الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(43) باب غزوة الفتح
1922 -
عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في رمضان من المدينة، ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مَقْدَمِهِ المدينة، فسار هو ومن معه (1) من المسلمين إلى مكة يصوم ويصومون، حتى بلغ الكَدِيدَ -وهو ما بين عُسْفَان وقُدَيْد- أفطر وأفطروا.
قال الزهري: وإنما يؤخذ من أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الآخر فالآخر (2).
1923 -
عن هشام، عن أبيه: لما سار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عام الفتح، وبلغ ذلك قريشًا، خرج أَبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مَرَّ الظهران؛ فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة، فقال أَبو سفيان: ما هذه؟ لكأنها نيران عرفة، فقال بديل بن ورقاء: نيران بني عمرو، فقال أَبو سفيان: عمرو أقل من ذلك، فرآهم ناس من حرس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا
(1)"هو ومن معه" كذا في "صحيح البخاري"، وفي الأصل:"فسار معه من المسلمين. . . ".
(2)
أي: الصوم في السفر كان أولًا، فنسخ بالإفطار فيه آخرًا.
_________
1922 -
خ (3/ 148)، (64) كتاب المغازي، (47) باب غزوة الفتح في رمضان، من طريق معمر، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس به، رقم (4276).
1923 -
خ (3/ 149)، (64) كتاب المغازي، (48) باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح؟ من طريق أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه به، رقم (4280).
بهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأسلم أَبو سفيان، فلما سار، قال للعباس:"احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين"، فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ تمر كتيبةً كتيبةً على أبي سفيان، فمرت كتيبةٌ، فقال: يا عباس! من هذه؟ قال: هذه غِفَارُ، قال: مالي ولغِفَار، ثم مَرَّتْ جُهَيْنَة، قال مثل ذلك، ثم مَرَّتْ سعد بن هُذَيْم، فقال مثل ذلك، ثم مرت سُليم (1)، فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم يرَ مثلها، فقال (2): من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار، عليهم سعد بن عُبادة معه الراية، فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان" اليوم يوم المَلْحَمَة، اليوم تُسْتَحَلُّ الكعبة، فقال أَبو سفيان: يا عباس! حبَّذا يوم الذِّمار، ثم جاءت كتيبة -وهي أقل الكتائب- فيهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير (3)، فلما مر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال: "ما قال؟ " قال: كذا وكذا، فقال: "كذب سعد، ولكن هذا يوم يُعَظِّمُ اللَّه فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة"، قال: وأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن تُركَزَ رايته بالحُجُون.
قال عروة: وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد اللَّه صلى الله عليه وسلم ههنا (4) أمرك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية، قال: وأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كَداء، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من كُدًا، فقُتِلَ من خيل خالد بن الوليد يومئذ
(1) في "صحيح البخاري": "ومرت سُلَيم".
(2)
في "صحيح البخاري": "قال. . . ".
(3)
في "صحيح البخاري": "الزبير بن العوام. . . ".
(4)
في "صحيح البخاري": "ها هنا"، وهو ما أثبتناه، وفي الأصل:"أههنا".
رجلان، حُبيش بن الأشعر، وكُرْزُ بن جابر الفهري.
1924 -
وعن عبد اللَّه بن مُغَفَّل قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته يقرأ سورة الفتح يُرَجِّعُ، وقال: لولا أن يجتمع الناس حولي لرجَّعْتُ كما رَجَّع.
1925 -
وعن أسامة بن زيد قال زمن الفتح: يا رسول اللَّه! أين تنزل غدًا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وهل ترك لنا عَقيلٌ من منزل؟ " ثم قال: "لا يرث الكافرُ المؤمنَ، ولا يرث المؤمنُ الكافرَ"(1).
1926 -
وعن أبي معمر، عن عبد اللَّه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلاث منة نُصُب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول:{جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} ، {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} .
1927 -
وعن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة قال: كنا بماء يمر بنا
(1) في "صحيح البخاري": "ولا يرث المؤمن الكافر، ولا الكافر المؤمن"، وزاد البخاري: قيل للزهري: ومن ورث أبا طالب؟ قال: ورثه عقيل وطالب.
_________
1924 -
خ (3/ 149)، (64) كتاب المغازي، (48) باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح؟ من طريق شعبة، عن معاوية بن قَرَّة، عن عبد اللَّه بن مغفل به، رقم (4281)، أطرافه في (4835، 5034، 5047، 7540).
1925 -
خ (3/ 149)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق الزهري، عن عليّ بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد به، رقم (4282).
1926 -
خ (3/ 150)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد اللَّه به، رقم (4287).
1927 -
خ (3/ 152)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة به، رقم (4302).
الناس (1)، وكان يمر بنا الركبان، فنسألهم: ما للناس، ما للناس؟ ما هذا الرجل، ما هذا الرجل؟ (2) فيقولون: يزعم أن اللَّه أرسله، أوحى إليه، أوحى إليه كذا (3)، فكنت أحفظ ذلك الكلام، فكأنَّما (4) يَقَرُّ في صدري، وكانت العرب تَلَوَّمُ بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم، فهو نبي صادق، فلما كانت وَقْعة أهل الفتح، بادر كل قوم لإسلامهم، وبدر أبي قومه بإسلامه (5)، فلما قدم قال: جئتكم واللَّه من عند النبي (6) حقًّا، فقال: صَلُّوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا (7) في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذّن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنًا، فنظروا فلم يكن أحدٌ (8) أكثر قرآنًا مني؛ لِمَا كنت أَتَلَقَّى من الركبان، فقدَّموني بين أيديهم، وأنا ابن ست أو سبع (9)، وكانت عليّ بُردة، كنت إذا سجدت تقلَّصت عني، فقالت امرأة من الحيّ: ألا تغطوا عنا إستَ قارئكم؟ ! فاشتروا فقطعوا لي قميصًا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص.
(1) في "صحيح البخاري": "كنا بما ممرّ الناس. . . ".
(2)
"ما هذا الرجل" ليست
(3)
في "صحيح البخاري": "أو أوحى اللَّه بكذا. . . ".
(4)
في "صحيح البخاري": "فكنت أحفظ ذاك فكأنما. . . ".
(5)
في "صحيح البخاري": " أَبى قومي بإسلامهم. . . ".
(6)
في "صحيح البخاري": "النبي صلى الله عليه وسلم".
(7)
في "صحيح البخاري": "وصلوا صلاة كذا. . . ".
(8)
في "صحيح البخاري": "أحدٌ"، وهو ما أثبتناه، وفي الأصل:"أحدًا".
(9)
في "صحيح البخاري": "أو سبع سنين. . . ".
الغريب:
"خطم الجبل": بالخاء المنقوطة والجيم، رواية النسفي والقابسي -ويعني: وأنف الجبل- وهو طرفه الناثل منه، وهو المسمى بالكراع، ورواه سائر الرواة:(حطم) بالحاء المهملة.
و"الخيل": بالخاء المنقوطة؛ يعني به: مجتمع الخيل الذي تحطم فيه؛ أي: تتضايق حتى كاد بعضها يكسر بعضًا. و"الحطم": الكسر. و"الكتيبة": القطعة من العسكر المنظم، مأخوذ من الكَتْب، وهو الجمع.
و"حبذا يوم الذِّمَار"؛ أي: حين الغضب للحرم والأهل؛ أي: الأنصار لمن يمكنه، وقد فات أبا سفيان ذلك لما غُلِبَ. و"الحُجون": موضع بمكة قريب من الصفا.
و"كَدا": ثنية بأعلى مكة، بفتح الكاف، والمد والقصر. و"كُدا": بضم الكاف، ثنية بأسفل مكة، هذا هو أصح ما قيل، وقيل في السفلى: كُدَيّ بالتصغير.
و"يُقَرُّ في صدري": يقر ويثبت، وإمامة عمرو بن سلمة وهو صبي في الفرائض دليل الشافعي، ولمن يوافقه على جواز إمامة غير البالغ في الفرض، وخالف في ذلك مالك ومن قال بقوله، واعتذروا عن الحديث أن ذلك إنما كان في أول الإسلام؛ لقلة من كان في ذلك المحل من القراء، واللَّه أعلم.
* * *