الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْهَدْي فطفنا بِالْبَيْتِ وبالصفا وبالمروة وأتينا النِّسَاء ولبسنا الثِّيَاب وَقَالَ من قلد الْهَدْي فَإِنَّهُ لَا يحل حَتَّى يبلغ الْهَدْي مَحَله ثمَّ أمرنَا عَشِيَّة التَّرويَة أَن نهل بِالْحَجِّ فَإِذا فَرغْنَا من الْمَنَاسِك جِئْنَا فطفنا بِالْبَيْتِ وبالصفا والمروة وَقد تمّ حجنا وعلينا الْهَدْي كَمَا قَالَ تَعَالَى {فَمَا اسْتَيْسَرَ من الْهَدْي} الْآيَة أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا
والْحَدِيث دلّ على أَن أفضل أَنْوَاع الْحَج التَّمَتُّع وَهَذِه الْمَسْأَلَة طَال فِيهَا النزاع واضطربت فِيهَا الْأَقْوَال وَالرَّاجِح مَا ذَكرْنَاهُ لِأَنَّهُ لم يُعَارض هَذِه الْأَدِلَّة معَارض وَقد وضح فِيهَا مَا يدل على أَن الْمُتْعَة أفضل من النَّوْع الَّذِي فعله وَهُوَ الْقُرْآن وَقَالَ لَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت مَا سقت الْهَدْي ولجعلتها عمْرَة وَأفْتى بِجَوَاز فسخهم الْحَج إِلَى عمْرَة ثمَّ أفتاهم باستحبابه ثمَّ أفتاهم بِفِعْلِهِ حتما وَلم ينسخه شَيْء بعد قَالَ ابْن الْقيم وَهُوَ الَّذِي ندين الله بِهِ أَن القَوْل بِوُجُوبِهِ أقوى وَأَصَح من القَوْل بِالْمَنْعِ مِنْهُ والبحث طَوِيل مَبْسُوط فِي المبسوطات
80 -
بَاب مَا ورد فِي الْعمرَة للنِّسَاء من الْحل
عَن جَابر فِي حَدِيث طَوِيل وحاضت عَائِشَة فنسكت الْمَنَاسِك كلهَا غير أَنَّهَا لم تطف بِالْبَيْتِ فَلَمَّا طهرت طافت وَقَالَت يَا رَسُول الله أتنطلقون بِحَجّ عمْرَة وأنطلق بِحجَّة فَأمر عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر أَن يخرج مَعهَا إِلَى التَّنْعِيم فاعتمرت بعد الْحَج أخرجه الْخَمْسَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ وَهَذَا لفظ الشَّيْخَيْنِ وَفِي أُخْرَى لمُسلم أَقبلنَا مهلين مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِحَجّ مُفْرد وأهلت عَائِشَة بِعُمْرَة حَتَّى إِذا كُنَّا بسرف عركت عَائِشَة إِلَى قَوْله ثمَّ دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
على عَائِشَة وَهِي تبْكي فَقَالَ مَا شَأْنك قَالَت حِضْت وَقد حل النَّاس وَلم أحل وَلم أطف وَالنَّاس يذهبون الْآن إِلَى الْحَج فَقَالَ إِن هَذَا شَيْء كتبه الله على بَنَات آدم فاغتسلي ثمَّ أَهلِي بِالْحَجِّ فَفعلت ووقفت المواقف كلهَا حَتَّى إِذا طهرت طافت بِالْبَيْتِ فَقَالَ قد حللت من حجك وعمرتك جَمِيعًا فَقَالَت إِنِّي أجد فِي نَفسِي أَنِّي لم أطف بِالْبَيْتِ حِين حججْت قَالَ فَاذْهَبْ بهَا يَا عبد الرَّحْمَن فأعمرها من التَّنْعِيم وَذَلِكَ لَيْلَة الحصبة وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رجلا سهلا إِذا هويت شَيْئا تابعها عَلَيْهِ
وَعَن عَائِشَة قَالَت خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي أشهر الْحَج وَحرم الْحَج وليالي الْحَج فنزلنا بسرف فَقَالَ من لم يكن مَعَه هدي وَأحب أَن يَجْعَلهَا عمْرَة فَلْيفْعَل وَمن كَانَ مَعَه الْهَدْي فَلَا قَالَت فالآخذ بهَا والتارك لَهَا من أَصْحَابه وَأما رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَرِجَال من أَصْحَابه فَكَانُوا أهل قُوَّة وَكَانَ مَعَهم الْهَدْي فَلم يقدروا على الْعمرَة قَالَت فَدخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَنا أبْكِي فَقَالَ مَا يبكيك يَا هنتاه فَقلت سَمِعت قَوْلك لأصحابك فمنعت الْعمرَة فَقَالَ وَمَا شَأْنك قلت لَا أُصَلِّي قَالَ لَا يَضرك إِنَّمَا أَنْت امْرَأَة من بَنَات آدم عليه السلام كتب الله عَلَيْك مَا كتب عَلَيْهِنَّ فكوني فِي حجك فَعَسَى الله تَعَالَى أَن يرزقيكها أخرجه السِّتَّة إِلَّا التِّرْمِذِيّ وَفِي أُخْرَى فَلم أزل حَائِضًا حَتَّى كَانَ يَوْم عَرَفَة وَلم أهلل إِلَّا بِعُمْرَة وطهرت فَأمرنِي أَن أنقض رَأْسِي وأمتشط وَأهل الْحَج وأترك الْعمرَة فَفعلت حَتَّى قضيت حجي
وَعَن أبي دَاوُد قَالَ صلى الله عليه وسلم يَا عبد الرَّحْمَن أرْدف أختك فأعمرها