الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَسُكُون الْفَاء وَبِضَمِّهَا أَيْضا هِيَ النَّاحِيَة والوصب الْمَرَض
وَفِي رِوَايَة أَن عَائِشَة دخل عَلَيْهَا نسْوَة من نسَاء أهل الشَّام فَقَالَت لعلكن من الكورة الَّتِي يدخلن نساؤها الحمامات قُلْنَ نعم قَالَت أما إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول مَا من امْرَأَة تخلع ثِيَابهَا فِي غير بَيتهَا إِلَّا هتكت مَا بَينهَا وَبَين الله من حجاب أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ الكورة اسْم يَقع على جِهَة من الأَرْض مَخْصُوصَة كالشام وَالْعراق وفلسطين وَنَحْو ذَلِك
وَعَن ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ ستفتح لكم أَرض الْعَجم وستجدون فِيهَا بُيُوتًا يُقَال لَهَا الحمامات فَلَا يدخلنها الرِّجَال إِلَّا بإزار وامنعوا مِنْهَا النِّسَاء إِلَّا مَرِيضَة أَو نفسَاء أخرجه ابْن مَاجَه وَأَبُو دَاوُد وَفِي إِسْنَاده عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم
وَعَن جَابر رضى الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يدْخل الْحمام بِغَيْر إِزَار وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يدْخل حليلته الْحمام من غير عذر وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يجلس على مائدة يدار عَلَيْهَا الْخمر أخرجه التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم
230 -
بَاب مَا ورد فِي أَحْكَام الْحَائِض
عَن أنس رضي الله عنه أَن الْيَهُود كَانُوا إِذا حَاضَت الْمَرْأَة فيهم لم يواكلوها وَلم يجامعوها فِي الْبيُوت فَسَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بعض أَصْحَابه فَأنْزل الله تَعَالَى {ويسألونك عَن الْمَحِيض قل هُوَ أَذَى فاعتزلوا النِّسَاء فِي الْمَحِيض} إِلَى آخر الْآيَة سُورَة الْبَقَرَة فَقَالَ الرَّسُول الله صلى الله عليه وسلم اصنعوا كل شَيْء إِلَّا النِّكَاح فَبلغ ذَلِك الْيَهُود فَقَالُوا مَا يُرِيد هَذَا الرجل أَن يدع من أمرنَا شَيْئا إِلَّا خَالَفنَا فِيهِ فجَاء أسيد بن حضير وَعباد بن بشر فَقَالَا يَا رَسُول الله إِن الْيَهُود تَقول كَذَا وَكَذَا أَفلا نجامعهن فَتغير وَجه
رَسُول الله حَتَّى ظننا أَنه قد وجد عَلَيْهِمَا فَخَرَجَا فاستقبلتهما هَدِيَّة من لبن إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأرْسل فِي آثارهما وسقاهما من اللَّبن فعرفا أَنه لم يجد عَلَيْهِمَا أخرجه الْخَمْسَة إِلَّا البُخَارِيّ وَهَذَا لفظ مُسلم وجد عَلَيْهِ يجد موجدة إِذا غضب
وَعَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من أَتَى حَائِضًا فِي فرجهَا أَو امْرَأَة فِي دبرهَا أَو كَاهِنًا فقد بَرِيء مِمَّا أنزل على مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أخرجه التِّرْمِذِيّ
وَعَن عَائِشَة قَالَت كَانَت إحدانا إِذا حَاضَت وَأَرَادَ رَسُول الله أَن يُبَاشِرهَا أمرهَا أَن تتزر بإزار فِي فَور حَيْضَتهَا ثمَّ يُبَاشِرهَا فِيمَا دون الْفرج وَأَيكُمْ يملك إربه كَمَا كَانَ رَسُول الله يملك إربه أخرجه السِّتَّة وَهَذَا لفظ الشَّيْخَيْنِ
وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد فِي فوح حَيْضَتهَا
وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيّ عَن جَمِيع بن عمر قَالَ دخلت على عَائِشَة مَعَ أُمِّي وخالتي فسألناها كَيفَ كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يصنع إِذا حَاضَت إحداكن قَالَ كَانَ يَأْمُرنَا إِذا حَاضَت إحدانا أَن نتزر بإزار وَاسع ثمَّ يلْتَزم صدرها وثدييها
وَعند مَالك أَن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أرسل إِلَى عَائِشَة يسْأَلهَا هَل يُبَاشر الرجل امْرَأَته وَهِي حَائِض فَقَالَت لِتشد إزَارهَا على أَسْفَلهَا ثمَّ يُبَاشِرهَا إِن شَاءَ
وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُبَاشر الْمَرْأَة من نِسَائِهِ وَهِي حَائِض إِذا كَانَ عَلَيْهَا إِزَار إِلَى أَنْصَاف الفخذين والركبتين محتجزة فَور حَيْضَتهَا وفوح حَيْضَتهَا بالراء والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ أَي أَوله ومعضمه والأحتجاز شدّ الْإِزَار على الْعَوْرَة وَمِنْه حجزة السَّرَاوِيل
والحاجز الْحَائِل بَين الشَّيْئَيْنِ
وَعَن زيد بن أسلم أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَا يحل لي من امْرَأَتي وَهِي حَائِض فَقَالَ رَسُول الله لِتشد عَلَيْهَا إزَارهَا ثمَّ شَأْنك بِأَعْلَاهَا أخرجه مَالك
وَعَن معَاذ قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا يحل لي من امْرَأَتي وَهِي حَائِض قَالَ مَا فَوق الْإِزَار وَالتَّعَفُّف عَن ذَلِك أفضل أخرجه رزين
وَعَن عِكْرِمَة عَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ من الْحَائِض شَيْئا ألْقى على فرجهَا ثوبا أخرجه أَبُو دَاوُد
دلّ الْكتاب وَالسّنة على أَن إتْيَان الْحَائِض فِي الْفرج حرَام ونجوز الْمُبَاشرَة فِيمَا دونه
وَعَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله قَالَ اذا وَاقع رجل أَهله وَهِي حَائِض فليتصدق بِنصْف دِينَار أخرجه أَصْحَاب السّنَن وَفِي رِوَايَة قَالَ إِذا أَصَابَهَا أول الدَّم وَالدَّم أَحْمَر فدينار وَإِن أَصَابَهَا فِي انْقِطَاع الدَّم وَالدَّم أصفر فَنصف دِينَار قَالَ التِّرْمِذِيّ قد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا
وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الَّذِي يَأْتِي أَهله وَهِي حَائِض قَالَ يتَصَدَّق بِدِينَار أَو بِنصْف دِينَار قَالَ أَبُو دَاوُد هَكَذَا الرِّوَايَة الصَّحِيحَة وَفِي رِوَايَة قَالَ إِذا أَصَابَهَا فِي الدَّم فدينار وَإِذا أَصَابَهَا فِي انْقِطَاع الدَّم فَنصف دِينَار
وَعَن عَائِشَة قَالَت كنت أغسل رَأس النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَنا حَائِض أخرجه السِّتَّة
وعنها قَالَت كَانَ النَّبِي يتكيء فِي حجري وَأَنا حَائِض فَيقْرَأ الْقُرْآن أخرجه الْخَمْسَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ
وعنها قَالَت قَالَ لي رَسُول الله ناوليني الْخمْرَة من الْمَسْجِد فَقلت إِنِّي حَائِض فَقَالَ إِن حيضتك لَيست فِي يدك أخرجه الْخَمْسَة إِلَّا البُخَارِيّ والخمرة حَصِير صَغِير من لِيف أَو غَيره بِقدر الْكَفّ وَهُوَ الَّذِي تتخذه الشِّيعَة الْآن للسُّجُود والحيضة بِكَسْر الْحَاء الْحَالة الَّتِي تلزمها الْحَائِض وَبِفَتْحِهَا الدفعة الْوَاحِدَة من دفعات الْحيض
وَعَن مَيْمُونَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يضع رَأسه فِي حجر إحدانا فيتلو الْقُرْآن وَهِي حَائِض وَتقوم إحدانا بخمرته إِلَى الْمَسْجِد فتبسطها وَهِي حَائِض أخرجه النَّسَائِيّ
وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما أَن جواريه كن يغسلن رجلَيْهِ ويعطينه الْخمْرَة وَهن حيض أخرجه مَالك
وَعَن أم سَلمَة قَالَت بَيْنَمَا أَنا مُضْطَجِعَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الخميلة إِذْ حِضْت فانسللت فَأخذت ثِيَاب حيضتي فلبستها فَقَالَ لي رَسُول الله أنفست قلت نعم فدعاني فاضطجعت مَعَه فِي الخميلة أخرجه الشَّيْخَانِ وَالنَّسَائِيّ
الخميلة كسَاء لَهُ خمل أَو إِزَار
وَعَن عمَارَة بن غراب أَن عمَّة لَهُ حدثته أَنَّهَا سَأَلت عَائِشَة فَقَالَت إحدانا تحيض وَلَيْسَ لَهَا ولزوجها إِلَّا فرَاش وَاحِد فَقَالَت عَائِشَة أخْبرك مَا صنع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دخل لَيْلًا وَأَنا حَائِض فَمضى إِلَى مَسْجده قَالَ أَبُو دَاوُد تَعْنِي مَسْجِد بَيته فَلم ينْصَرف حَتَّى غلبتني عَيْنَايَ وأوجعه الْبرد فَقَالَ ادني مني فَقلت إِنِّي حَائِض فَقَالَ اكشفي عَن فخذيك فَكشفت فَخذي فَوضع خَدّه وصدره على فَخذي وحنيت عَلَيْهِ حَتَّى دفيء فَنَامَ أخرجه أَبُو دَاوُد حَنى عَلَيْهِ يحنى إِذا انثنى عَلَيْهِ مائلا وحنا يحنو إِذا عطف عَلَيْهِ وأشفق
وَعَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت كنت أشْرب من الْإِنَاء وَأَنا حَائِض ثمَّ أناوله النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَيَضَع فَاه على مَوضِع فِي أخرجه مُسلم بِهَذَا اللَّفْظ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَلَفْظهمَا كنت أتعرق الْعرق وَأَنا حَائِض فَأعْطِيه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَيَضَع فَمه فِي الْموضع الَّذِي وضعت فمي فِيهِ وَفِي أُخْرَى للنسائي أَن شُرَيْح بن هَانِيء سَأَلَ عَائِشَة هَل تَأْكُل الْمَرْأَة مَعَ زَوجهَا وَهِي طامث قَالَت نعم كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني فَآكل مَعَه وَأَنا عارك فَكَانَ يَأْخُذ الْعرق فَيقسم عَليّ فِيهِ فَآخذهُ فأتعرقه وَيَضَع فَمه حَيْثُ وضعت فمي من الْعرق وَيَدْعُو بِالشرابِ فَيقسم عَليّ فِيهِ قبل أَن يشرب مِنْهُ فَآخذهُ فأشرب مِنْهُ ثمَّ أَضَعهُ فَيَأْخذهُ فيشرب مِنْهُ فَيَضَع فَمه حَيْثُ وضعت فمي من الْقدح الطامث الْمَرْأَة الْحَائِض وَهِي العارك أَيْضا والعرق الْعظم عَلَيْهِ بَقِيَّة لحم وتعرقه أكل اللَّحْم الْبَاقِي عَلَيْهِ
وَعَن عبد الله بن سعد الْأنْصَارِيّ قَالَ سَأَلت النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن مواكلة الْحَائِض فَقَالَ واكلها أخرجه التِّرْمِذِيّ
وَعَن عَائِشَة أَن امْرَأَة قَالَت لَهَا أتجزيء إحدانا صلَاتهَا إِذا طهرت فَقَالَت أحرورية أَنْت كُنَّا نحيض مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فنؤمر بِقَضَاء الصَّوْم وَلَا نؤمر بِقَضَاء الصَّلَاة أخرجه الْخَمْسَة الحرورية جمَاعَة من الْخَوَارِج نزلُوا قَرْيَة تسمى حروراء وَقَوْلها أحرورية أَنْت تُرِيدُ أَنَّهَا خَالَفت السّنة وَخرجت عَن الْجَمَاعَة كخروج أُولَئِكَ عَن جمَاعَة الْمُسلمين
وَعَن أم بسة الْأَزْدِيَّة وَاسْمهَا مسَّة قَالَت حججْت فَدخلت على أم الْمُؤمنِينَ فَقلت يَا أم الْمُؤمنِينَ إِن سَمُرَة بن جُنْدُب يَأْمر النِّسَاء أَن يقضين صَلَاة الْمَحِيض فَقَالَت لَا يقضين كَانَت الْمَرْأَة من نسَاء رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تقعد من النّفاس أَرْبَعِينَ لَيْلَة لَا تصلي وَلَا يأمرها النَّبِي بِقَضَاء صَلَاة النّفاس أخرجه أَو دَاوُد
وَعَن عَائِشَة رضى الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت فِي الْمَرْأَة الْحَامِل ترى الدَّم