الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6407 -
ابن إسحاق: لما أراد الله تعالى إظهار دينه وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم، خرج صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقى فيه الأنصار، وهم فيما يزعمون ستة فيهم جابر بن عبد الله بن ريابٍ. للكبير (1).
(1) الطبراني 2/ 188 (1766)، قال الهيثمي 6/ 42: رجاله ثقات.
ذكر العقبة الثانية والثالثة
6408 -
عروة: لما حضر الموسم حجَّ نفرٌ من الأنصار من بني النجار معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة، ومن بني زريقٍ رافعٌ بن مالكٍ وذكوان بن عبد القيس، ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان، ومن بني عمرو بن عوفٍ عويمر بن ساعدة، وأتاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليهم القرآن، فلمَّا سمعوهُ اطمأنُّوا إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياهُ بصفته وما يدعوهم إليه، فصدقوه وآمنوا به، وقالوا له: لقد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء، ونحن لله ولك مجتهدون فامكث على اسم الله حتى نخبر قومنا بشأنك، وندعوهم إلى الله ورسوله، ولعل الله يصلح أمرنا، فإننا اليوم متباغضون، فإن تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم تكن لنا جماعةٌ عليك، ونحن نواعدك الموسم من العام القابل، فرضى صلى الله عليه وسلم، ورجعوا إلى قومهم، فأخبروهم ودعوهم سرًا، حتى قلَّ دارٌ من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناسٌ، ثم بعثوا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن ابعث لنا من قبلك رجلاً يدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع، فبعث إليهم مصعب بن عميرٍ، فنزل على أسعد بن زرارة، فجعل يدعو الناس
⦗ص: 543⦘
ويُفشي الإسلام وهم في ذلك مستخفون، ثم إنَّ مصعبًا وأسعد ذات يومٍ مستخفيان في تعليم جماعةٍ أخبر بهم سعدُ بنُ معاذٍ وأتاهم في لأمته ورمحه، فقال: علام تأتينا في دورنا بهذا الفريد الطريح يُسفه ضعفاءنا، لا أراكما بعد هذا في جوارنا، فرجعوا ثم إنهم عادوا الثانية، فاجتمعوا فأخبر بهم سعد فأتاهم فواعدهم وعيدًا دون الأول، فلما رأى أسعد منه لينًا قال: يا ابن خالتي اسمع من قوله، فإن سمعت منكرًا فاردده، وإن سمعت خيرًا فأجبه، فقال: ماذا تقول؟ فقرأ مصعب {حم} {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الزخرف:2]{إِنَّا جعلناه قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} فقال سعد: وما اسمع إلا ما اعرف، فهداه الله، ولم يظهر الإسلامُ حتى رجع إلى قومه
فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام، وأظهر إسلامه فأسلموا، إلا من لا يذكر، فكانت أول دارٍ من دور الأنصار أسلمت بأسرها، ثم إنَّ بني النجار أخرجوا مصعب بن عميرٍ فانتقل إلى سعدٍ، فلم يزل يُهدى على يديه حتى قلَّ دارٌ من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناسٌ، وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح، وكسروا أصنامهم، فكان المسلمون أعز أهلها، وصلح أمرهم ورجع مصعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان يُدعى المقُرئ. للكبير بلين وإرسال (1).
(1) الطبراني 20/ 849، قال الهيثمي 6/ 140 - 142: فيه: ابن ليهعة، وفيه ضعف، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
6409 -
كعب بن مالكٍ: ذُكر أنه لما قدم اثنا عشر رجلاً من العقبة وقد أمرهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يوافوه في القابل، فوافاه سبعون رجلاً. للكبير بلين (1).
(1) الطبراني 19/ 101، قال الهيثمي 6/ 42: فيه يعقوب بن محمد الزهري، وثقه حجاج بن الشاعر، وضعفه الجمهور.
6410 -
عنه: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين، وقد صلينا ومعنا البراء بن معرور سيدنا، وقال لنا: إني رأيتُ أن لا أدع الكعبة مني بظهرٍ، وأن أصلي إليها، قلنا لا تفعل، ونبينا صلى الله عليه وسلم إنما يصلي إلى الشام، وكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام، وصلى إلى الكعبة،
⦗ص: 544⦘
حتى قدمنا مكة فذهبتُ معه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فوجدناه مع العباس فسلمنا عليه، فقال لعمه: أتعرف هذين؟
قال: نعم، هذا البراء بن معرورٍ سيد قومه، وهذا كعب بن مالكٍ، فوالله ما أنسى قوله صلى الله عليه وسلم: الشاعرُ؟
قال: نعم، فأخبره البراء بصلاته إلى الكعبة، فقال صلى الله عليه وسلم: لقد كنت على قبلةٍ لو صبرت عليها، فرجع البراء إلى قبلة الشام، وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات، وليس كذلك، نحن أعلم به منهم.
قال: وخرجنا إلى الحج فواعدنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق، وكنا نكتم أمرنا من معنا من المشركين، منهم عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر، فأخبرته ودعوته إلى الإسلام فأسلم وشهد معنا العقبة نقيبًا، فبتنا تلك الليلة في رحالنا إلى ثلث الليل، فخرجنا نتسلل مستخفين حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة سبعون رجلاً وامرأتان، نسيبةُ بنت كعب النجارية
⦗ص: 545⦘
وأسماء بنت عمرو السلمية، فجاءنا صلى الله عليه وسلم ومعه عمهُ العباس وهو يومئذٍ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويوثق، فلما جلسنا كان العباس أول من تكلم فقال: يا معشر الخزرج إن محمدًا منا حيث علمتم، وقد منعناه من قومنا وهو في عز ومنعةٍ في بلده، فقلنا قد سمعنا ما قلت: فتكلم يا رسول الله فخذ لربك ولنفسك ما أحببت، فتكلم فتلا ودعا إلى الله ورغَّب في الإسلام فقال:((أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم))، فأخذ البراء بن معرور بيده فقال: نعم والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب.
وقال أبو الهيثم بن التيهان: يا رسول الله إنَّ بيننا وبين الرجال حبالاً أي عهودًا وإنا قاطعوها، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك وأظهرك الله أن ترجع وتدعنا؟ فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال:((بل الدم الدم، والهدمُ الهدمُ، أنا منكم وأنتم مني أحاربُ من حاربتم وأسالم من سالمتم))، وقد قال صلى الله عليه وسلم:((أخرجوا إلىَّ اثني عشر نقيبًا يكونون على قومهم))، فأخرجوا تسعةً من الخزرج وثلاثةً من الأوس، فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطانُ بأنفذ صوتٍ سمعته: يأهل الجباجب أي المنازل هل لكم في مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم فقال صلى الله عليه وسلم: ((هذا أزبُّ العقبة ارتفعوا إلى رحالكم))،
⦗ص: 546⦘
فرجعنا فلما أصبحنا غدت علينا جلةُ قريشٍ فقالوا: يا معشر الخزرج بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا، والله ما من العرب أحدٌ أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم، فانبعث مشركو قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيءٌ وما علمناه، وصدقوا لم يعلموا ما كان منا، فقام القوم وفيهم الحارث بن هشام ابن المغيرة وعليه نعلان جديدان فقلت كلمةٌ: كأني أريد أن أشرك القوم بها: أما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيدنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريشٍ؟
فسمعها الحارث فخلعهما ورمى بهما إلىَّ، قال: والله لتنتعلنهما. فقال أبو جابر: أحفظت والله الفتى، أردد عليه نعليه فقلت: والله لا أردهما فألٌ والله صالحٌ لئن صدق الفأل لأسلبنه. لأحمد والكبير (1).
(1) أحمد 3/ 461، والطبراني 19/ 87، قال الهيثمي 6/ 43 - 45: رجال أحمد رجال الصحيح، غير ابن إسحاق، وقد صرَّح بالسماع. وصححه الألباني في فقه السيرة صـ 146.
6411 -
وزاد: أنَّ النقيب لبني النجار أسعد بن زرارة، ولبني سلمة البراء بن معرورٍ وعبد الله بن عمرو بن حرام، ولبني ساعدة سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، ولبني زريقٍ رافع بن مالكٍ بن العجلان، ولبني الحارث بن الخزرج عبادة بن الصامت، ولبني عبد الأشهل أسيد بن حضيرٍ، وأبو الهيثم ابن التيهان، ولبني عمرو بن عوفٍ سعد بن خيثمة (1).
(1) الطبراني 19/ 87، قال الهيثمي 6/ 43 - 45: رجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرَّح بالسماع.
6412 -
الشعبي: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم مع العباس إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة قال: ((ليتكلم متكلمكم ولا يُطيلُ فإنَّ عليكم من المشركين عينا)) قال قائلهم وهو أبو أمامة: سل يا محمد لربك ولنفسك ولأصحابك ما شئت قال: ((أسألُ لربي أن
⦗ص: 547⦘
تعبدوهُ ولا تُشركوا به شيئًا، ولنفسي ولأصحابي أن تأوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم)) قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: ((لكم الجنة)) قالوا: فلك ذلك. لأحمد (1).
(1) أحمد 4/ 120، قال الهيثمي 6/ 48: رجاله رجال الصحيح.
6413 -
وللكبير عن عبادة بن الصامت: أنَّ أسعد بن زرارة قال: يا أيها الناسُ هل تدرون ما تبايعون عليه محمدًا صلى الله عليه وسلم؟ إنكم تبايعونه أن تُحاربوا العرب والعجم والجن والإنس، فقالوا: نحن حربٌ لمن حاربه وسلمٌ لمن سالمهُ (1).
(1)((الأوسط)) 5/ 13 (4538)، قال الهيثمي 6/ 49 فيه: علي بن زيد، وهو ضعيف، وقد وثق.
6414 -
وللكبير عن ابن شهاب: ممن شهد العقبة أوس بن يزيدٍ بن أصرم، وأوس بن ثابتٍ، وأسعد بن زرارة، والبراء بن معرورٍ، وبشير بن سعدٍ، وجابرُ بن عبد الله بن عمرو، وجبارُ بن صخرٍ، والحارث بن قيسٍ بن مالكٍ، وذكوان بن عبد القيس، ورافع بن مالكٍ، وسعد بن عبادة، وسعد بن خيثمة، وسلمة بن سلامة، وظهير بن رافعٍ، وكعبُ بن مالكٍ، وأبو بردة بن نيار (1).
(1) ذكره الهيثمي 6/ 50، وقال إسنادها إلى ابن شهاب واحد ورجاله ثقات.
6415 -
وزاد عن عروة: منهم ظهير بن الهيثم، وثابت بن أجدع، وزيد ابن لبيدٍ، وسعد بن الربيع، وسهل بن عتيكٍ، وعمرو بن عزمة بن ثعلبة، وعقبة بن عمرو بن ثعلبة، يكنى أبا مسعود (1).
(1) قال الهيثمي: 6/ 50 - 51، رواه كله الطبراني، عن عروة بسندٍ واحد، وفي إسناد عروة: ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه في حيز الحسن.
6416 -
عمر: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يعرضُ نفسه على قبائل العرب قبيلةً قبيلةً في الموسم ما يجد أحدًا يُجيبه حتى جاء الله بهذا الحي من الأنصار لما ساق لهم من الكرامة فآووه ونصروه، فجزاهم الله عن نبيهم خيرًا، والله ما وفينا لهم كما عاهدناهم إنا قلنا لهم نحن الأمراء وأنتم الوزراء ولئن بقيت إلى رأس الحول لا يبقى لي عاملٌ إلا أنصاري. للبزار بضعف (1).
(1) البزار 1/ 404 (281)، قال الهيثمي 6/ 42: فيه: عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.