الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه عَن أُمَيْمَة بنت رقيقَة قَالَت أتيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي نسَاء لنبايعة فَأخذ علينا مَا فِي الْقُرْآن أَن لَا نشْرك بِاللَّه شَيْئا حَتَّى بلغ وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف فَقَالَ فِيمَا استطتعن وأطقتن فَقُلْنَا الله وَرَسُوله أرْحم بِنَا من أَنْفُسنَا يَا رَسُول الله أَلا تصافحنا قَالَ إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء إِنَّمَا قولي لمِائَة امْرَأَة كَقَوْلي لامْرَأَة وَاحِدَة وَفِي الْبَاب أَحَادِيث {فبايعهن} أَي الْتزم لَهُنَّ مَا وعدناهن بِهِ على ذَلِك من إِعْطَاء الثَّوَاب فِي نَظِير مَا ألزمن أَنْفسهنَّ من الطَّاعَات فَهِيَ مبايعة لغوية قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَجُمْلَة من أحصي من المبايعات إِذْ ذَاك أَرْبَعمِائَة وَسبع وَخَمْسُونَ امْرَأَة وَلم يُصَافح فِي الْبيعَة امْرَأَة وَإِنَّمَا بايعهن بالْكلَام بِهَذِهِ الْآيَة وَهَذِه الْبيعَة الثَّابِتَة بِالسنةِ فِي دين الْإِسْلَام فَمن أنكرها فقد أنكر الْقُرْآن وَالْأَمر للْوُجُوب عِنْد الطّلب مِنْهُنَّ وَهَكَذَا ثَبت ذَلِك فِي الرِّجَال وَهِي على أَنْوَاع بيعَة الْجِهَاد وبيعة ترك السُّؤَال وبيعة قبُول الْإِسْلَام وبيعة عدم الْفِرَار من الزَّحْف وَحج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ مائَة ألف وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ نفسا كلهم من الْمُبَايِعين وبيعة الصُّوفِيَّة الْيَوْم إِذا وَافَقت إِحْدَى صور الْبيعَة المأثورة فَهِيَ السّنة وَإِذا خَالَفت فَأَيْنَ هَذَا من ذَاك
175 -
بَاب مَا نزل فِي عَدَاوَة الزَّوْجَات وَالْأَوْلَاد للأزواج
قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة التغابن {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِن من أزواجكم}
يدْخل فِيهِ الذّكر وَالْأُنْثَى {وَأَوْلَادكُمْ عدوا لكم} يَعْنِي أَنهم يعادونكم ويشغلونكم عَن الْخَيْر وَعَن طَاعَة الله أَو يخاصمونكم فِي أَمر الدَّين وَالدُّنْيَا {فاحذروهم} أَن تطيعوهم فِي التَّخَلُّف عَن الْخَيْر قَالَ مُجَاهِد مَا عادوهم فِي الدُّنْيَا وَلَكِن حملتهم مَوَدَّتهمْ على أَن اتَّخذُوا لَهُم الْحَرَام فأعطوهم إِيَّاه {وَإِن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فَإِن الله غَفُور رَحِيم} عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ هَؤُلَاءِ رجال أَسْلمُوا من أهل مَكَّة وَأَرَادُوا أَن يَأْتُوا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأبى أَزوَاجهم وَأَوْلَادهمْ أَن يَأْتُوا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَأَوْا النَّاس قد فقهوا فِي الدَّين فَهموا بِأَن يعاقبوهم فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح {أَنما أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة} أَي بلَاء واختبار وشغل عَن الْآخِرَة ومحنة يحملونكم على كسب الْحَرَام وتناوله وَمنع حق الله والوقوع فِي العظائم وغصب مَال الْغَيْر وَأكل الْبَاطِل وَنَحْو ذَلِك فَلَا تطيعوهم فِي مَعْصِيّة الله
وَعَن بُرَيْدَة قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يخْطب فَأقبل الْحسن وَالْحُسَيْن وَعَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ يمشيان ويعثران فَنزل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من الْمِنْبَر فحملهما وَاحِدًا من ذَا الشق وواحدا من ذَا الشق ثمَّ صعد الْمِنْبَر فَقَالَ صدق الله الْعَظِيم {أَنما أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة} إِنِّي لما نظرت إِلَى هذَيْن الغلامين يمشيان ويعثران لم أَصْبِر أَن قطعت كَلَامي وَنزلت إِلَيْهِمَا أخرجه أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي شيبَة