الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو غشية. و"جُوزِيَ": أي: حوسب بها، فلم يُصْعَق مع الأحياء حين صعقوا، ويفهم منه: أن موسى وإن كان غائبًا عن عالمنا [فـ]ـإنه حيٌّ ممن يمكن أن يصعقَ مع مَن صعق من أحياء الناس في وقت نفخة الصعق، واللَّه أعلم.
ويدل على هذا دلالة واضحة الحديث الآتي في وفاة موسى.
* * *
(10) باب في براءة موسى من العيوب واصطفائه ووفاته
1559 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن موسى كان رجلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لا يُرَى من جلده شيءٌ استحياءً منه، فآذاه مَنْ آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عَيْبٍ بجلده؛ إمَّا بَرَص، وإما آفة، وإما أُدْرَة (1)، وإنَّ اللَّه عز وجل (2) أراد أنْ يبرِّئَهُ مما قالوا بموسى (3)، فخلا يومًا وحده، فوضع ثيابه، ثمَّ اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحَجَرَ عَدَا بثوبه، فأخذ موسى عصاه، وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حَجَرُ، ثوبي
(1)(أدرة): هو انتفاخ في الخصيتين، وفي "صحيح البخاري":"إما برص، وإما أدرة، وإما آفة".
(2)
عز وجل ليست في "صحيح البخاري".
(3)
في "صحيح البخاري": "لموسى".
_________
1559 -
خ (2/ 477)، (60) كتاب أحاديث الأنبياء، (28) باب، من طريق روح بن عبادة، عن عوف، عن الحسن ومحمد وخلاس، عن أبي هريرة به، رقم (3404).
حَجَرُ، حتى انتهى إلى ملأ من (1) بني إسرائيل، فرأوه عُرْيَانًا أحسن ما خلق اللَّه، وأبرأه مما يقولون، (2) وقام الحجر، فأخذ ثوبه فلبسه، وطفِقَ بالحَجَر ضربًا بعصاه"، فواللَّه إن الحجر لنَدْبًا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا، فذلك قوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} .
1560 -
وعنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "احتج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة؟ قال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاه اللَّه برسالاته وبكلامه، ثمَّ تلومني على أَمْرٍ قُدِّرَ عليَّ قبل أنْ أُخْلَقَ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فَحَجَّ آدمُ موسى"(3).
1561 -
وعنه قال: أُرْسِلَ ملكُ الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صَكَّهُ، فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت،
(1)"من" من "الصحيح"، وليست بالأصل.
(2)
من هنا إلى آخر الآية أثبتناه من "الصحيح"، وليس بالأصل، والآية من سورة (الأحزاب: 69).
(3)
في "صحيح البخاري": "فحج آدم موسى مرتين".
_________
1560 -
خ (2/ 478 - 479)، (60) كتاب أحاديث الأنبياء، (31) باب وفاة موسى، وذكره بَعْدُ من طريق ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة به، رقم (3409)، أطرافه في (4736، 4738، 6614، 7515).
1561 -
خ (2/ 478)، (60) كتاب أحاديث الأنبياء، (31) باب وفاة موسى، وذكره بعده من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة به، رقم (3407).
قال: ارجع إليه، فقل له: يضع يده على مَتْنِ ثور، فله بما غطت (1) يده بكل شعرة سنة، قال: أيْ رب! ثمَّ ماذا؟ قال: الموت، قال: فالآن، قال: فسأل اللَّه يُدْنِيهِ من الأرض المقدسة رَمْيَةً بحَجَرٍ، قال أبو هريرة عن (2) النبي صلى الله عليه وسلم:"فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قَبْرَهُ إلى جانب الطريق عند الكَثِيب الأحمر".
* تنبيه: "حَجَرُ": مضموم الراء، على أنَّه منادى مفرد، محذوف حرف النداء على الشاذ؛ كقولهم: أَطْرِق كَرَا (3)، وافْتَد مَخْنُوق، والقياس أن لا يحذف حرف النداء مع النكرات ولا مع المبهم.
وقوله: "حج آدم موسى"؛ أي: غلبه بالحجة، ووجهها أن موسى قد أعلمه اللَّه في التوراة بقضية آدم، وبأن اللَّه تاب عليه منها، ورفع عنه المعاتبة والمؤاخذة، وأنه قد رده إلى أحسن مما كان قبل، فعتاب موسى لا موقعَ له، فكأنه قال له: كيف تعاتبني وتؤاخذني وقد علمتَ أنَّ اللَّه قد أسقط عني ذلك، وكان بعض العارفين يقول: ذكر الجفاء في محلّ الصفاء جفاء، واللَّه أعلم.
وصَكُّ موسى لملك الموت إنما كان؛ لأنه جاء ليقبض روحه ولم
(1) في "صحيح البخاري": "بما غطى يده".
(2)
في "صحيح البخاري": "فقال".
(3)
قال في "القاموس" في (مادة: طرق): "أَطْرِقْ كَرَا، إن النعام في القُرَى"؛ مثل يُضرَب للمُعجَب بنفسه؛ كما يقال: فَغُضَّ الطَّرْف والكَرَا: هو ذكر الكَرَوان، وذكر العسكري: أنَّه يضرب للرجل الحقير إذا تكلم في الموضع الجليل، لا يتكلم فيه أمثاله. . . والكرى: الكروان، وهو طائر صغير، فشبه به الذليل (1/ 158)، رقم (230).