الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَنَّهَا تدع الصَّلَاة أخرجه مَالك بلاغا
وَعَن ابْن عمر أَنه قَالَ لَا تقْرَأ الْحَائِض وَلَا الْجنب شَيْئا من الْقُرْآن أخرجه التِّرْمِذِيّ
قلت لم يَأْتِ فِي تَقْدِير أقل الْحيض وَأَكْثَره مَا تقوم بِهِ الْحجَّة وَكَذَلِكَ الطُّهْر فذات الْعَادة المتقررة تعْمل بهَا وَغَيرهَا ترجع إِلَى الْقَرَائِن فدم الْحيض يتَمَيَّز عَن غَيره فَتكون حَائِضًا إِذا رَأَتْ دم الْحيض ومستحاضة إِذا رَأَتْ غَيره وَهِي كالطاهرة وتغسل أثر الدَّم وتتوضأ لكل صَلَاة وَالْحَائِض لَا تصلي وَلَا تَصُوم وَلَا تُوطأ حَتَّى تَغْتَسِل وتقضي الصّيام هَذَا خُلَاصَة الْأَدِلَّة الْوَارِدَة فِي هَذَا الْبَاب وَالله أعلم
231 -
بَاب مَا ورد فِي الْمُسْتَحَاضَة وَالنُّفَسَاء
عَن عَائِشَة أَن أم حَبِيبَة بنت جحش استحيضت سبع سِنِين فَسَأَلت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأمرهَا أَن تَغْتَسِل وَقَالَ هَذَا عرق فَكَانَت تَغْتَسِل لكل صَلَاة
أخرجه الْخَمْسَة وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ
وَلمُسلم أَن أم حَبِيبَة كَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَشَكتْ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الدَّم فَقَالَ لَهَا امكثي قدر مَا كَانَت تحبسك حيضتك ثمَّ اغْتَسِلِي فَكَانَت تَغْتَسِل عِنْد كل صَلَاة وَله فِي أُخْرَى قَالَت عَائِشَة إِنَّهَا كَانَت تَغْتَسِل فِي مركن فِي حجرَة أُخْتهَا زَيْنَب بنت جحش حَتَّى تعلو حمرَة الدَّم المَاء
وَعند النَّسَائِيّ أَن أم حَبِيبَة استحيضت فَذكر شَأْنهَا لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَيست بالحيضة وَلكنهَا ركضة من الرَّحِم لتنظر قدر أقرائها الَّتِي كَانَت تحيض بهَا فَتتْرك الصَّلَاة ثمَّ تنْتَظر بعد ذَلِك فتغتسل عِنْد كل صَلَاة
وَله فِي أُخْرَى أمرهَا أَن تتْرك الصَّلَاة قدر أقرائها وحيضتها وتغتسل وَتصلي فَكَانَت تَغْتَسِل عِنْد كل صَلَاة
وَعَن حمْنَة بنت جحش قَالَت كنت أسْتَحَاض حَيْضَة كَثِيرَة شَدِيدَة فَأتيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أستفتيه وَأخْبرهُ فَوَجَدته فِي بَيت أُخْتِي زَيْنَب بنت جحش فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي أسْتَحَاض حَيْضَة كَثِيرَة شَدِيدَة فَمَا ترى فِيهَا قد منعتني الصَّلَاة وَالصَّوْم قَالَ أَنعَت لَك الكرسف فَإِنَّهُ يذهب الدَّم قَالَت هُوَ أَكثر من ذَلِك قَالَ فاتخذي ثوبا قَالَت هُوَ أَكثر من ذَلِك إِنَّمَا أثج ثَجًّا قَالَ رَسُول الله سآمرك بأمرين أَيهمَا فعلت أَجْزَأَ عَنْك من الآخر وَإِن قويت عَلَيْهِمَا فَأَنت أعلم وَقَالَ لَهَا إِنَّمَا هَذِه ركضة من ركضات الشَّيْطَان فتحيضي سِتَّة أَيَّام أَو سَبْعَة أَيَّام فِي علم الله ثمَّ اغْتَسِلِي حَتَّى إِذا رَأَيْت أَنَّك قد طهرت واستنقيت فَصلي ثَلَاثًا وَعشْرين لَيْلَة أَو أَرْبعا وَعشْرين لَيْلَة وأيامها وصومي فَإِن ذَلِك يجزئك وَكَذَلِكَ فافعلي فِي كل شهر كَمَا تحيض النِّسَاء وكما يطهرن لميقات حيضهن وطهرهن وَإِن قويت على أَن تؤخري الظّهْر وتعجلي الْعَصْر فتغتسلين وتجمعين بَين الصَّلَاتَيْنِ الظّهْر وَالْعصر وتؤخرين الْمغرب وتعجلين الْعشَاء ثمَّ تغتسلين وتجمعين بَين الصَّلَاتَيْنِ فافعلي وتغتسلين مَعَ الْفجْر فافعلي وصومي إِن قدرت على ذَلِك قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهَذَا أعجب الْأَمريْنِ إِلَيّ وَبَعض الروَاة قَالَ قَالَت حمْنَة هَذَا أعجب الْأَمريْنِ إِلَيّ وَلم يَجعله من قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم أخرجه أَبُو دَاوُد وَاللَّفْظ لَهُ وَالتِّرْمِذِيّ بِنَحْوِهِ وَعنهُ بدل قَوْله فاتخذي ثوبا فتلجمي والثج السَّيْل أَرَادَت أَنه يجْرِي كثيرا والركضة الضَّرْبَة والدفعة والتلجم كالاستثفار وَهُوَ أَن تشد الْمَرْأَة فرجهَا بِخرقَة عريضة توثق الدَّم
وَعَن أَسمَاء بنت عُمَيْس قَالَت قلت يَا رَسُول الله إِن فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش استحيضت مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَلم تصل فَقَالَ سُبْحَانَ الله
هَذَا من الشَّيْطَان لتجلس فِي مركن فَإِذا رَأَتْ صفرَة فَوق المَاء فلتغتسل لِلظهْرِ وَالْعصر غسلا وَاحِدًا وتغتسل للمغرب وَالْعشَاء غسلا وَاحِدًا وتغتسل للفجر غسلا وَاحِدًا وتتوضأ فِيمَا بَين ذَلِك قَالَ ابْن عَبَّاس لما اشْتَدَّ عَلَيْهَا الْغسْل أمرهَا أَن تجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ أخرجه أَو دَاوُد
وَعَن أم سَلمَة قَالَت إِن امْرَأَة كَانَت تهراق الدِّمَاء على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيته لَهَا فَقَالَ لتنظر عدد الْأَيَّام والليالي الَّتِي كَانَت تحيض فِيهَا من الشَّهْر قبل أَن يُصِيبهَا الَّذِي أَصَابَهَا ولتترك الصَّلَاة قدر ذَلِك من الشَّهْر فَإِذا خلفت ذَلِك فلتغتسل ثمَّ لتستثفر بِثَوْب ثمَّ لتصل أخرجه الْأَرْبَعَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ
وَعَن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن أَن الْقَعْقَاع وَزيد بن أسلم أَرْسلَاهُ إِلَى سعيد بن الْمسيب رحمه الله ليسأله كَيفَ تَغْتَسِل الْمُسْتَحَاضَة قَالَ تَغْتَسِل من ظهر إِلَى ظهر وتتوضأ لكل صَلَاة فَإِن غلبها الدَّم استثفرت بِثَوْب أخرجه أَو دَاوُد قَالَ أَبُو دَاوُد وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَن ابْن عمر وَأنس وَهُوَ قَول سَالم بن عبد الله وَالْحسن وَعَطَاء رَحِمهم الله تَعَالَى
وَقَالَ مَالك أَظن حَدِيث ابْن الْمسيب من ظهر إِلَى ظهر إِنَّمَا هُوَ من طهر إِلَى طهر وَلَكِن دخل عَلَيْهِم الْوَهم فِيهِ وَرَوَاهُ الْمسور بن عبد الْملك فَقَالَ من طهر إِلَى طهر فحرفها النَّاس من ظهر إِلَى ظهر
قلت ذكر القَاضِي عِيَاض أَن رِوَايَة الْمُعْجَمَة صَحِيحَة وَالله أعلم وَعَن عَليّ قَالَ الْمُسْتَحَاضَة إِذا انْقَضى حَيْضهَا اغْتَسَلت كل يَوْم واتخذت صوفة فِيهَا سمن أَو زَيْت أخرجه أَبُو دَاوُد
وَعَن عبد الله بن سُفْيَان قَالَ سَأَلت امْرَأَة ابْن عمر فَقَالَت إِنِّي أَقبلت أُرِيد أَن أَطُوف بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذا كنت عِنْد بَاب الْمَسْجِد هرقت الدِّمَاء فَرَجَعت حَتَّى ذهب ذَلِك عني ثمَّ اغْتَسَلت حَتَّى كنت عِنْد بَاب الْمَسْجِد هرقت الدِّمَاء ثمَّ جِئْت فَكَذَلِك فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِك ركضة من الشَّيْطَان