الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لِخَدِيجَة أما شَعرت أَن الله زَوجنِي مَرْيَم بنت عمرَان وكلثوم أُخْت مُوسَى وَامْرَأَة فِرْعَوْن أَي فِي الْجنَّة قَالَت هَنِيئًا لَك يَا رَسُول الله وَأخرجه ابْن عَسَاكِر عَن أبي رداد مَرْفُوعا بأطول من هَذَا وَفِي آخِره أَنَّهَا قَالَت بالرفاء والبنين {وحرمنا عَلَيْهِ المراضع من قبل} أَي من قبل أَن نرده إِلَى أمه أَو من قبل قصها لأثره {فَقَالَت} أُخْته لما رَأَتْ امْتِنَاعه من الرَّضَاع وحنوهم عَلَيْهِ {هَل أدلكم على أهل بَيت يكفلونه لكم} وَهِي امْرَأَة قتل وَلَدهَا وَأحب شَيْء إِلَيْهَا أَن تَجِد ولدا ترْضِعه {وهم لَهُ ناصحون} أَي مشفقون عَلَيْهِ لَا يقصرون فِي إرضاعه وتربيته {فرددناه إِلَى أمه كي تقر عينهَا} بِوَلَدِهَا {وَلَا تحزن} على فِرَاقه {ولتعلم أَن وعد الله حق وَلَكِن أَكْثَرهم لَا يعلمُونَ}
127 -
بَاب مَا نزل فِي سقِِي الْمَرْأَة ماشيتها
قَالَ تَعَالَى {وَلما ورد مَاء مَدين} أَي وصل مُوسَى إِلَيْهِ وَهُوَ المَاء الَّذِي
يستقون مِنْهُ وَالْمرَاد بِالْمَاءِ هُنَا بِئْر فِيهَا {وجد عَلَيْهِ أمة من النَّاس} أَي جمَاعَة كَثِيرَة {يسقون} مَوَاشِيهمْ {وَوجد من دونهم} أَي فِي مَوضِع أَسْفَل مِنْهُم أَو بعيد مِنْهُم {امْرَأتَيْنِ تذودان} أَي تحبسان أغنامهما من المَاء حَتَّى يفرغ النَّاس ويخلوا بَينهمَا وَبَين المَاء وَقيل تكفان الْغنم عَن أَن تختلط بأغنام النَّاس وَقيل تمنعان أغنامهما عَن أَن تند وَتذهب وَالْأول أولى لقَوْله {قَالَ} مُوسَى للمرأتين {مَا خطبكما} أَي مَا شأنكما لَا تسقيان غنمكما مَعَ النَّاس {قَالَتَا لَا نسقي حَتَّى يصدر الرعاء} عَن المَاء وينصرفوا مِنْهُ حذرا من مخالطتهم أَو عَجزا عَن السَّقْي مَعَهم والرعاء جمع رَاع على غير قِيَاس {وأبونا شيخ كَبِير} عالي السن لَا يقدر أَن يسْقِي مَاشِيَته من الْكبر فَلذَلِك احتجنا إِلَى الْوُرُود وَنحن امْرَأَتَانِ ضعيفتان مستورتان لَا نقدر على مزاحمة الرِّجَال وعَلى أَن نسقي الْغنم لعدم وجود رجل يقوم لنا بذلك قيل كَانَ أَبوهُمَا شُعَيْب عليه السلام وَقيل هُوَ ثيرون ابْن أخي شُعَيْب وَقيل رجل مِمَّن آمن بشعيب وَالْأول أولى وَإِنَّمَا رَضِي شُعَيْب لابنتيه بسقي الْمَاشِيَة لِأَن هَذَا الْأَمر فِي نَفسه لَيْسَ بمحظور وَالدّين لَا يأباه وَأما الْمُرُوءَة فعادات النَّاس فِي ذَلِك متباينة وأحوال الْعَرَب فِيهَا خلاف الْعَجم وَمذهب أهل البدو فِيهِ غير مَذْهَب أهل الْحَضَر خُصُوصا إِذا كَانَت الْحَالة حَالَة الضَّرُورَة فَلَمَّا سمع مُوسَى كَلَامهمَا رق لَهما ورحمهما {فسقى لَهما} أَي لأجلهما رَغْبَة فِي الْمَعْرُوف وإغاثة للملهوف قَالَ الْمحلى من بِئْر أُخْرَى بقربها بِأَن رفع حجرا عَنْهَا لَا يرفعهُ إِلَّا عشرَة أنفس انْتهى {ثمَّ تولى إِلَى الظل} فَجَلَسَ فِيهِ من شدَّة الْحر وَهُوَ جَائِع {فَقَالَ رب إِنِّي لما أنزلت إِلَيّ من خير} أَي أَي خير كَانَ {فَقير} أَي مُحْتَاج إِلَى ذَلِك قَالَ ابْن عَبَّاس لقد قَالَ هَذَا وَهُوَ أكْرم خلقه إِلَيْهِ وَلَقَد افْتقر إِلَى شقّ تَمْرَة وَلَقَد لصق بَطْنه بظهره من شدَّة الْجُوع وَعنهُ قَالَ مَا سَأَلَ إِلَّا الطَّعَام وَعنهُ قَالَ سَأَلَ فلقا من الْخبز يشد بهَا صلبه من الْجُوع