الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(37)
كتاب أحاديث الأنبياء
(1) باب خلق آدم وذريته، وقوله تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون: 12 - 13] الآية
1533 -
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خلق اللَّه آدم وطوله ستون ذراعًا، ثم قال: اذهب فسَلِّمْ على أولئك من الملائكة، فاستمع ما يُحَيُّونك، تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة اللَّه، فزادوا ورحمة اللَّه، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق يَنْقُص حتى الآن".
1534 -
وعن أنس قال: بلغ عبد اللَّه بن سلام مَقْدَمُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
1533 - خ (2/ 450)، (60) كتاب أحاديث الأنبياء، (1) باب خلق آدم وذريته، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي هريرة به، رقم (3326)، طرفه في (6227).
1534 -
خ (2/ 450 - 451)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق الفزاري، عن حميد، عن أنس به، رقم (3329).
المدينة، فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، قال: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء يكون (1) الشَّبَه إلى أبيه، ومن أي شيء ينزع الولد إلى أخواله؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"خَبَّرَني آنفًا بهن جبريل"، قال: فقال عبد اللَّه: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أمّا أول أشراط الساعة فنارٌ تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأمَّا أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وأمّا الشبهُ في الولد؛ فإن الرجل إذا غَشِيَ المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبقت (2) كان الشبه لها"، قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول اللَّه، ثم قال: يا رسول اللَّه! إن اليهود قوم بُهْتٌ، إن عَلِمُوا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك؛ فجاءت اليهود، ودخل عبد اللَّه البيت، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أيُّ رجل فيكم عبد اللَّه بن سَلَام؟ "، فقالوا: أَعْلَمُنَا وابن أعلمنا، وأخيرنا وابن أخيرنا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أفرأيتم إن أسلم عبد اللَّه؟ " قالوا: أعاذه اللَّه من ذلك، فخرج عبد اللَّه إليهم، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أن محمدًا رسول اللَّه، فقالوا: شَرُّنا وابن شرنا، ووقعوا فيه.
1535 -
وعن عبد اللَّه -هو ابن مسعود- قال: أخبرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم يُجْمَعُ في بطن أمه أربعين يومًا، ثم
(1) في "صحيح البخاري": "ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه. . . ".
(2)
في "صحيح البخاري": "وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها".
_________
1535 -
خ (2/ 451)، (60) كتاب أحاديث الأنبياء، (1) باب خلق آدم وذريته، من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد اللَّه بن مسعود به، رقم (3332).
يكون عَلَقَة مثلَ ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يَبْعَثُ اللَّه إليه مَلَكا بأربعٍ كلماتٍ: فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخل الجنة، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار".
1536 -
وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لولا بنو إسرائيل لم يَخْنَزِ اللحم، ولولا حواء لم تَخُنْ أنثى زوجها".
1537 -
وعنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خُلِقَتْ من ضلع، وإن أَعْوَجَ شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبت تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء".
1538 -
وعن عائشة قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "الأرواح أجناد مُجَنَّدَة (1)، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف".
(1) في "صحيح البخاري": "جنود مجندة. . . ".
_________
1536 -
خ (2/ 451)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق معمر، عن همام، عن أبي هريرة به، رقم (3330).
1537 -
خ (2/ 451)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق زائدة، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة به، رقم (3331)، طرفاه في (5184، 5186).
1538 -
خ (2/ 452)، (60) كتاب أحاديث الأنبياء، (2) باب الأرواح جنود مجندة، من طريق يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة به، رقم (3336).
الغريب:
"خلقنا": اخترعنا. "الإنسان": آدم. و"السُّلَالة": خاصة الطين، ورقيقه. و"جعلناه": صيرناه؛ أي: ذريته. و"النُّطْفَة": القَطْرَة.
و"القرار": والمستقر واحد، وهو موضع الاستقرار. "مَكِين": أي: تتمكن فيه النطفة. و"العَلَق": الدم؛ لأنه يتعلق بما يجريه. و"المضغة": قدر ما يمضغه الماضغ من اللحم. و"آنفًا": الساعة. و"الأشراط": العلامات. و"تحشر": تجمع وتسوق.
و"بُهْتٌ": بضم الهاء، كأنه جمع بهيت، كقضيب وقُضْب، وهو الذي يبهت المقتول له بما يفتريه عليه ويَخْتَلِقُهُ. و"يَخْنَزِ الطعام": تتغير رائحته. و"أَجْنَاد": أصناف. "مُجَنَّدَة": مصنفة. و"تعارف": تناسب. و"ائتلف": اتفق. و"اختلف": تناكر كالهر والفأر.
ووقع هنا: "أخيرنا وابن أخيرنا" على الأصل، وفصيحه:"خيرنا وابن خيرنا"؛ أي: أكثرنا خيرًا.
وقوله: "يُجْمَع في بطن أمه"؛ أي: المَنِيّ يجمع في هذه المدّة، فإنه يقع في الرحم مبثوثًا، فيصير في هذه المدّة مضغة؛ أي: قدر ما يمضغه الماضغ، واللَّه أعلم (1).
* * *
(1) في نسخة (د): تم الجزء الثاني، آخره كتاب بدء الخلق، يتلوه في الثالث كتاب الأنبياء عليهم السلام، والحمد للَّه وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله، ورضي اللَّه عن أصحابه أجمعين.