الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
121 -
بَاب مَا نزل فِي الدُّعَاء للوالدة
قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة النَّمْل {وَقَالَ رب أوزعني أَن أشكر نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت عَليّ وعَلى وَالِدي وَأَن أعمل صَالحا ترضاه وأدخلني بِرَحْمَتك فِي عِبَادك الصَّالِحين} معنى أوزعني ألهمني الدُّعَاء مِنْهُ بِأَن يوزعه الله شكر نعْمَته على وَالِديهِ كَمَا أوزعه شكر نعْمَته عَلَيْهِ لِأَن الإنعام عَلَيْهِمَا إنعام عَلَيْهِ وَذَلِكَ يسْتَوْجب الشُّكْر مِنْهُ لله سُبْحَانَهُ قَالَ أهل الْكتاب وَأمه هِيَ زَوْجَة أوريا بِوَزْن قوتلا الَّتِي امتحن الله بهَا دَاوُد قَالَه الْقُرْطُبِيّ وَالله أعلم بِصِحَّتِهِ
122 -
بَاب مَا نزل فِي كَون الْمَرْأَة ملكة لمملكة
قَالَ تَعَالَى {إِنِّي وجدت امْرَأَة تملكهم} هِيَ بلقيس بنت شرَاحِيل وَقيل بنت ذِي شرح وجدهَا الهدهد تملك أهل سبأ وَكَانَ أَبوهَا ملك أَرض الْيمن وَلم يكن لَهُ ولد غَيرهَا فَغلبَتْ على الْملك وَكَانَت هِيَ وقومها
مجوسا يعْبدُونَ الشَّمْس وَقَالَ ابْن عَبَّاس هِيَ بنت ذِي شيره وَكَانَت شعراء قيل كَانَت من نسل يعرب بن قحطان وَعَن أَي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أحد أَبَوي بلقيس كَانَ جنيا أخرجه ابْن عَسَاكِر وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن جرير {وَأُوتِيت من كل شَيْء} من الْأَشْيَاء الَّتِي تحْتَاج إِلَيْهَا الْمُلُوك من الْآلَة وَالْعدة وَكَانَ تخدمها النِّسَاء {وَلها عرش عَظِيم} أَي سَرِير كَبِير ضخم قيل كَانَ مسبوكا من الذَّهَب وَالْفِضَّة طوله ثَمَانُون ذِرَاعا وَعرضه أَرْبَعُونَ ذِرَاعا وارتفاعه فِي السَّمَاء ثَلَاثُونَ ذِرَاعا مكللا بالدر والياقوت الْأَحْمَر والزبرجد الْأَخْضَر والزمرد
قَالَ ابْن عَطِيَّة وَاللَّازِم من الْآيَة أَنَّهَا امْرَأَة ملكت على مداين الْيمن ذَات ملك عَظِيم وسرير وَكَانَت كَافِرَة من قوم كفار وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ سَرِير كريم من ذهب وقوائمه من جَوْهَر ولؤلؤ حسن الصَّنْعَة غالي الثّمن عَلَيْهِ سَبْعَة أَبْيَات على كل بَيت بَاب مغلق {وَجدتهَا وقومها يَسْجُدُونَ للشمس من دون الله} أَي يعبدونها متجاوزين عبَادَة الله سُبْحَانَهُ قيل كَانُوا مجوسا وَقيل زنادقة {وزين لَهُم الشَّيْطَان أَعْمَالهم} الَّتِي يعملونها وَهِي عبَادَة الشَّمْس وَسَائِر أَعمال الْكفْر {فصدهم عَن السَّبِيل} أَي الطَّرِيق الْوَاضِح وَهُوَ الْإِيمَان بِاللَّه وتوحيده {فهم لَا يَهْتَدُونَ} إِلَى ذَلِك إِلَى آخر الْآيَة
وَفِي الْآيَة ورد الشّرك بِاللَّه فِي الْعِبَادَة وَقد وقفت فِي هَذَا الْبَاب على كتاب سَمَّاهُ مُؤَلفه الدَّين الْخَالِص جمع فِيهِ كل مَا فِيهِ شرك أَو بِدعَة ضَالَّة وكل مَا ورد فِي ذَلِك من الْآيَات وَالسّنة