المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(6) باب الهجرة إلى أرض الحبشة - اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه - جـ ٣

[أبو العباس القرطبي]

فهرس الكتاب

- ‌(26) باب من قال: أن الأجير يسهم له، وإجارة الفرس بجزءٍ مما يغنم عليه

- ‌(27) باب النهي عن السَّفَرِ بالمصحف إلى أرض العدو، وعن الوِحْدَة في السَّفَر

- ‌(28) باب تواضع الإمام بأن يُرْدِفَ خلفه، وجواز ركوب اثنين على حمار

- ‌(29) باب يقاتل من وراء الإمام ويتقي به، وجواز خروجه وحده إذا وقع فَزَعٌ

- ‌(30) باب الجهاد بإذن الأبوين، وهل يؤذن في التخلف لمن خرجت امرأته حَاجَّة

- ‌(31) باب يُقْتَلُ الجاسوس المشرك، ويُنْظَرُ في المسلم فإن ظهر له عذر تُرِكَ

- ‌(32) باب النهي عن قتل النساء والصبيان في الحرب، فإن بُيِّتُوا في دارهم جَازَ ذلك

- ‌(33) باب الإمام يُخَيَّر في قتل الأُسَارى، فإن اختار القَتْلَ فلا يحرقهم، وقوله تعالى: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} [محمد: 4] وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم ثُمَامَة بساريةٍ من سواري المسجد

- ‌(34) باب النهي عن تمني لقاء العدو، والأمر بالصبر عند اللقاء، والحرب خُدعَة، وإعمال الحِيلَةِ في قتل العدو

- ‌(35) باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، وعقوبة من عصى إمامه. وقال اللَّه عز وجل: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]

- ‌(36) باب هل يستأسر الرجل عند الغلبة، ووجوب فك الأسير المسلم

- ‌(37) باب كيف يُعرَضُ الإسلام على الصبي

- ‌(38) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بالرُّعْبِ"، وقول اللَّه تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [آل عمران: 151]

- ‌(39) باب إمداد الإمام بالمدد وكتبه للناس، ومن تأمَّرَ عند الضرورة من غير تَأْمِير

- ‌(40) باب إذا أسلم قومٌ في دار الحرب، ولهم مال وأرضون فهي لهم، وكم يقيم الإمام في العَرْصَةِ التي غلَبَ عليها

- ‌(41) باب إذا غنم المشركون مالَ مسلمٍ، ثم وُجِدَ فهو أحق به

- ‌(42) باب تحريم الغلول وإن قلَّ، وقول اللَّه تعالى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161]

- ‌(43) باب المنع من المبادرة إلى ذبح المواشي من الغنيمة إذا أمكنت القسمة وقرت، وجواز أكل الطعام قبل القسمة

- ‌(44) باب البشارة بالفتح، واستقبال الغزاة إذا رجعوا

- ‌(45) باب ما يقول إذا رجع من الغزو، والابتداء بالصلاة في المسجد والطعام عند القدوم

- ‌(46) باب قسمة الغنيمة، ومصرف الخُمُس

- ‌(47) باب مصرف الفيء وقصّة تبوك

- ‌(48) باب ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته

- ‌(49) باب قول اللَّه عز وجل: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: 41]

- ‌(50) باب تحليل الغنائم وقول اللَّه عز وجل: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} [الفتح: 20] الآية

- ‌(51) باب كرامة الغازي المخلص حيًّا وميتًا، وبركة ماله

- ‌(52) باب من أسلم من الكفار بعد أن غنم المسلمون ماله لم يُرَدَّ إليه ماله إلا بِرِضَى من صار إليه مالُه

- ‌(53) باب من خَصَّهُ النبي صلى الله عليه وسلم بالإسهام مع كونه لم يحضر الوقعة

- ‌(54) باب السرية الخارجة من الجيش شركاء معه فيما غنموه، والإمام أن ينفل السَّرِية وزيادة على سهمهم

- ‌(55) باب يعطي الإمام للقرابة ولغيرهم من الخمس بالاجتهاد

- ‌(56) باب إعطاء المؤلفة قلوبهم

- ‌(57) باب أخذ الجزية من أهل الكتاب والمجوس، والمصالحة، وكم الجزية، وقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 29] الآية

- ‌(58) باب إثم من قتل مُعَاهِدًا، والوصاة بأهل الذمة، ولا يقر منهم أحدٌ بجزيرة العرب

- ‌(59) باب ما يُحْذَرُ من الغدر، وإذا غدر المشرك هل يُعْفى عنه

- ‌(60) باب إثم من عاهد ثم غدر. وذمة المسلمين واحدة، وأمان المرأة. وقوله تعالى: {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ} [الأنفال: 56]

- ‌(61) باب يطاع الأمراء وتؤدي حقوقهم، ويصبر على أذاهم

- ‌(36) كتاب بدء الخلق

- ‌(1) باب قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27]

- ‌(2) باب في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12]

- ‌(3) باب في قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك: 5] وقوله: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38]

- ‌(4) باب خلق الملائكة والشياطين، وأنَّ الجنَّ خُلِقُوا قبل الإنسان

- ‌(5) باب ما جاء في صفة الجنة، وأنها قد خُلِقَتْ

- ‌(6) باب صفة أهل النار وأنها قد خلقت

- ‌(37) كتاب أحاديث الأنبياء

- ‌(1) باب خلق آدم وذريته، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون: 12 - 13] الآية

- ‌(2) باب في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} الآية [هود: 25]

- ‌(3) باب في قوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123)} [الصافات: 123] وقوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)} [مريم: 57]

- ‌(4) باب في قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [هود: 50]، قوله {إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} [الأحقاف: 21]، وقوله {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)} الآية [الحاقة: 6]

- ‌(5) باب في ذي القرنين ويَأْجُوج ومَأْجُوج، وقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} إلى قوله: {نَقْبًا} [الكهف: 83 - 97]

- ‌(6) باب في ذكر إبراهيم وإسماعيل وأمه، وقول اللَّه تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]، وقوله عز وجل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114]

- ‌(7) باب في ذكر صالح وقوله تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ} الآيات [الحجر: 80]

- ‌(8) باب ذكر يوسف وأيوب عليهما السلام، وقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)} [يوسف: 7]

- ‌(9) ذكر موسى عليه السلام

- ‌(10) باب في براءة موسى من العيوب واصطفائه ووفاته

- ‌(11) باب ذكر يونس وقوله: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} إلى قوله: {وَهُوَ مُلِيمٌ} [الصافات: 139 - 142]

- ‌(12) باب ذكر داود وسليمان عليهما السلام

- ‌(13) باب ذكر لُقْمَانَ وقوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} [لقمان: 12]

- ‌(14) باب ذكر زكريا ويحيى عليهما السلام، وقوله تعالى: {يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7]

- ‌(15) باب ذكر عيسى ومريم وآسِيَة وقوله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} [مريم: 16]

- ‌(16) باب في وصف عيسى عليه السلام والتحذير من الغُلُوِّ فيه وقوله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}. . . إلى قوله: {وَكِيلًا} [النساء: 171]

- ‌(17) باب في قوله تعالى في عيسى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا} [آل عمران: 46]

- ‌(19) باب في مناقب قريش والأنصار وجُهَيْنَة ومُزَيْنَة

- ‌(20) باب مناقب أَسْلَمَ وغِفَارَ

- ‌(21) باب كيف كان ابتداء أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة وظهوره

- ‌(22) باب في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته ونسبه

- ‌(23) باب خُتِم بالنبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء والنبوة وخُص بخَاتَمِها

- ‌(24) باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌(25) باب حُسْنِ خلق النبي صلى الله عليه وسلم وما جُبِلَ عليه

- ‌(26) باب من علامات النبي صلى الله عليه وسلم في الإِسلام فمن ذلك نَبْعُ الماء من بين أصابعه

- ‌(27) باب في معجزة النبي صلى الله عليه وسلم، وبركته في الطعام وغيره

- ‌(28) باب حنين الجذع آية للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌(29) باب إخباره صلى الله عليه وسلم عن كثير من المُغَيَّبات فوجدت كما أخبر، فكان ذلك من جملة آياته

- ‌(30) باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج وقتلهم

- ‌(31) باب من كرامات النبي صلى الله عليه وسلم في حال هجرته

- ‌(32) باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بما يَجْري لفاطمة والحسن ابنها رضي الله عنهما من بعد موته، ونعي جعفر وزيد

- ‌(33) باب شهادة أعداء النبي صلى الله عليه وسلم له بالصدق، وأنه كان معروفًا به، وحِفْظِ اللَّه له من صغره

- ‌(34) باب انشقاق القمر معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1]

- ‌(35) باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن أحوال الصحابة من بعده، وفضائلهم ومن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه فهو من أصحابه

- ‌(36) باب فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقوله تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة: 40]

- ‌(37) باب ثبات أبي بكر رضي الله عنه بعد موت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومبايعته وجمع كلمة المسلمين ببركته

- ‌(38) باب من ورع أبي بكر

- ‌(39) باب إسلام عمر رضي الله عنه

- ‌(40) باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العَدَوِي رضي الله عنه

- ‌(41) باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي رضي الله عنه

- ‌(42) باب مقتل عمر بن الخطاب، والاتفاق على بيعة عثمان رضي الله عنهما

- ‌(43) باب مناقب علي بن أبي طالب أبي الحسن القرشي الهاشمي رضي الله عنه

- ‌(44) باب مناقب جعفر بن أبي طالب والزبير بن العوام

- ‌(45) باب مناقب طلحة بن عبيد اللَّه، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما

- ‌(46) باب مناقب أبي العاص بن الربيع صهر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌(47) باب مناقب زيد بن حارثة وأسامة ابنه رضي الله عنهما

- ‌(48) باب مناقب عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنه

- ‌(49) باب مناقب عمار وحُذَيْفَة رضي الله عنهما

- ‌(50) باب مناقب عبد اللَّه بن عباس وعبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنهما

- ‌(51) باب مناقب أبي عبيدة بن الجَرَّاح رضي الله عنه

- ‌(52) باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌(53) باب مناقب عبد اللَّه بن الزبير رضي اللَّه تعالى عنه

- ‌(54) باب مناقب عَدِيِّ بن حاتم رضي الله عنه

- ‌(55) باب مناقب بلال بن رباح مولى أبي بكر، وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما

- ‌(56) باب الوصاة بأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وقرابته

- ‌(57) باب ذكر معاوية وخالد بن الوليد رضي الله عنهما

- ‌(58) باب مناقب فاطمة رضي الله عنها

- ‌(59) باب مناقب عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌(60) باب مناقب الأنصار وإخائهم للمهاجرين، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} الآية [الحشر: 9]

- ‌(61) باب وجوب حب الأنصار وأتباعهم منهم

- ‌(62) باب خير دور الأنصار

- ‌(63) باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار، والوصية بهم، والدعاء لهم

- ‌(64) باب في قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]

- ‌(65) باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه

- ‌(66) باب مناقب أُسَيْد بن حُضَيْر، وعباد بن بشر، وأُبَيّ بن كعب، وزيد بن ثابت

- ‌(67) باب مناقب أبي طلحة رضي الله عنه

- ‌(68) باب مناقب عبد اللَّه بن سَلامٍ رضي الله عنه

- ‌(69) باب مناقب خديجة بنت خويلد وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم إياها

- ‌(70) باب مناقب جَرِير بن عبد اللَّه البجلي رضي الله عنه

- ‌(71) باب مناقب حذيفةَ بن اليمان رضي الله عنه

- ‌(72) باب مناقب هند بنت عُتْبَة رضي الله عنها

- ‌(73) باب ذكر زيد بن عمرو بن نفيل

- ‌(74) باب ذكر أمور كانت في الجاهلية

- ‌(38) كتاب السير والمغازي

- ‌(1) باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وما لقي هو وأصحابه من المشركين، وذكر نَسَبه

- ‌(2) باب نصر أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم، ووفاة أبي طالب

- ‌(3) باب الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كان في اليقظة ورؤيا عَيْن

- ‌(4) باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم لمكة، وبيعة العقبة

- ‌(5) باب وفاة خديجة، وتزويج عائشة رضي الله عنها

- ‌(6) باب الهجرة إلى أرض الحبشة

- ‌(7) باب أول من قدم المدينة من المهاجرين رضي الله عنهم

- ‌(8) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أمض لأصحابي هجرتهم" ومرثيته لمن مات بمكة

- ‌(9) باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار حين قدم المدينة

- ‌(10) باب إسلام عبد اللَّه بن سلام

- ‌(11) باب إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه

- ‌(12) غزوة العشيرة، وكم غزا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌(13) غزوة بدر وقوله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ينلبوا}. . . إلى: {فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} [آل عمران: 123 - 127]

- ‌(14) باب عدة أصحاب بدر

- ‌(15) باب

- ‌(16) باب ذكر من قتل من صناديد قريش يوم بدر، ومن أُسِر، وكم عددهم

- ‌(17) باب فضل من شهد بدرًات من الصحابة والملائكة

- ‌(18) باب تسمية من سمي من أهل بدر في الجامع

- ‌(19) حديث عاصم بن ثابت، وخُبيب بن عَدِيٍّ، يزيد بن الدَّثِنَة

- ‌(20) خبر عليٍّ رضي الله عنه عند بنائه بفاطمة رضي الله عنها

- ‌(21) باب

- ‌(22) حديث بني النضير

- ‌(23) قتل كعب بن الأشرف

- ‌(24) قتل أبي رافع عبد اللَّه بن أبي الحقيق، ويقال سَلَّام بن أبي الحُقَيْق، كان بخيبر، ويقال: في حصن له بأرض الحجاز

- ‌(25) غزوة أُحُد وقوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 121] وذَكرَ آياتٍ

- ‌(26) باب في قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 153 - 155]

- ‌(27) قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌(28) باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد من الجراح، ومن قتل يوم أحد من المسلمين

- ‌(29) باب غزوة الرَّجِيع وذكوان وبئر معونة وعَضَل والقارة

- ‌(30) غزوة الخندق

- ‌(31) باب مَرْجِع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق، ومَخْرَجِه إلى بني قريظة

- ‌(32) باب غزوة ذات الرقاع

- ‌(33) غزوة بني المصطلق من خزاعة، وهي غزوة المُرَيْسِيع

- ‌(34) غزوة أَنْمَار

- ‌(35) باب غزوة الحديبية، وقول اللَّه عز وجل: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. .} الآية [الفتح: 18]

- ‌(36) باب قصة عُكْل وعُرَيْنَة

- ‌(37) غزوة ذي قَرَد

- ‌(38) باب غزوة خيبر

- ‌(39) باب ما صنع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أرض خيبر، واستعماله عليها

- ‌(40) غزوة زيد بن حارثة وعُمرة القضاء

- ‌(41) غزوة مؤتة من أرض الشام

- ‌(42) بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحُرَقَات من جُهَيْنَة

- ‌(43) باب غزوة الفتح

- ‌(44) غزوة حُنَيْن

- ‌(45) غزوة أوطاس

- ‌(46) غزوة الطائف

- ‌(47) باب قَسْم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما أفاء اللَّه عليه من أموال هوازن

- ‌(48) باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جَذِيمة، وسرية عبد اللَّه بن حذيفة وقد تقدمت أحاديثهما

- ‌(49) بعث عليّ بن أبي طالب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن

- ‌(50) غزوة ذي الخَلَصَة

- ‌(51) غزوة سِيفِ البحر

- ‌(52) حج أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالناس في سنة تسع

- ‌(54) قصة الأسود العَنْسِيّ

- ‌(55) قصة أهل نجران

- ‌(56) حجة الوداع

- ‌(57) غزوة تبوك وهي غزوة العُسْرَة

- ‌(58) حديث كعب بن مالك

- ‌(59) باب

- ‌(60) باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وقول اللَّه عز وجل: {لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ} [الممتحنة: 5]

- ‌(39) كتاب تفسير القرآن الكريم

- ‌(1) ما جاء في تفسير فاتحة الكتاب

- ‌(2) سورة البقرة قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌(3) سورة آل عمران

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌(4) سورة النساء

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌(5) سورة المائدة

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌(6) سورة الأنعام

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌(7) سورة الأعراف

- ‌(8) سورة الأنفال

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌(9) سورة بَرَاءة

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

الفصل: ‌(6) باب الهجرة إلى أرض الحبشة

نسوة من الأنصار في البيت، فقلن: على الخير (1)، وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأني، فلم يَرُعْني إلَّا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضحًى، فأسلمنني (2) إليه، وأنا يومئذٍ بنت تسع (3).

* * *

(6) باب الهجرة إلى أرض الحبشة

1791 -

عن عائشة: أن أم سلمة وأم حبيبة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير. . .، قد تقدم.

1792 -

وعن أبي موسى قال: بَلَغَنَا مخرجُ النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب عنده، فأقمنا معه حتى قدمنا، فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لكم أهلَ السفينة هجرتان"، وقد تقدم حديث أبي هريرة بموت النجاشي، والصلاة عليه.

* * *

(1) في "صحيح البخاري": "على الخير والبركة. . . ".

(2)

في "صحيح البخاري": "فأسلمتني".

(3)

في "صحيح البخاري": "تسع سنين".

_________

1791 -

خ (3/ 61)، (63) كتاب مناقب الأنصار، (37) باب هجرة الحبشة، من طريق يحيى، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة به، رقم (3873).

1792 -

خ (3/ 61)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق أبي أسامة، عن بُرَيْد ابن عبد اللَّه، عن أبي بردة، عن أبي موسى به، رقم (3876).

ص: 263

باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة

وقال عبد اللَّه بن زيد وأبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار"، وقال أبو موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"رأيت في المنام أني مهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، وَهَلِي إلى أنَّها اليمامة أهجر (1)؛ فإذا هي المدينة يثرب".

1793 -

وعن عروة بن الزبير: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لم أعقل أبويَّ قطّ إلَّا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلَّا يأتينا فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون، خرج أبو بكر مهاجرًا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ بَرْكَ الغِمَاد لقيه ابن الدَّغِنَةِ -وهو سيد القَارَّةِ- فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض، وأعبد ربي، فقال ابن الدَّغِنَّة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يَخْرج ولا يُخْرج، إنك تَكْسِب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ وتَقْرِي الضيف، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، ارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع فارتحل معه ابن الدَّغِنَّة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج، أتخرجون رجلًا

(1)"أو هَجَر" أثبتناها من "الصحيح" ومكانها بالمخطوط بياض.

_________

1793 -

خ (3/ 68 - 69)، (63) كتاب مناقب الأنصار، (45) باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، من طريق الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة ابن الزبير، عن عائشة به، رقم (3905).

ص: 264

يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكَلَّ، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق، فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة (1)، وقالوا لابن الدغنة: مُرْ أبا بكر فليعبد ربه في داره، فليصلِّ فيها، وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك، ولا يستعلن به؛ فإنا نخشى أن يَفْتِنَ نساءَنا وأبناءنا، فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فلبث أبو بكر كذلك يعبد ربه في داره، ولا يستعلن بصلاته، ولا يقرأ في غير داره، ثم (2) بدا لأبي بكر، فابتنى مسجدًا بفناء داره، وكان يصلِّي فيه، ويقرأ القرآن، فيتقذَّفُ (3) عليه نساءُ المشركين وأبناؤهم يَعْجَبُون منه، وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلًا بكَّاءً، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدغنة، فقدم عليهم، فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك، فابتنى مسجدًا بفناء داره، فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإنَّا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فَانْهَهُ، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبي إلَّا أن يعلن بذلك، فسله أن يرد إليك ذمتك، فإنا قد كرهنا أن نُخْفِرَك (4)، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان، قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر، فقال: لقد علمت الذي عاقدت لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أم تُرجع إلي ذمتي؛ فإنّي لا أحب أن تسمع العرب أني أُخْفِرْتُ

(1)"الدغنة" من "الصحيح"، وليست بالمخطوط سوى كلمة "ابن".

(2)

"ثم" من "الصحيح".

(3)

(فيتقذَّف)؛ أي: يزدحمون عليه حتى يسقط بعضهم على بعض، فيكاد ينكسر.

(4)

(نخفرك)؛ أي: نغدر بك، يقال: خفره: إذا حفظه، وأخفره: إذا غدر به.

ص: 265

في رجل عقدت له، فقال أبو بكر: فإنّي أردُّ إليك جوارك، وأرضى بجوار اللَّه عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذٍ بمكة.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين: "إنِّي رأيت دار هجرتكم، ذات نخل، بين لابتين، وهما الحرتان"، فهاجَرَ من هاجر قِبَل المدينة، ورجع عامة من هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر قِبَل المدينة، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"على رِسْلِك؛ فإنّي أرجو أن يؤذن لي"، فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟ قال: "نعم"، فحبس أبو بكر نفسه على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السَّمُر -وهو الخَبَطُ- أربعة أشهر، قالت عائشة (1): فبينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متقنعًا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فدًى له أبي وأمي، واللَّه ما جاء به في هذه الساعة إلَّا أمرٌ، قالت: فجاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فاستأذن فأُذن له، فدخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:"أَخْرِجْ مَنْ عندك"، فقال أبو بكر: إنَّما هم أهلك بأبي أنت يا رسول اللَّه، قال:"فإنّي قد أُذن لي في الخروج"، فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول اللَّه؟ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نعم"، قال أبو بكر: فَخُذْ بأبي أنت يا رسول اللَّه إحدى راحلتيَّ هاتين، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"بالثمن"، قالت عائشة: فجهَّزْنَاهُمَا أحث (2) الجهاز، وصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعتين من نطاقها، فربطت به على فم الجراب، فلذلك سميت ذات النطاقين، ثم لحق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور،

(1) في "صحيح البخاري": "قال ابن شهاب، قال عروة، قالت عائشة. . . ".

(2)

(أحث الجهاز) الحث: هو الإسراع، والجهاز: هو ما يُحتاج إليه في السفر.

ص: 266

فمكثا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما فيه عبد اللَّه بن أبي بكر، وهو غلام شاب ثَقِيفٌ (1) لَقِنٌ (2)، فَيُدْلج من عندهما بسَحَرٍ، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرًا يُكادان (3) به إلَّا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فُهَيْرة مولى أبي بكر مِنْحَة (4) من غنم، فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رِسْلٍ -وهو لبن منيحتهما ورضيفهما (5) - حتى يَنْعِقَ لها عامر (6) بغَلَسٍ، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث، واستأجر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلًا من بني الدِّيل، وهو من بني عبد بن عدي هاديًا خِرِّيتًا -والخريت الماهر بالهداية-، قد غمس حلفًا في (7) العاص بن وائل السهمي، وهو على دين كفار قريش، فأَمِنَاهُ ودفعًا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث، وانطلق معهما عامر بن فُهيرة والدليل، فأخذ بهم طريق الساحل (8).

(1) في "صحيح البخاري": (ثقف) ومعناه: الحاذق، يقال: ثقفت الشيء: إذا أقمت عوجه.

(2)

(لقن) كذا في "صحيح البخاري"، والمعنى: سريع الفهم، وفي المخطوط:(لسن).

(3)

كذا في المخطوط، وفي (ق):(يُكتادان).

(4)

(منحة) المنحة: تطلق على كل شاة تمنح لينتفع بلبنها.

(5)

(ورضيفهما): هو اللبن المرضوف؛ أي: التي وضعت فيه الحجارة المحماة بالشمس أو النَّار لينعقد، وتزول رخاوته.

(6)

في "صحيح البخاري": "عامر بن فهيرة".

(7)

في "صحيح البخاري": "حلفًا في آل العاص. . . ".

(8)

في "صحيح البخاري": "السواحل".

ص: 267

1794 -

قال ابن شهاب: وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي -وهو ابن أخي سُراقة بن جُعْشُمٍ (1) -: أن أباه أخبره أنَّه سمع سراقة بن جعشم يقول: جاءنا رسول كفار قريش يجعلون في رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أَسَرَهُ، فبينا (2) أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مُدْلِج؛ إذ أقبل رجل منهم حتى قدم علينا ونحن جلوس، فقال: يا سُراقة! إنِّي قد رأيت آنفًا أَسْوِدَةَ بالساحل، أُراه محمدًا وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت له: إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانًا وفلانًا انطلقوا بأَعْيُننَا، ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قمت فدخلت، وأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي، وهي من وراء أَكَمَةٍ، فتحبسها عليَّ، وأخذت رمحي، فخرجت به من ظهر البيت، فخَطَطْتُ بزُجِّهِ الأرض، وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي، فركبتها فرفعتها تُقَرِّبُ بي حتى دنوت منهم، فَعَثَرَتْ بي فرسي، فخررت عنها، فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام، واستقسمت بها، أَضُرُّهُم أم لا؟ فخرج الذي أكره، فركبت فرسي وعصيت الأزلام، تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات، ساخت يدا فرسي في الأرض، حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها، ثم زجرتها، فنهضت، فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة؛

(1) في "صحيح البخاري": "ابن مالك بن جعشم. . . ".

(2)

في "صحيح البخاري": "فبينما".

_________

1794 -

خ (3/ 69 - 71)، (63) كتاب مناقب الأنصار، (45) باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، من طريق ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن مالك المدلجي، عن أبيه، عن سراقة بن جُعشُم به، رقم (3906).

ص: 268

إذا غبار ساطع (1) في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبار ما يريد النَّاس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني (2) شيئًا، ولم يسألاني إلَّا أن قال:"أخفِ عنَّا"، فسألته أن يكتب لي كتاب أَمْنٍ، فأمر عامر بن فُهيرة، فكتب في رقعة من أدم، ثم مضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لقي الزبيرَ في ركب من المسلمين كانوا تجارًا قافلين من الشام، فكسى الزبيرُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يغدون كل غَدَاةٍ إلى الحرة ينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يومًا بعدما أطالوا انتظارهم، فلما أوَوْا إلى بيوتهم، أَوْفَى رجلٌ من يهود على أُطُمٍ من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه مُبيَّضِينَ يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب! هذا جَدُّكم (3) الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو ابن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكر للنَّاس، وجلس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صامتًا، وطفق من جاء من الأنصار ممن لم يَر رسول اللَّه

(1) في "صحيح البخاري": "إذا لأثر يديها غُثَان ساطع. . . "، والغثان: هو الدخان.

(2)

(فلم يرزآني)؛ أي: لم ينقصاني مما معي شيئًا.

(3)

(هذا جَدُّكم)؛ أي: حظكم وصاحب دولتكم الذي تتوقعونه.

ص: 269

-صلى الله عليه وسلم يحيى أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند ذلك، فلبث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أُسس على التقوى، وصلى فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم ركب راحلته، فسار (1) معه الناس، حتى بركت عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو يصلي فيه يومئذٍ رجال من المسلمين، وكان مِرْبَدًا للتمر لسُهيل وسهل، غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زُرَارة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته:"هذا إن شاء اللَّه المنزل"، ثم دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الغلامين، فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدًا، فقالا: بل نهبه لك يا رسول اللَّه، فأبى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يقبله هبة منهما (2)، ثم بناه مسجدًا، وطفق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبِن في بنيانه ويقول وهو ينقل اللبن:

هذا الحِمَالُ لا حِمالُ خَيْبَر

هذا أَبَرُّ رَبَّنَا وأَطْهَر

وهو يقول (3):

اللَّهم إنَّ الأَجْرَ أَجْرُ الآخره

فارحم الأنصار والمُهَاجِرَه

يتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يُسَمَّ لي، قال ابن شهاب: ولم يبلغنا في الأحاديث: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تمثل ببيت شعر تام غير هذه الأبيات.

(1) في "صحيح البخاري": "فسار يمشي معه الناس. . . ".

(2)

في "صحيح البخاري": "أن يقبل منهما هبة حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدًا. . . ".

(3)

في "صحيح البخاري": "ويقول".

ص: 270

1794/ م- وعن أنس بن مالك قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر -وأبو بكر شيخ يعرف- والنبي صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف، قال: فيلقى الرجلُ أبا بكر، فيقول: يا أبا بكر! من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، قال: فيحسب الحاسب أنَّه إنَّما يعني الطريقَ، وإنَّما يعني سبيلَ الخير، فالتفت أبو بكر؛ فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال: يا رسول اللَّه! فارس (1) قد لحق بنا، فالتفت نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"اللَّهم اصرعه"، فصرعه فرسه، ثم قامت تُحَمْحِمُ، فقال: يا نبي اللَّه! مُرْني بما شئت، قال:"قف مكانك، لا تتركن أحدًا يلحق بنا"، قال: وكان أول النهار جاهدًا على نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان آخر النهار مَسْلَحة له، فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جانب الحرة، ثم بعث إلى الأنصار، فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فسلموا عليهما، وقالوا: اركبا آمنَيْن مُطَاعَيْن، فركب نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وحفُّوا دونهما بالسلاح، فقيل في المدينة: جاء نبي اللَّه، جاء نبي اللَّه (2)، فأشرفوا ينظرون، ويقولون: جاء نبي اللَّه، جاء نبي اللَّه، فأقبل يسير، حتى نزل بجانب دار أبي أيوب، فإنَّه ليحدث أهله؛ إذ سمع به عبدُ اللَّه بن سَلَام وهو في نخلٍ لأهله يخترف (3) لهم، فَعَجِلَ أن يضع الذي يخترف لهم فيها،

(1) في "صحيح البخاري": "هذا فارس. . . ".

(2)

في "صحيح البخاري": "نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم".

(3)

(يخترف)؛ أي: يجتني من الثمار.

_________

1794/ م- خ (3/ 72 - 73)، (63) كتاب مناقب الأنصار، (45) باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، من طريق عبد الصمد هو ابن عبد الوارث بن سعيد، عن أبيه، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك به، رقم (3911).

ص: 271

فجاء وهي معه، فسمع من نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى أهله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أي بيوت أهلنا أقرب؟ "، فقال أبو أيوب: أنا يا نبي اللَّه، هذه داري وهذا بأبي، قال:"فانطلق فهيئ لنا مقيلًا"، قال: قومًا على بركة اللَّه، فلما جاء نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم، جاء عبد اللَّه بن سلام، فقال: أشهد أنك رسول اللَّه، وأنك جئت بحق، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت؛ فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت، قالوا فيَّ ما ليس فيَّ، فأرسل نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم، فدخلوا عليه، فقال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا معشر اليهود! ، ويلكم، اتقوا اللَّه، فواللَّه الذي لا إله إلَّا هو، إنكم لتعلمون أني رسول اللَّه حقًّا، وأني جئتكم بحق، فأَسْلِمُوا"، قالوا: ما نعلمه، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم قالها ثلاث مرار، قال:"فأيُّ رجل فيكم عبد اللَّه بن سلام؟ " قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال:"أفرأيتم إن أسلم؟ " قالوا: حاشا للَّه، ما كان ليسلم، قال:"أفرأيتم إن أسلم؟ " قال: حاشا للَّه، ما كان ليسلم، قال "يا ابن سلام (1)! أخرج عليهم"، فخرج فقال: يا معشر اليهود! اتقوا اللَّه، فوالذي لا إله إلَّا هو، إنكم لتعلمون أنَّه رسول اللَّه، وأنَّه جاءنا بالحق، فقالوا: كذبت، فأخرجهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

1795 -

وعن أنس، عن أبي بكر قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار،

(1) في "صحيح البخاري": "قال: أفرأيتم إن أسلم، قالوا: حاشا للَّه، ما كان ليسلم، قال: يا ابن سلام".

_________

1795 -

خ (3/ 75)، (63) كتاب مناقب الأنصار، (45) باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، من طريق همام، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بكر به، رقم (3922).

ص: 272

فرفعت رأسي؛ فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي اللَّه! لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال:"اسكت يا أبا بكر، اثنان اللَّه ثالثهما".

1796 -

وعن أبي سعيد قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن الهجرة، فقال:"ويحك، إن الهجرة شأنها شديد، فهل لك من إبل؟ " قال: نعم، قال:"فتعطي صدقتها؟ " قال: نعم، قال "فهل تمنح منها؟ " قال: نعم، قال "فتحلبها يوم وِرْدِها؟ (1) " قال: نعم، قال:"فاعمل من وراء البحار، فإن اللَّه لن يَتِرَكَ من عملك شيئًا".

الغريب:

وَ"هَل"(2): بفتح الهاء، وَهْمِي. "بَرْكَ الغِمَاد": موضع أسيح في الأرض، أذهب فيها لعبادة اللَّه، وقد تقدم القول على قوله:"تصل الرحم. . . "، الكلام إلى آخره في أول الكتاب.

و"يتقذَّف عليه": يترامون عليه مزدحمين، وهو معنى:"يتَقَصَّفُ" الذي رواه الأصيلي. "نُخْفِرك": مضموم النون رباعيًا، ننقض جوارك. و"نَخْفِرُك": ثلاثيًا: مفتوح النون، بخيرك. و"الذّمّة": العهد. "على رِسْلك": على رفقك. و"الظَّهِيرة": شدة حر وسط النهار. و"نَحْرُها": أولها.

(1) في "صحيح البخاري": "ورودها".

(2)

كذا في المخطوط، وفي الرواية:"وَهَلى"؛ ولذا فسرها بياء المتكلم، وكذلك:"يتقذف" بعده.

_________

1796 -

خ (3/ 75)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري به، رقم (3923).

ص: 273

"أَحَثَّ الجهاز": أسرعه. و"ثَقِفٌ": كيِّس. و"لَقِن": فَهِمٌ للأمور. و"يَدّلِجُ": مشدد، يسير من آخر الليل. و"أدلج": من أوله. و"المِنْحَةُ والمَنِيحَةُ": التي تعطى ليشرب لبنها. و"الرِّسْل": اللبن الحليب. و"الرَّضِيفُ" منه: هو ما ألقي فيه الحجارة المحماة، لتكسر برده، قاله الخطابي.

و"يَنْعِقُ بالغنم": يصيح بها يدعوها. و"غَمِسَ حِلْفًا": عقد عهدًا وجوارًا، وسمى ذلك غمسًا؛ لأنهم كانوا يؤكدون أيمانهم بغمسهم أيديهم في طيب أو دم. و"خَفَضْتُ عاليه"؛ أي: أملته، وهززته نشاطًا. و"الأَزْلَام": القِدَاح التي يضربون بها عند عزومهم على الأفعال، وكانت ثلاثة، في أحدها: افعل، وفي الثاني: لا تفعل، والآخر لا شيء فيه، فإذا خرج أعادوا الضرب حتى يخرج افعل، أو لا تفعل.

و"تُقَرِّبُ بي"؛ يعني: الفرس. و"سَاخَت": ذهبت غرقًا. و"العُثَان": الغبار، وربما يكون معه إعصار، وهو الدخان. و"لم يرزآني شيئًا": لم يأخذا شيئًا من ذلك، فينقصا فيه. و"قَافِلين": راجعين من سفرهم. و"الأُطُم": حائط القصر، وهو الأُجُم أيضًا.

و"يزول بهم السراب"؛ أي يحول ويضطرب. و"جَدُّكُم": سَعْدُكُم.

و"طَفِقَ": أخذ وجعل. و"المِرْبَدُ": الموضع الذي يجمع فيه التمر، وهو الجَرِين كالأندر (1) للبُرِّ.

"فالحِمال": بكسر الحاء، الحِمْل، ويقال على أجرة الحمل، وهو هاهنا محتمل للأمرين. و"مَسْلَحَةٌ"؛ أي: سلاحًا؛ أي: يدافع عنه، كما

(1)"كالاندر" كذا في المخطوط.

ص: 274