الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(44) غزوة حُنَيْن
وقوله عز وجل: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 25 - 27].
1928 -
عن البَرَاء: وجاءه رجل، فقال: يا أبا عُمَارَة! أتولَّيْتَ يوم حنين؟ قال: أما أنا فأشهد (1) على النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه لم يُوَلِّ، ولكن عَجِلَ سَرعان القوم، فَرَشَقَتْهُمْ هوازِن -وأَبو سفيان بن الحارث آخذٌ برأس بغلته البيضاء- يقول:"أنا النبي لا كَذِب، أنا ابن عبد المطلب".
وفي رواية (2): سئل البراء: أفررتم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟ فقال: لكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يفر، كانت هوازن رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكببنا على الغنائم، فاستقبلونا (3) بالسهام، ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على بغلته (4)، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بزمامها، وهو يقول: "أنا
(1) في "صحيح البخاري": "فقال: أنا أشهد. . . ".
(2)
خ (3/ 154 - 155)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق غندر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء به، رقم (4317).
(3)
في "صحيح البخاري": "فاستُقْبِلْنَا. . . ".
(4)
في "صحيح البخاري": "بغلته البيضاء".
_________
1928 -
خ (3/ 154)، (64) كتاب المغازي، (54) باب قول اللَّه تعالى:{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ. . .} إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء به، رقم (4315).
النبي لا كَذِب، أنا ابن عبد المطلب (1) ".
وفي رواية (2): أن النبي صلى الله عليه وسلم عن بغلته.
1929 -
وعن أبي قتادة قال: خرجنا مع رسول اللَّه (3) صلى الله عليه وسلم عام حُنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلًا من المشركين قد علا رجلًا من المسلمين، فضربته من ورائه على حبل عاتقه بالسيف، فقطعت الدرع، وأقبل على، فضمني ضمة وجدتُ منها ريحَ الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر بن الخطاب (4)، فقلت: ما بال الناس؟ قال: أَمْرُ اللَّه عز وجل، ثم رجعوا، فجلس (5) النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"من قتل قتيلًا له عليه بَيِّنَةٌ، فلم سَلَبُه"، فقلت: ومن (6) يشهد لي، ثم جلست، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثله، فقلت (7):
(1)"أنا ابن عبد المطلب" ليست في "صحيح البخاري".
(2)
خ (3/ 154 - 155)، في الموضع السابق، من طريق إسرائيل وزهير، عن أبي إسحاق، عن البراء به، ذكره عقب حديث شعبة، رقم (4317).
(3)
في "صحيح البخاري": "النبي".
(4)
"ابن الخطاب" ليست في "صحيح البخاري".
(5)
في "صحيح البخاري": "وجلس".
(6)
في "صحيح البخاري": "من. . . ".
(7)
في "صحيح البخاري": "فقمت فقلت".
_________
1929 -
خ (3/ 155 - 156)، (64) كتاب المغازي، (54) باب قول اللَّه تعالى:{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ. . .} إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، من طريق مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة به، رقم (4321).
من يشهد لي، ثم جلست، قال: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم مثله (1)، فقمت فقال:"مالك يا أبا قتادة؟ " فاخبرته، فقال رجل: صدق، وسلبه عندي فأرضه مني، قال أَبو بكر: لا ها اللَّه، إذًا لا يَعْمِدُ إلى أسد من أُسْدِ اللَّه يقاتل عن اللَّه ورسوله، فيعطيك سلبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق، فأَعْطِهِا، فأعطانيه، فابتعَنَا (2) به مَخْرَفًا في بني سلمة، فإنه لأول مالٍ تَأْثَّلْتُه في الإسلام.
وفي رواية (3): قال أَبو قتادة: لما كان يوم حنين، نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلًا من المشركين، وآخر من المشركين يَخْتِله من ورائه ليقتله، فأسرعت إلى الذي يختله، فرفع يده ليضربني، وأضرب يده فقطعتها، ثم أخذني، فضمني ضمًّا شديدًا حتى تخوفت، ثم نزل (4) فتحلل، ودفعته ثم قتلته، وانهزم المسلمون، فانهزمت معهم؛ فإذا بعمر بن الخطاب في الناس، فقلت: ما شأن الناس؟ قال (5): أمر اللَّه، ثم تراجع الناس إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"من أقام بينة على قتيل فله سَلَبُه"، فقلت (6): لألتمس بينة على قتيلي، فلم أر أحدًا يشهد لي، فجلست، ثم
(1)"مثله" أثبتناها من "الصحيح".
(2)
في "صحيح البخاري": "فابتعت. . . ".
(3)
خ (3/ 156)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق الليث، عن يحيى بن سعيد به، رقم (4322).
(4)
في "صحيح البخاري": "برك"، وفي النسخة التركية:"ثم ترك".
(5)
في "صحيح البخاري": "فقال. . . ".
(6)
في "صحيح البخاري": "فقمت".
بدا لي فذكرتُ أمري (1) لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال رجل من جلسائه: سلاح هذا القتيل الذي ذكره عندي (2)، فأَرْضِهِ منه، فقال أَبو بكر: كلا، لا يعطيه (3) أُضَيْبِع من قريش، ويدع أسدًا من أُسْد اللَّه يقاتل عن اللَّه ورسوله، قال: فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأدَّاه إليَّ، فاشتريت منه مَخَرْفًا (4)، فكان أول مال تأثلته.
الغريب:
"الجولة": الاضطراب والتجلجل. و"حبل العاتق": أعلى الكاهل، وهو الكتف. و"فأرضه مني": أعطه ما يرضى به عِوَضًا عن السَّلَب. "ها اللَّه": يُرْوى ممدودًا ومقصورًا، وهو قسم، والهاء عوض عن الهمزة التي تبدل من الواو في القسم. و"إذًا": منون، وهو حرف جواب يقتضي التعليل، وقد قيده بعضهم (ذا) بغير تنوين، وقال:(ها) إنها (ذا) التي للإشارة، فُصِلَ بينها وبين (ها) التنبيه باسم اللَّه تعالى، وهذا لا يعضده قياس، ولا يشهد له نقل صحيح، و"مِخْرفًا": يروى بكسر الراء وفتحها، وهو الموضع الذي يخترف فيه الثمار. و"تَأَثَّلْتُه"؛ أي: اتخذته أصلًا. و"أُضَيْبع" بالضاد المنقوطة تصغير ضُبَيعْ، حَقَّره بذلك.
* * *
(1) في "صحيح البخاري": "أمره".
(2)
في "صحيح البخاري": "يذكر عندي".
(3)
في "صحيح البخاري": "لا يعطه. . . ".
(4)
في "صحيح البخاري": "خِرَافًا".