الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلَا يضْرب بِالسَّوْطِ والعصا وَبِالْجُمْلَةِ فالتخفيف بأبلغ شَيْء أولى فِي هَذَا الْبَاب
وَعَن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَا يسْأَل الرجل فيمَ ضرب امْرَأَته أخرجه أَبُو دَاوُد
48 -
بَاب مَا نزل فِي بعث الحكم للإصلاح بَينهُنَّ
قَالَ تَعَالَى {وَإِن خِفْتُمْ شقَاق بَينهمَا} الْخطاب لِلْأُمَرَاءِ والحكام وَالضَّمِير للزوجين {فَابْعَثُوا} إِلَى الزَّوْجَيْنِ برضاهما خطاب للْإِمَام أَو لنائبه أَو لكل أحد من صالحي الْأمة أَو للزوجين {حكما} رجلا عدلا {من أَهله} أَقَاربه {وَحكما من أَهلهَا} فَإِذا لم يُوجد الحكمان مِنْهُم كَانَا من غَيرهم وَهَذَا إِذا أشكل أَمرهمَا وَلم يتَبَيَّن من هُوَ الْمُسِيء مِنْهُمَا فَأَما إِذا عرف الْمُسِيء فَإِنَّهُ يُؤْخَذ لصَاحبه الْحق مِنْهُ والبعث وَاجِب وَكَون الْحكمَيْنِ من أهلهما مَنْدُوب {إِن يريدا إصلاحا} أَي الحكمان وَقيل الزَّوْجَانِ وَالْأول أولى أَي على الْحكمَيْنِ أَن يسعيا فِي إصْلَاح ذَات الْبَين جهدهما فَإِن قدرا على ذَلِك عملا عَلَيْهِ وَإِن أعياهما إصْلَاح حَالهمَا ورأيا التَّفَرُّق بَينهمَا جَازَ لَهما ذَلِك من دون أَمر من الْحَاكِم فِي الْبَلَد وَلَا تَوْكِيل بالفرقة من الزَّوْجَيْنِ
وَعَن مَالك بلغه أَن عليا رضي الله عنه قَالَ إِن إِلَيْهِمَا الْفرْقَة والاجتماع وَبِه قَالَ الشَّافِعِي وَحَكَاهُ ابْن كثير عَن الْجُمْهُور قَالُوا لِأَن الله تعال قَالَ {فَابْعَثُوا حكما من أَهله وَحكما من أَهلهَا} وَهَذَا نَص من الله سُبْحَانَهُ أَنَّهُمَا قاضيان لَا وكيلان وَلَا شَاهِدَانِ
وَقَالَ أهل الْكُوفَة إِن التَّفْرِيق هُوَ إِلَى الإِمَام أَو الْحَاكِم فِي الْبَلَد لَا إِلَيْهِمَا مَا لم يوكلهما الزَّوْجَانِ أَو يأمرهما الإِمَام وَالْحَاكِم لِأَنَّهُمَا رسولان شَاهِدَانِ فَلَيْسَ إِلَيْهِمَا التَّفْرِيق ويرشد إِلَى هَذَا قَوْله {إِن يريدا} أَي الحكمان {إصلاحا يوفق الله بَينهمَا} لاقتصاره على ذكر الْإِصْلَاح دون التَّفْرِيق وَالْمعْنَى يُوقع الله الألفة والموافقة بَين الزَّوْجَيْنِ حَتَّى يعودا إِلَى الألفة وَحسن المعاشرة وَمعنى الْإِرَادَة خلوص نِيَّتهَا لصلاح الْحَالين بَين الزَّوْجَيْنِ
وَقيل الضَّمِير فِي قَوْله بَينهمَا لِلْحكمَيْنِ أَي يوفق الله بَينهمَا فِي اتِّحَاد كلمتهما وَحُصُول مقصودهما وَقيل كلا الضميرين للزوجين أَي إِن يريدا إصْلَاح مَا بَينهمَا من الشقاق أوقع الله بِهِ بَينهمَا الألفة والوفاق
وَإِذا اخْتلف الحكمان لم ينفذ حكمهمَا وَلَا يلْزم قبُول قَوْلهمَا بِلَا خلاف وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ بعثت أَنا وَمُعَاوِيَة حكمين فَقيل لنا إِن رَأَيْتُمَا أَن تجمعَا جَمعْتُمَا وَإِن رَأَيْتُمَا أَن تفَرقا فَرَّقْتُمَا وَالَّذِي بعثهما عُثْمَان {إِن الله كَانَ عليما خَبِيرا} يعلم كَيفَ يوفق بَين الْمُخْتَلِفين وَيجمع بَين المتفرقين وَفِيه وَعِيد شَدِيد للزوجين والحكمين إِن سلكوا غير طَرِيق الْحق