الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 -
بَاب مَا نزل فِي نذر امْرَأَة عمرَان وَفِي مَرْيَم عليهما السلام
قَالَ تَعَالَى {إِذْ قَالَت امْرَأَة عمرَان} اسْمهَا حنة بنت فاقوذ أم مَرْيَم فَهِيَ جدة عِيسَى وَعمْرَان هُوَ ابْن باشم جد عِيسَى عليه السلام وَلَيْسَ نَبيا {رب إِنِّي نذرت لَك مَا فِي بَطْني محررا} هَذَا النّذر كَانَ جَائِزا فِي شريعتهم وَالْمرَاد بِالْحُرِّيَّةِ هُنَا ضد الْعُبُودِيَّة وَقيل الْمُحَرر الْخَالِص لله لَا يشوبه شَيْء من أَمر الدُّنْيَا وَهلك عمرَان وَهِي حَامِل {فَتقبل مني} قَالَ ابْن عَبَّاس نذرت أَن تَجْعَلهُ فِي الْكَنِيسَة يتعبد بهَا وَقَالَ مُجَاهِد خَادِمًا لِلْبيعَةِ {إِنَّك أَنْت السَّمِيع الْعَلِيم} فَلَمَّا وَضَعتهَا قَالَت {رب إِنِّي وَضَعتهَا أُنْثَى وَالله أعلم بِمَا وضعت وَلَيْسَ الذّكر كالأنثى} أَي أَمر هَذِه الْأُنْثَى عَظِيم وشأنها فخم فَهِيَ خير مِنْهُ وَإِن لم تصلح للسدانة فَإِن فِيهَا مزايا أخر لَا تُوجد فِي الذّكر وعَلى هَذَا فَالْكَلَام على ظَاهره وَلَا قلب وَقيل لَيْسَ الذّكر الَّذِي أردْت أَن يكون خَادِمًا وَيصْلح للنذر كالأنثى الَّتِي لَا تصلح لذَلِك بل هُوَ خير مِنْهَا وَكَأَنَّهَا اعتذرت إِلَى رَبهَا وعَلى هَذَا فَفِي الْكَلَام قلب وَكَانَت مَرْيَم من اجمل النِّسَاء وأفضلهن فِي وَقتهَا