: نعم يا أبا القاسم، قال:"فهل (1) جعلتم في هذه الشاة سمًّا؟ " قالوا: أردنا إن كنت كاذبًا نستريح منك، وإن كنت نبيًّا لم يضرك.
وقال (2) يونس: عن ابن شهاب سئل: أعلى مَن سحَرَ من أهل العهد
(1) في "صحيح البخاري": "هل".
(2)
خ (2/ 413)، (58) كتاب الجزية والموادعة، (14) باب هل يعفى عن الذمي إذا كر؟ ذكر البخاري أثر ابن شهاب معلقًا في ترجمة الباب.
_________
1506 -
خ (2/ 410 - 411)، (58) كتاب الجزية والموادعة، (7) باب إذا غدر المشركون بالمسلمين، هل يعفى عنهم، من طريق الليث، عن سعيد، عن أبي هريرة به، رقم (3169)، طرفاه في (4249، 5777).