الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت يَا رَسُول الله مَا أرى رَبك إِلَّا يُسَارع فِي هَوَاك أخرجه الْخَمْسَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ
وَعَن أنس قَالَ جَاءَت امْرَأَة إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَت يَا رَسُول الله هَل لَك بِي حَاجَة فَقَالَت ابْنة أنس مَا كَانَ أقل حياءها فَقَالَ هِيَ خير مِنْك رغبت فِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم فعرضت نَفسهَا عَلَيْهِ أخرجه البُخَارِيّ وَابْن مردوية وَفِي الْبَاب رِوَايَات
وَكَانَ من خَصَائِصه صلى الله عليه وسلم أَن النِّكَاح ينْعَقد فِي حَقه بِالْهبةِ من غير ولي وَلَا شُهُود وَلَا مهر وَالزِّيَادَة على أَربع وَوُجُوب تَخْيِير النِّسَاء وَعَلِيهِ جمَاعَة وَاخْتلفُوا فِي انْعِقَاده فِي حق الْأمة فَذهب أَكْثَرهم إِلَى أَنه لَا ينْعَقد إِلَّا بِلَفْظ النِّكَاح وَالتَّزْوِيج وَقَالَ أهل الْكُوفَة ينْعَقد بِلَفْظ التَّمْلِيك وَالْهِبَة {خَالِصَة لَك من دون الْمُؤمنِينَ} وَالْحق أَن ذَلِك خَاص بِهِ صلى الله عليه وسلم وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى {قد علمنَا مَا فَرضنَا عَلَيْهِم فِي أَزوَاجهم} قَالَ ابْن عمر فِي الْآيَة فرض الله عَلَيْهِم أَنه لَا نِكَاح إِلَّا بولِي وشاهدين وَمثله عَن ابْن عَبَّاس وَزَاد وَمهر {وَمَا ملكت أَيْمَانهم} مِمَّن يجوز سبيه وحربه وَأَن تستبريء قبل الْوَطْء
143 -
بَاب مَا نزل فِي التَّصَرُّف فِي النِّسَاء بالأرجاء والايواء
قَالَ تَعَالَى {ترجي من تشَاء مِنْهُنَّ} أَي تُؤخر {وَتُؤْوِي إِلَيْك من تشَاء} أَي تضم إِلَيْك وَالْمعْنَى أَن الله تَعَالَى وسع عَلَيْهِ فِي جعل الْخِيَار إِلَيْهِ فِي
نِسَائِهِ فيؤخر من شَاءَ مِنْهُنَّ وَيُؤَخر نوبتها وَيَتْرُكهَا وَلَا يَأْتِيهَا من غير طَلَاق وَيضم إِلَيْهِ من شَاءَ مِنْهُنَّ ويضاجعها ويبيت عِنْدهَا
وَقد كَانَ الْقسم وَاجِبا عَلَيْهِ حَتَّى نزلت هَذِه الْآيَة فارتفع الْوُجُوب صَار الْخِيَار إِلَيْهِ وَكَانَ مِمَّن آوى إِلَيْهِ عَائِشَة وَحَفْصَة وَأم سَلمَة وَزَيْنَب وَمِمَّنْ أَرْجَى سَوْدَة وَجُوَيْرِية وَأم حَبِيبَة ومَيْمُونَة وَصفِيَّة فَكَانَ يُسَوِّي بَين من آوى فِي الْقسم وَكَانَ يقسم لمن أرجاه مَا شَاءَ وَهَذَا قَول الْجُمْهُور وَعَلِيهِ دلّت الْأَدِلَّة الثَّابِتَة
فِي الصَّحِيح وَغَيره وَأخرج البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا عَن عَائِشَة قَالَت كنت أغار من اللَّاتِي وهبْنَ أَنْفسهنَّ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَقُول أما تستحيي الْمَرْأَة أَن تهب نَفسهَا فَلَمَّا أنزل الله {ترجي من تشَاء} الْآيَة قلت مَا أرى رَبك إِلَّا يُسَارع فِي هَوَاك وَفِي الْبَاب رِوَايَات {وَمن ابْتَغَيْت مِمَّن عزلت} الابتغاء الطّلب والعزل الْإِزَالَة أَي إِن أردْت أَن تؤوي إِلَيْك امْرَأَة مِمَّن قد عزلتهن من الْقِسْمَة {فَلَا جنَاح عَلَيْك} فِي ذَلِك {ذَلِك أدنى أَن تقر أعينهن} أَي ذَلِك التَّخْيِير والتفويض أقرب إِلَى رضاهن {وَلَا يحزن} بإيثارك بَعضهنَّ دون بعض {ويرضين بِمَا آتيتهن كُلهنَّ} أَي من تقريب وإرجاء وعزل وإيواء وَكَانَ يقسم بَينهم حَتَّى توفّي صلى الله عليه وسلم وَلم يسْتَعْمل شَيْئا مِمَّا أُبِيح لَهُ ضبطا لنَفسِهِ وأخذا بالأفضل غير سَوْدَة فَإِنَّهَا وهبت لَيْلَتهَا لعَائِشَة {وَالله يعلم مَا فِي قُلُوبكُمْ} من كل مَا تضمرونه من أُمُور النِّسَاء والميل إِلَى بَعضهنَّ