الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوة بنى النضير وإجلاء يهود المدينة وقتل كعب بن الأشرف وأبى رافع
6512 -
عروة: كانت على رأس ستة أشهرٍ من وقعة بدرٍ (1). للبخاري.
(1) البخاري معلقا قبل حديث (4028).
6513 -
رجل من الصحابة: أن كفار قريشٍ كتبوا إلى ابن أبى ومن عنده من عبدة الأوثان بالمدينة من الأوس والخزرج، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يومئذٍ بالمدينة قبل وقعة بدر، يقولون إنكم آويتم صاحبنا، وإنَّا نقسم باللات والعزى لتقتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتليكم ونستبيح ذراريكم، فلمَّا بلغ ذلك ابن أبى ومن معه أجمعوا على قتال من أسلم منهم وقتال النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومن معه، وأجمع المسلمون لقتالهم، فجاءهم صلى الله عليه وسلم، فقال: لقد بلغ وعيد قريشٍ منكم المبالغ، ما كانت قريش تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلمَّا سمعوا ذلك تفرقوا، فبلغ ذلك قريشًا، ثم كانت وقعة بدرٍ، فكتبت قريش إلى اليهود إنكم أهل الحلقة والحصون فلتقاتلن صاحبنا أو ليكونن بيننا وبينكم أمرٌ، فلمَّا بلغ كتابهم إليهم اجتمعت النضير على الغدر، فأرسلوا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن اخرج إلينا في ثلاثين من أصحابك، ويخرج منا ثلاثون حبرًا فنلتقي بمكانٍ منصفٍ، فيسمعون منك، فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا أجمعون، فأعلمه جبريل عليه السلام بكيدهم، فغدا عليهم بالكتائب فحصرهم، فقال إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهدٍ تعاهدونني عليه، فأبوا أن يعطوه عهدًا، فقاتلهم يومهم ذلك، ثمَّ غدا من الغد على بني قريظة بالكتائب ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم، وغدا على بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، فجلت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها فكان نخل بني النضير
⦗ص: 583⦘
للنبي صلى الله عليه وسلم خاصةً خصه الله بها، فقال {وَمَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ} [الحشر: 6] يقول بغير قتالٍ، فأعطى صلى الله عليه وسلم منها للمهاجرين، وقسَّمها بينهم،
وقسَّم منها لرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجةٍ، ولم يقسِّم لأحدٍ من الأنصار غيرهما، وبقى منها صدقتها صلى الله عليه وسلم التي ي أيدي بني فاطمة (1). لأبي داود.
(1) أبو داود (3004)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2595): صحيح الإسناد.
6514 -
ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم حرق تخل بني النضير وقطع، وهي البويرة، ولها يقول حسان:
وهان على سارة بني لؤىٍّ.
…
حريقٌ بالبويرة مستطيرُ.
فأجابه أبو سفيان:
أدام الله ذلك من صنيعٍ.
…
وحرَّق في نواحيها السعيرُ
ستعلم أينا منها بنزه.
…
وتعلمُ أىّ أرضينا تُضير (1).
(1) البخاري (4032)، ومسلم (1746).
6515 -
وفي روايةٍ: فنزلت {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ الله} [الحشر: 5](1). للشيخين وأبى داود والترمذي.
(1) البخاري (4031) ، ومسلم (1746).
6516 -
بنت محيصة: عن أبيها: لما أعلم الله رسوله صلى الله عليه وسلم بما همت به اليهودُ من الغدر، قال صلى الله عليه وسلم:((من ظفرتم به من رجالٍ يهودٍ فاقتلوه))، فوثبت محيصة على شيبة رجلٍ من تجار اليهود وكان يلابسهم، فقتله، وكان عمي حويصةُ إذ ذاك لم يُسلم، وكان أسن من أبي، فجعل حويصةُ يضربه ويقول: أي عدو الله، أما والله لربَّ شحمٍٍ في بطنك من مالهٍ، فقال: له أبي، قتلته، لأنه أمرني بذلك من لو أمرني بقتلك ما تركتك، فأسلم عمي عند ذلك (1). لأبي داود من قوله قال صلى الله عليه وسلم إلى قوله من ماله، قلت كذا في الأصل، ولم يذكر من أخرج الجميع، ومثل هذا فيه كثيرٌ.
(1) أبو داود (3002)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (648): ضعيف الإسناد.
6517 -
ابن عمر: حاربت النضير وقريظة النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأجلى النضير، وأقرَّ قريظة ومن عليهم، حتى حاربت بعد ذلك، فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين، إلا بعضهم لحقوا بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم فأمنهم وأسلموا، وأجلى يهود المدينة كلهم؛ بني قينقاع، وهم قوم عبد الله بن سلامٍ، ويهود بني حارثة، وكل يهوديٍّ بالمدينة (1).
(1) البخاري (4028)، ومسلم (1766).
6518 -
أبو هريرة: بينما نحن في المسجد يومًا خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال:((انطلقوا إلى اليهود))، فقال:((اسلموا تسلموا))، فقالوا: قد بلَّغت، فقال:((ذلك أريد أسلموا تسلموا)) فقالوا: قد بلغت، فقال:((ذلك أربد))، ثم قالها الثالثة، ثم قال:((اعلموا أن الأرض لله ولرسوله، وإني أريدُ أن أجليكم من هذه الأرض، فمن يجد منكم بماله شيئًا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ولرسوله)) (1). هما للشيخين وأبي داود.
(1) البخاري (3167)، مسلم (1765).
6519 -
عمرو بن أمية: كتب عامر بن الطفيل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قد قتلت رجلين لهما منك جوارٌ، فابعث بديتهما، فانطلق صلى الله عليه وسلم إلى قباء، ثم مال إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما ومعه نفرٌ من المسلمين، فاستند إلى جدارٍ فكلَّمهم، فقالوا: نعمن فقام أحدهم فصعد على رأس الجدار ليدلي عليه صخرةً، فأخبرهُ
⦗ص: 585⦘
جبريلٌ فقام ثم أتبعه المسلمون، فقال:((لقد همَّت اليهود بقتلي)) فقال لمحمد بن مسلمة: اذهب إلى اليهود، فقل اخرجوا من المدينة لا تساكنوني فيها، فأجلاهم صلى الله عليه وسلم بعد أن أراد غير ذلك، فرغب فيهم عبد الله بن أبى ابن سلول، فوهبهم له. لرزين.
6520 -
جابر: رفعه: ((من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله))، قال محمد بن مسلمة: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟
قال: نعم، قال: ائذن لي فلأقل قال: ((قل))، فأتاه فقال له وذكر ما بينهم، وقال: إنَّ هذا الرجل قد أراد صدقةً، فقد عنَّانا، فلمَّا سمعه، قال: وأيضًا والله لتملنَّه، قال: إنَّا قد اتبعناه الآن، ونكره أن ندعه حتى ننظر إلى أيِّ شيءٍ يسيرُ أمره، وقد أردتُ أن تسلفني سلفًا، قال: فما ترهنني؟
ترهنني نساءكم، قال: أنت أجملُ العرب، أنرهنك نساءنا؟
قال: ترهنوني أولادكم؟
قال: يسبُّ ابن أحدنا، فيقال: رهن في وسقين من تمرٍ، ولكن نرهنك اللأمة يعني السلاح، قال: نعم، قال: نعم، وواعده أن يأتيه بالحارث وأبي عبس بن جبرٍ وعبَّاد بن بشرٍ، فجاءوا فدعوه ليلاً فنزل إليهم، قالت له امرأته: إني لأسمع صوتًا كأنَّه صوت دمٍ، قال: إنما هو محمد ورضيعى أبو نائلة، إنَّ الكريم لو دعى إلى طعنةٍ ليلاً لأجاب، قال محمد: إني إذا جاء فسوف أمدُّ يدي إلى رأسه فإذا استمكنت فدونكم، فلمَّا نزل، نزل وهو متوشحٌ، فقالوا: نجدُ منك ريح الطيب، قال: نعم، تحتي فلانةٌ هي أعطر نساء
⦗ص: 586⦘
العرب، قال: فتأذن لي أن أشمَّ منه؟
قال: نعم، فشمَّ، فتناول، ثم قال: أفتأذن لي أن أعود؟
فاستمكن من رأسه، ثم قال: دونكم فقتلوه (1). للشيخين.
(1) البخاري (4037)، مسلم (1801).
6521 -
البراء: بعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافعٍ اليهودي رجالاً من الأنصار، وأمر عليهم عبد الله بن عتيكٍ، وكان أبو رافعٍ يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، ويعين عليه، وكان في حصنٍ له بأرض الحجاز، فلمَّا دنوا منه وقد غربت الشمس، وراح الناس بسرحهم، قال عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانكم فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلي أن أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجةً، وقد دخل الناسُ، فهتف بي البواب: يا عبد الله إن كنت تريدُ أن تدخل فأدخل فإني أريدُ أن أغلق الباب، فدخلتُ فكمنت، فلمَّا دخل الناسُ أغلق البابُ ثم أغلق الأغاليق على وتدٍ، فقمتُ إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب، وكان أبو رافعٍ يُسمر عنده وكان في علاليَّ له فلمَّا ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه، فجعلت كلَّما فتحت بابًا أغلقت على من داخلٍ، قلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلى حتى أقتله، فانتهيتُ، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت، قلت: أبا رافعٍ، قال: من هذا؟
فأهويتُ نحو الصوت فأضربه ضربةً بالسيف وأنا وحشٌ فما أغنيتُ شيئًا، وصاح فخرجتُ من البيت، فأمكث غير بعيدٍ، ثم دخلت إليه فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافعٍ؟
قال: لأمك الويلٌ، رجلُ بالبيت ضربني قبل بالسيف، فأضربه ضربةً فأثخنتُه ولم أقتله، ثم وضعت ضبيب السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابًا بابًا حتى انتهيتُ إلى درجةٍ له، فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيتُ إلى الأرض، فوقعتُ في ليلةٍ مقمرةٍ، فانكسرت ساقي، فعصبتها بعامتي، ثم انطلقتُ حتى جلستُ على الباب، فقلتُ: لا أخرج الليلة حتى أعلم: أقتلته؟ فلمَّا صاح الديك قام الناعي على السور، فقال: أنعي أبا رافعٍ تاجر أهل الحجاز، فانطلقتُ إلى أصحابي، فقلتُ: النجاء
⦗ص: 587⦘
فقد قتل الله أبا رافعٍ، فانتهيت إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فحدثته، فقال ابسط رجلك، فبسطتُ رجلي، فمسحها، فكأنما لم أشتكها قط (1). للبخاري.
(1) البخاري (4039).
6522 -
عبد الرحمن بن كعبٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى الذين قتلوا بن أبي الحقيق عن قتل النسوان والولدان، فكان الرجلُ منهم يقولُ: برَّحت بنا امرأته بالصياحٍ، فأرفع السيف عليها، ثم أذكر نهيه صلى الله عليه وسلم، فأكف عنها، ولولا ذلك لاسترحنا منها. لمالكٍ (1)، وهو أبو رافعٍ عبد الله ويقال سلام بن أبي الحقيق، كان بخيبر، يقال إنه كان في حصنٍ له بأرض الحجاز، وقال الزُّهريّ هو بعد كعب بن الأشرف (2).
(1) مالك 2/ 358.
(2)
البخاري قبل حديث (4038).