الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1623 -
وعن جابر بن عبد اللَّه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرةٍ أو نخلةٍ، فقالت امرأة من الأنصار -أو رجل-: يا رسول اللَّه! ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: "إنْ شئتم"، فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دُفِعَ إلى المنبر، فصاحت النخلةُ صياح الصبي، ثمَّ نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه يَئِنُّ أَنِينَ الصبي الذي يُسَكَّنُ، قال: كانت تبكي على ما (1) كانت تسمع من الذكر عندها.
وفي رواية (2) عنه: فسمعنا لذلك الجذع صوتًا كصوت العِشَار (3)، حتى جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فوضع يده عليها فسكنت.
* * *
(29) باب إخباره صلى الله عليه وسلم عن كثير من المُغَيَّبات فوجدت كما أخبر، فكان ذلك من جملة آياته
1624 -
عن حذيفة: أنَّ عمر بن الخطّاب قال: أيُّكم يحفظ قول
(1)"ما" أثبتناها من "الصحيح".
(2)
خ (2/ 525)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن حفص بن عبيد اللَّه بن أنس بن مالك، عن جابر بن عبد اللَّه به، رقم (3585).
(3)
(كصوت العشار) جمع العشراء، هي الناقة التي انتهت في حملها إلى عشرة أشهر.
_________
1623 -
خ (2/ 525)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه به، رقم (3584).
1624 -
خ (2/ 525 - 526)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق شعبة، =
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ كما قال، قال: هاتِ، إنك لجريء، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفِّرُهَا الصلاة والصدقة والأمر وبالمعروف والنهي عن المنكر"، قال: ليست بهذه، ولكن التي تَمُوجُ كموج البحر، قال: يا أمير المؤمنين! لا بأس عليك منها، إن بينك وبينها بابًا (1)، قال: يُفْتَحُ أو يُكْسَرُ؟ (2) قال: لا بل يكسر، قال: ذلك أحرى ألَّا يُغْلَقَ، قلنا: عَلِمَ الباب؟ قال: نعم، كما علم أن دُونَ غدٍ الليلة، إني حدثته حديثًا ليس بالأَغَالِيطِ، فهبنا أن نسأله، وأمرنا مسروقًا فسأله، فقال: من الباب؟ فقال: عمر.
1625 -
وعن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نِعَالَهُم الشَّعَر، وحتى تقاتلوا التُّرْكَ، صِغَار الأعين، حُمر الوجوه، ذُلْفَ الأنوف، كأنَّ وجوههم المِجَانُّ المُطْرَقة، وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر (3) حتى يقع فيه، والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإِسلام، وليأتين على أحدكم زمانٌ لأَنْ يراني أحدهم أحبَّ إليه من أن يكون له مثلُ أهله وماله".
(1) في "صحيح البخاري": "بابًا مغلقًا".
(2)
في "صحيح البخاري": "يفتح الباب أو يكسر؟ ".
(3)
ما أثبتناه من "الصحيح"، وفي الأصل:"وتجدون أشد كراهة لهذا الأمر. . .".
_________
= عن سليمان، عن أبي وائل، عن حذيفة به، رقم (3586).
1625 -
خ (2/ 526)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق شعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة به، رقم (3587، 3588، 3589).
1626 -
وعن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خُوزًا وكِرْمَانَ من الأعاجم، حُمر الوجوه، فُطْسُ الأنوف، صغار الأعين، وجوههم المَجَانُّ المطرقة، نعالهم الشعر".
ومن حديثه (1): "بين يدي الساعة تقاتلون قومًا نعالهم الشعر، وهو هذا البَارِز".
وفي رواية (2): "وهم أهل البَارِز (3) ".
1627 -
وعن عمرو بن تَغْلِبَ (4) قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تقاتلكم اليهودُ، فَتُسَلَّطُونَ عليهم، حتى يقول الحَجَرُ: يا مسلم! هذا يهودي ورائي فاقتله".
(1) خ (2/ 526 - 527)، في الموضع السابق، من طريق سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي هريرة، رقم (3591).
(2)
نفس التخريج السابق، وقال: وقال سفيان مرة: "وهم أهل البارز".
(3)
(وهم أهل البارز) معناه: البارزين لقتال أهل الإِسلام؛ أي: الظاهرين في براز من الأرض، ويقال: معناه: أن القوم الذين يقاتلون، تقول العرب: هذا البارز، إذا أشارت إلى شيء ضار.
(4)
كذا، ووقع في "البخاري":"عن عبد اللَّه بن عمر"، وفي المخطوط:"وعن عمرو ابن تغلب"، ولم أقف على تخريجه.
_________
1626 -
خ (2/ 526)، (61) كتاب المناقب، (25) باب علامات النبوة في الإِسلام، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة به، رقم (3590).
1627 -
خ (2/ 527)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق شعيب، عن الزهري، عن سالم بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عمر به، رقم (3593).
1628 -
وعن أبي سعيد: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زَمَانٌ يغزون، فيقال: فيكم من صَحِبَ الرسول صلى الله عليه وسلم (1)؟ فيقولون: نعم، فيُفْتَحُ عليهم، ثمَّ يغزون، فيقال: هل فيكم من صَحِبَ من صحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2)؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم".
1629 -
وعن عَدِيِّ بن حاتمٍ قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ أتاه رجلٌ فشكا إليه الفاقةَ، ثمَّ أتاه آخر فشكا إليه قطعَ السبيل، فقال:"يا عَدِيُّ! هل رأيت الحِيرةَ؟ " قلت: لم أرها، وقد أُنْبِئْتُ عنها، قال:"فإن طالت بك حياة لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ ترتحل من الحِيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحدًا إلا اللَّه -قلتُ فيما بيني وبين نفسي: فأَيْنَ دُعَّارُ طيئ (3) الذين قد سَعَّروا البلاد (4) - ولَئِنْ طالت بك حياة لَتُفْتَحَنَّ كنوزُ كسرى"، قلت: كسرى بن هُرمُز؟ قال: "كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يُخْرِج مِلْءَ كَفِّه من
(1)"صلى الله عليه وسلم" من "الصحيح".
(2)
"صلى الله عليه وسلم" من "الصحيح".
(3)
(دعار طيئ) الدعار: جمع داعر، وهو الشاطر الخبيث المفسد، والمراد به: قطاع الطريق.
(4)
(سعروا البلاد)؛ أي: أوقدوا نار الفتنة؛ أي: ملؤوا الأرض شرًّا وفسادًا، وهو مستعار من استعار النار، وهو توقدها.
_________
1628 -
خ (2/ 527)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق سفيان، عن عمرو، عن جابر، عن أبي سعيد الخدري به، رقم (3594).
1629 -
خ (2/ 527)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق إسرائيل، عن سعد الطائي، عن مُحِلِّ ابن خليفة، عن عديّ بن حاتم به، رقم (3595).
ذهب أو فضة يَطْلُب من يقبله منه، فلا يجد أحدًا يقبله منه، وَلَيَلْقِيَنَّ اللَّهَ أحدُكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه تَرْجُمَان يترجم له، فليقولن (1): ألم أبعثْ إليك رسولًا فيبلغك؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أُعْطِكَ مالًا وأفضل عليك؟ فيقول: بلى، فينظر عن يمينه، فلا يرى إلَّا جهنم، وينظر عن يساره، فلا يرى إلا جهنم".
قال عديّ: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اتقوا النار ولو بِشِقِّ تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة".
قال عَدِيٌّ: فرأيت الظَّعِينَةَ ترتحل من الحِيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا اللَّه، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لَتَرَوُن ما قال النبيُّ أبو القاسم صلى الله عليه وسلم:"يخرج ملء كفه".
الغريب:
"لَجَرِيء": اسم فاعل من الجَرْأة، وهي الإقدام على الصعب من الأمور، وترك الالتفات إليها، وتفسير حذيفةَ البابَ لعمر فيه إشكال؛ فإن الواقع في الوجود يشهد أنَّ الأَوْلَى بذلك أن يكون عثمان؛ لأنَّ قتله هو السبب الذي فَرَّقَ كلمةَ الناس، وأوقع بينهم تلك الحروب العظيمة، والفتن القاتلة، واللَّه أعلم.
"ذُلْفُ الأنوف"؛ أي: صغارها، يقال: رجل أَذْلَف وامرأة ذَلْفَاء. و"المَجَانُّ": جمع مِجَنُّ، وهو التُّرْس والمُطْرَقَةَ المجعول عليها الجلود بعضها على بعض من قولهم: طرَّقْتُ النعل.
(1) في "صحيح البخاري": "فيقولن".