الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّمِيَّةِ، لا يجاوز إيمانهم حَنَاجِرَهُمْ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة".
الغريب:
"التَّرَاقِي": جمع تَرْقُوَة، وهي عظام أعلى الصدر. و"يَمْرُقُون": يخرجون. و"الرَّمِيَّة": المَرْمِيَّةَ، فعيلة بمعنى مفعولة. و"النَّصْلُ": حديدة السهم. و"الرِّصَاف": مدخل الحديدة في السهم. و"النَّضِيّ": عود السهم. و"القُذَذ": الريش. و"خَدْعَة" بفتح الخاء وسكون الدال، وهي لغة النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: ذات خداع، ويُروى بضم الخاء وفتح الدال، أي: تخدع الناس، ويروى بضم الخاء وسكون الدال؛ أي: تُخْدَع هي في نفسها؛ أي: تحتقر في أول أمرها، ثم بعد ذلك يعظم أَمْرُهَا.
* * *
(31) باب من كرامات النبي صلى الله عليه وسلم في حال هجرته
1632 -
عن البَرَاء بن عازب قال: جاء أبو بكر رضي الله عنه إلى أبي في منزله، فاشترى منه رَحْلًا، فقال لعازب: ابعث ابنك يحمله معي، قال: فحملت معه، وخرج أبي يَنْتَقِدُ ثمنه، فقال له أبي: يا أبا بكر! حدثني كيف صنعتما حين سَرَيْتَ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، أَسْرَيْنَا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلة، لها
1632 - خ (2/ 532)، (61) كتاب المناقب، (25) باب علامات النبوة في الإسلام، من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب به، رقم (3615).
ظل لم تأتِ عليها (1) الشمس، فنزلنا عنده، وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكانًا بيدي فنام عليه، وبسطت للنبي صلى الله عليه وسلم فَروة وقلت (2): نم يا رسول اللَّه وأنا أَنْفُضُ لك ما حولك، فنام وخرجت أنفض ما حوله؛ فإذا أنا بِرَاعٍ مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أردنا، فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من أهل المدينة -أو مكة- قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم، قلت: أفتحلبُ؟ قال: نعم، فأخذ شاةً، فقلت: انْفُضِ الضَّرْعَ من التراب والشَّعَرِ والقَذَى، قال: فرأيت البراء يضرب إحدى يديه على الأُخْرى ينفض، فحلب في قَعْبٍ كُثْبَةً من لبن، ومعه إِدَاوَةٌ حملتها للنبي صلى الله عليه وسلم يرتوى منها يشرب ويتوضأ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فكرهت أنْ أُوقِظه، فَوَافَقْتُهُ حين استيقظ، فصببت من الماء على اللبن حتى بَرَدَ أسفلُه، قلت: اشْرَبْ يا رسول اللَّه، قال: فشرب حتى رضيتُ، ثم قال:"ألمْ يَأن للرحيل؟ " قلت: بلى، قال: فارتحلنا بعد ما مالت الشمس، واتبعنا سُرَاقةُ بن مالك، فقلت: أُتِينا يا رسول اللَّه، فقال:"لا تحزن إن اللَّه معنا"، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فارْتَطَمَتْ به فرسه إلى بطنها -أُرَى في جَلَدٍ من الأرضِ شك الراوي- فقال: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوا لي، فاللَّهَ لكما أنْ أَرُدَّ عنكما الطلب، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا، فجعل لا يلقى أحدًا إلا قال: قد (3) كفيتكم (4) ما هنا، فلا يلقى أحدًا إلا ردَّهُ، قال: وَوَفَى لنا.
(1) هكذا في الأصل: "لم تأت عليها"، وفي "صحيح البخاري":"لم تأت عليه".
(2)
في "صحيح البخاري": "وقلت له".
(3)
"قد" ليست في "صحيح البخاري".
(4)
"كفيتكم" كذا في متن الأصل، وفي "صحيح البخاري"، وعلى هامش الأصل:"كفِيتُمْ".
1633 -
وعن أبي موسى: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت (1) أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلِي أنها (2) اليمامة أو البحر (3)؛ فإذا هي المدينةُ يَثْرِبُ، ورأيت في رؤياي هذه أني هَزَزْتُ سيفًا فانقطع صدره؛ فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هَزَزْتُهُ أُخْرَى فعاد أحسن ما كان؛ فإذا هو ما جاء اللَّه به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقرًا واللَّهُ خيرٌ؛ فإذا هم المؤمنون يوم أُحُدٍ، وإذا الخير ما جاء اللَّه به من الخير وثواب الصدق الذي آتانا اللَّهُ يومَ بدرٍ".
الغريب:
"الرَّحْلُ": للبعير كالسرج للفرس. و"الإكاف": للحمار. و"سَرَى": سار بالليل، وأسرى لُغَتان. و"قائم الظهيرة": شدة حرها. و"أنفض": أبحث وأفتش؛ مخافة الأذى.
و"القَذَى": أصله ما يقع في العين. و"الكُثْبَة": بضم الكاف القليل، والكثيب: الكُوَيْم من الرمل. و"الإداوة": وعاء من جِلْدٍ. و"يرتوى": يُعِدُّها لما يشرب فيها. "ألم يأن": يحين. "فارتطمت": غاصت قوائمها إلى بطنها.
(1) في "صحيح البخاري": "رأيت في المنام أني. . . ".
(2)
في "صحيح البخاري": "إلى أنها. . . ".
(3)
في "صحيح البخاري": "أو هجر، . . . " بدل: "أو البحر".
_________
1633 -
خ (2/ 534)، (61) كتاب المناقب، (25) باب علامات النبوة في الإسلام، من طريق حماد ابن أسامة، عن بُرَيْد بن عبد اللَّه بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى به، رقم (3622)، أطرافه في (3987، 4081، 7035، 7041).