الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فجمعهم في قبة، وقال (1):"يا معشر الأنصار! ما حديث بلغني عنكم؟ "، فسكتوا، فقال:"يا معشر الأنصار" ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا، وتذهبون برسول اللَّه (2)، تحوزونه إلى بيوتكم؟ " قالوا: بلى، قال (3) النبي صلى الله عليه وسلم:"لو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار شِعبًا، لأخذت شِعْبَ الأنصار".
قال (4) هشام: قلت: يا أبا حمزة (5)! وأنت شاهد ذلك؟ قال: وأين أغيب عنه؟
* * *
(48) باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جَذِيمة، وسرية عبد اللَّه بن حذيفة وقد تقدمت أحاديثهما
بَعْث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قَبْل حَجَّة الوداع.
1936 -
عن أبي بُرْدَة قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن
(1) في "صحيح البخاري": "فقال".
(2)
في "صحيح البخاري": "صلى الله عليه وسلم".
(3)
في "صحيح البخاري": "فقال".
(4)
في "صحيح البخاري": "وقال. . . ".
(5)
(يا أبا حمزة): هي كنية أَنس بن مالك رضي الله عنه.
_________
1936 -
خ (3/ 160 - 161)، (64) كتاب المغازي، (60) باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع، من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك، عن أبي بردة به، رقم (4341، 4342)، الحديث (4342)، طرفه في (4345).
جبل إلى اليمن، قال: وبعث كل واحد منهما على مِخْلَافٍ، قال: واليمن مخلافان، ثم قال:"يَسِّرا ولا تُعَسِّرا، وبشِّرا ولا تنفِّرا"، في رواية (1):"وتطاوعا ولا تختلفا"، فانطلق كل واحد منهما إلى عمله، قال: وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه، كان قريبًا من صاحبه، أحدث به عهدًا فسَلَّم عليه، فسار معاذ في أرضه قريبًا من صاحبه أبي موسى، فجاء يسير على بغلته، حتى انتهى إليه وهو جالس، وقد اجتمع إليه الناس، وإذا رجل عنده قد جُمعت يداه إلى عنقه، فقال له معاذ: يا عبد اللَّه بن قيس! أَيْمَ (2) هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يقتل، قال: إنما جيء به لذلك، قال (3): فأنزل، قال: ما أنزل حتى يقتل، فأمر به فقتل، ثم نزل فقال: يا عبد اللَّه! كيف تقرأ القرآن؟ قال: أَتَفَوَّقُه تفوُّقًا (4)، قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل، فاقوم وقد قضيت حزبي (5) من النوم، فاقرأ ما كتب اللَّه لي، فاحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
المخلاف: العمل المنفرد عن الآخر، وهي لغة يمانية.
* * *
(1) خ (3/ 161)، رقم (4344 - 4345)، ولكن ليس فيه:"ولا تختلفا".
(2)
"أيم هذا" أصله: (أي) الاستفهامية، دخلت عليها (ما)، وهي مثل: إيش هذا.
(3)
"قال" ليست في "صحيح البخاري".
(4)
(أتفوقه تفوقًا)؛ أي: ألازم قراءته ليلًا ونهارًا، شيئًا بعد شيء، وحينًا بعد حين، مأخوذ من فواق الناقة، وهو أن تحلب، ثم تترك ساعة حتى تدر، ثم تحلب، هكذا دائمًا.
(5)
في "صحيح البخاري": "جزئي"، والمراد: أنَّه جَزَّأ الليل أجزاء: جزءًا للنوم، وجزءًا للقراءة والقيام.