الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(56) باب إعطاء المؤلفة قلوبهم
1495 -
عن أبي وائل، عن عبد اللَّه قال: لما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه وسلم أُنَاسًا في القسمة، فأعطى الأَقْرَعَ بن حابس مئة من الإبل، وأعطى عُيَيْنَة مثل ذلك، وأعطى أناسًا من أشراف العرب، وآثرهم (1) يومئذٍ في القسمة، قال رجل: واللَّه إن هذه لقِسْمَة ما عُدِل فيها -أو ما أريد (2) فيها وجه اللَّه- فقلت: واللَّه لأُخْبِرَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأتيته فأخبرته، فقال:"فمن يعدِلْ إذا لم يعدل اللَّه ورسوله؟ رحم اللَّه موسى؛ قد أوذي بأكثرَ من هذا فصبر".
* * *
(57) باب أخذ الجزية من أهل الكتاب والمجوس، والمصالحة، وكم الجزية، وقوله تعالى:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 29] الآية
1496 -
وعن بَجَالَةَ قال: كنت كاتبًا لجَزْءِ
(1) في "صحيح البخاري": "فآثرهم".
(2)
في "صحيح البخاري": "وما أريد. . . ".
_________
1495 -
خ (2/ 404)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه به، رقم (3150)، أطرافه في (3405، 4335، 4336، 6059، 6100، 6291، 6336).
1496 -
خ (2/ 406)، (58) كتاب الجزية والموادعة، (1) باب الجزية والموادعة =
ابن معاوية عمِّ الأحنف، فأتانا كتابُ عمر بن الخطاب قبل موته بسَنَةٍ: فَرِّقُوا بين كل ذي مَحْرَم من المجوس، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر.
1497 -
وعن عمرو بن عوف الأنصاري -وكان شهد بَدْرًا (1) -: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعثَ أبا عُبَيْدَة بن الجَرَّاح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين، وأَمَّر عليهم العلاءَ بن الحَضْرَمِيَّ، فقدم أبو عبيدة بمالٍ من البحرين، فسَمِعَت الأنصارُ بقدوم أبي عبيدة، فوافت (2) صلاة الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما صلى بهم الفجر، انصرفوا فتعرضوا له، فتبسَّم حين رآهم، وقال:"أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء؟ "؛ قالوا: أجل يا رسول اللَّه، قال:"فأَبْشِروا وأَمِّلُوا ما يسركم، فواللَّه لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تُبْسَطَ عليكم الدنيا، كما بسطت على مَن قبلكم، فتنافسوا (3) كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم".
(1) في "صحيح البخاري": "وهو حليف لبني عامر بن لؤي وكان شهد بدرًا. . . ".
(2)
في "صحيح البخاري": "فوافقت".
(3)
في "صحيح البخاري": "فتنافسوها".
_________
= مع أهل الذمة والحرب، من طريق سفيان، عن عمرو، عن بجالة به، رقم (3156).
1497 -
خ (2/ 406 - 407)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، عن عمرو بن عوف الأنصار به، رقم (3158).
1498 -
وعن جُبَيْر بن حَيَّة قال: بعث عمر بن الخطاب في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فأسلم الهُرْمُزَانُ، فقال: إني مستشيرك في مغازيَّ هذه، قال: نعم، مَثَلُهَا ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين (1) مَثَل طائر له رأس، وله جناحان ورجلان (2)، فإن كُسِرَ أحد (3) الجناحين، نهضت الرِّجْلَان بجناح والرأس، فإن كسر الجناح الآخر، نهضت الرجلان والرأس، فإن شُدِخَ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس، فالرأس كسرى، والجناح قيصر (4)، والجناح الآخر فارس، فَمُرْ المسلمين فلينفروا إلى كسرى.
قال جُبَيْر: فَنَدَبَنَا عمر، واستعمل علينا النعمن بن مُقَرِّن، حتى إذا كنا بأرض العدو، خرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفًا، فقام ترجمانه، فقال: ليكلمني رجل منكم، فقال المغيرة: سل عما شئت؟ فقال: ما أنتم؟ فقال (5): نحن أناس من العرب كُنَّا في شَقَاءٍ شديدٍ، نمصُّ الجِلْدَ والنَّوَى من الجوع، ونلبس الوبر والشَّعَر، ونعبد الحجر والشجر،
(1) في "صحيح البخاري": "المسلمين".
(2)
في "صحيح البخاري": "وله رجلان".
(3)
"أحد" كذا في "صحيح البخاري". وفي الأصل: "إحدى".
(4)
"قيصر" كذا في "صحيح البخاري". وفي الأصل: "قصير".
(5)
في "صحيح البخاري": "قال".
_________
1498 -
خ (2/ 407 - 408)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق سعيد بن عبيد اللَّه الثقفي، عن بكر بن عبد اللَّه المزني وزياد بن جبير، عن جبير بن حية به، رقم (3159)، طرفه في (7530).
فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرض (1) إلينا نبِيًّا من أنفسنا، نعرف أباه وأمَّه، فأمرنا نبينا رسول ربنا أن نقاتلكم حتى تعبدوا اللَّه وحده أو تؤدوا الجزية، فأخبرنا (2) نبينا عن رسالة ربنا: أنه من قُتِلَ منا صار إلى الجنة في نعيم لم يرَ مثله (3) قط، ومن بقي منا مَلَكَ رقابكم.
فقال النعمان: ربما أشهدك اللَّه مثلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يُنَدِّمْك (4)، ولم يُخْزِك، ولكني شهدت القتال مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كان إذا لم يقاتل في أول النهار، انتظر حتى تَهُبَّ الأرواح (5)، وتحضر الصلوات.
1499 -
وعن ابن أبي نجيح: قلت لمجاهد: ما شأن أهل الشام عليهم
(1) في "صحيح البخاري": "ورب الأرضين تعالى ذكره وجلّت عظمته. . . ".
(2)
في "صحيح البخاري": "وأخبرنا".
(3)
في "صحيح البخاري": "مثلها".
(4)
(ربما أشهدك اللَّه مثلها. . . فلم يندمك ولم يخزك)؛ حاصله: أن المغيرة أنكر على النعمان تأخيرَ الصلاة، فاعتذر النعمان بما قاله، وقوله:"فلم يندمك"؛ أي: على التأني والصبر حتى تزول الشمس.
(5)
(حتى تهب الأرواح): جمع ريح.
_________
1499 -
خ (2/ 406)، (58) كتاب الجزية والموادعة، (1) باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب، وقول اللَّه تعالى:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)} ؛ يعني: أذلاء، وما جاء في أخذ الجزية من اليهود والنصارى والمجوس والعجم.
وقد ذكر البخاري أثر مجاهد في ترجمة هذا الباب تعليقًا عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح به.