الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وعرضه نفسه على القبائل والعقبة الأولى
6403 -
عائشة: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يومٌ كان أشد من يوم أحدٍ؟.
قال: ((لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت يوم العقبة؛ إذ عرضتٌ نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلالٍ، فلم يُجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فوفعت رأسي، وإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريلُ فناداني، فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك وما ردُّوا عليك، وقد بعث إليك ملك
⦗ص: 541⦘
الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم على، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين قال صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا)). للشيخين (1).
(1) البخاري (3231)، ومسلم (1795).
6404 -
عبد الله بن جعفر: لما توفى أبو طالبٍ خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم ماشيًا على قدميه إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، فانصرف فأتى ظل شجرةٍ فصلى ركعتين، ثم قال:((اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريبٍ ملكته أمري، إن لم تكن غضبان على فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك أو تُحل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله)). للكبير (1).
(1) ذكره الهيثمي 6/ 35، وقال فيه: ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1182).
6405 -
جابر: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعرضُ نفسه على الناس بالموقف، فيقول:((هل من رجلٍ يحملني إلى قومه؟ فإنَّ قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي)) فأتاه رجل فقال صلى الله عليه وسلم له: ((من أنت))؟ قال: من همدان قال: ((فهل عند قومك من منعةٍ))؟ قال: نعم، ثم إنَّ الرجل خشى أن يُخفره قومه فقال: آتيهم فأخبرهم، ثم آتيك من قابلٍ قال:((نعم))، فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب. لأحمد (1).
(1) أحمد 3/ 390، وقال الحاكم 2/ 612 - 613: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في الصحيحة (1947).
6406 -
محمود بن لبيد: لما قدم أنس بن نافعٍ مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذٍ، يلتمسون الحلف من قريشٍ على قومهم من الخزرج، سمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم:((هل لكم إلى خيرٍ مما جئتم إليه))؟ قالوا: وما ذاك؟
قال: ((أنا رسولُ الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وأنزل عليَّ كتابًا، ثم ذكر الإسلام، وتلا عليهم القرآن))، فقال إياسُ: أي قومي، هذا والله
⦗ص: 542⦘
خيرٌ مما جئتم إليه، فأخذ أنس ابن نافع حفنةً من البطحاء فضرب بها وجه إياسٍ، وقام صلى الله عليه وسلم عنهم وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاثٍ فلم يلبث إياس أن هلك، ولم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلمًا، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس. لأحمد والكبير (1).
(1) أحمد 5/ 427، والطبراني 1/ 276 (805)، قال الحاكم 3/ 180 - 181، صحيح على شرط مسلم، وخالفه الذهبي بقوله: قلت: مرسل.