الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{إِن الله كَانَ لطيفا خَبِيرا} بِجَمِيعِ خلقه فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته
138 -
بَاب مَا نزل فِي أجر الصَّالِحَات
قَالَ تَعَالَى {إِن الْمُسلمين وَالْمُسلمَات وَالْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات} وَالْفرق بَين الْإِسْلَام وَالْإِيمَان هُوَ مَا ورد فِي حَدِيث جِبْرِيل عليه السلام الْمَشْهُور وَهُوَ نَص فِي مَحل النزاع {والقانتين والقانتات} الْقُنُوت الطَّاعَة وَالْعِبَادَة {والصادقين والصادقات} هما من يتَكَلَّم بِالصّدقِ ويتجنب الْكَذِب ويفي بِمَا عوهد عَلَيْهِ {وَالصَّابِرِينَ والصابرات} هما من يصبر عَن الشَّهَوَات وعَلى مشاق التَّكْلِيف {والخاشعين والخاشعات} أَي المتواضعين لله الْخَائِفِينَ مِنْهُ والخاضعين فِي عِبَادَتهم لله {والمتصدقين والمتصدقات} هما من تصدق من مَاله بِمَا أوجبه الله عَلَيْهِ وَقيل ذَلِك أَعم من صَدَقَة الْفَرْض وَالنَّفْل {والصائمين والصائمات} قيل ذَلِك مُخْتَصّ بِالْفَرْضِ وَقيل هُوَ أَعم {والحافظين فروجهم والحافظات} فروجهن عَن الْحَرَام بالتعفف والتنزه والاقتصار على الْحَلَال {والذاكرين الله كثيرا وَالذَّاكِرَات}
هما من يذكر الله فِي جَمِيع أَحْوَاله وَفِي ذكر الْكَثْرَة دَلِيل على مَشْرُوعِيَّة الاستكثار من ذكر الله بِالْقَلْبِ وَاللِّسَان
وَفِي جمع الْأَذْكَار المأثورة كتب جمَاعَة من أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ من أَتَى بِمَا فِيهَا من الْأَذْكَار والدعوات فَهُوَ دَاخل تَحت هَذِه الْآيَة بِلَا شكّ وَلَا رِيبَة وَمن أحْسنهَا كتاب الْحصن الْحصين وعدته وجنته وَسلَاح الْمُؤمن وفرنده وَعمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة لِابْنِ السّني ونزل الْأَبْرَار وَهُوَ أحسن من كل مَا جمع فِي هَذَا الْبَاب وَقد وقفت على ذَلِك كُله وَللَّه الْحَمد {أعد الله لَهُم مغْفرَة} لذنوبهم الَّتِي أذنبوا بهَا {وَأَجرا عَظِيما} على طاعاتهم الَّتِي فَعَلُوهَا من الْإِسْلَام وَالْإِيمَان والقنوت والصدق وَالصَّبْر والخشوع وَالتَّصَدُّق وَالصَّوْم والعفاف وَالذكر وَوصف الْأجر بالعظم للدلالة على أَنه بَالغ الْغَايَة وَلَا شَيْء أعظم من أجر هُوَ الْجنَّة وَنَعِيمهَا الدَّائِم الَّذِي لَا يَنْقَطِع وَلَا ينفذ اللَّهُمَّ أَغفر ذنوبنا وَعظم أجورنا
وَقد أخرج أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن أم سَلمَة قَالَت قلت يَا رَسُول الله فَمَا لنا لَا نذْكر فِي الْقُرْآن كَمَا تذكر الرِّجَال فَلم يرعني مِنْهُ ذَات يَوْم إِلَّا نداؤه على الْمِنْبَر وَهُوَ يَقُول إِن الله يَقُول {إِن الْمُسلمين وَالْمُسلمَات} الْآيَة وَأخرج عبد بن حميد وَالتِّرْمِذِيّ وحسنة وَالطَّبَرَانِيّ عَن أم عمَارَة الْأَنْصَارِيَّة أَنَّهَا أَتَت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَت مَا أرى كل شَيْء إِلَّا للرِّجَال وَمَا أرى النِّسَاء يذكرن بِشَيْء فَنزلت هَذِه الْآيَة وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَت النِّسَاء يَا رَسُول الله مَا باله يذكر الْمُؤمنِينَ وَلَا يذكر الْمُؤْمِنَات فَنزلت هَذِه الْآيَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَابْن جرير وَابْن مرْدَوَيْه باسناد قَالَ السُّيُوطِيّ حسن وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق وَهُوَ الْمُسْتَعَان