الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذودٍ وراعٍ، وأمرهم أن يخرجوا فيه، فيشربون من ألبانها وأَبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا بناحية الحَرَّةِ، كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الذُّود، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث الطلب في آثارهم، فأمر بهم فَسمَروا أعينهم، وقطعوا أيديَهُم، وتُركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم.
وقال قَتَادة: وبلغنا (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يحث على الصدقة وينهى عن المُثْلة.
* * *
(37) غزوة ذي قَرَد
الغزوة التي أغاروا على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم قبل خيبر بثلاث.
1898 -
عن سلمة بن الأكوع قال: خرجت قبل أن يُؤَذَّنَ بالأولى (2)، وكانت لقاح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قَرَد، قال: فلقيني غلام لعبد الرحمن ابن عوف، فقال: أُخذت لقاح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قلت: من أخذها؟ قال:
(1) في "صحيح البخاري": "بلغنا".
(2)
أي: قبل صلاة الفجر.
_________
1898 -
خ (3/ 134)، (64) كتاب المغازي، (37) باب غزوة ذات القرد، وهي الغزوة التي أغاروا على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم قبل خيبر بثلاث، من طريق حاتم هو ابن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع به، رقم (4194).
غَطَفَان. قال: فصرخت ثلاث صرخات: يا صباحاه (1)، فأسمعت ما بين لابتي المدينة، ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم، وقد أخذوا يستقون الماء، فجعلت أرميهم بنبلي، وكنت راميًا، وأقول:
أنا ابن الأكوع
…
واليوم يوم الرُّضَّع
وأرتجز حتى استنقذت اللقاح منهم، واسْتَلَبْتُ منهم ثلاثين بُرْدَة، قال: وجاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس، فقلت: يا رسول اللَّه (2)! لقد حَمَيْتُ القوم الماء، وهم عطاش، فابعث إليهم الساعة، فقال:"يا ابن الأكوع! ، مَلَكْتَ فأَسْجِحْ (3) " قال: ثم رجعنا ويردفني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على ناقته حتى دخلنا المدينة.
الغريب:
و"القَرَد": الصوف الرديء المتلبّد. و"الذَّود": من اثنتين إلى التسع من إناث الإبل، وقيل: من الثلاث إلى التسع، ولا يقال على الواحد: ذود في المشهور، وإنَّما يقال على الواحد: بعير، وحكى بعض اللغويئ أنَّه يقال على الواحد ذود. و"اللقاح": النوق ذات اللبن. و"الرُّضع": جمع راضع، كشاهد وشُهَّد، ويعني بذلك: أنهم لئام، من قول العرب: لئيم راضع. و"حميت": منعت.
* * *
(1) في "صحيح البخاري": "قال: فأسمعت. . . ".
(2)
في "صحيح البخاري": "يا نبي اللَّه".
(3)
أي: قدرت عليهم فارفق بهم، ولا تأخذهم بالشدة.