الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عِنْده أحداثا فَرَجَعت فَأَتَاهَا من الْغَد فَقَالَ مَا كَانَت حَاجَتك فَسَكَتَتْ فَقلت أَنا أحَدثك يَا رَسُول الله إِنَّهَا جرت بالرحى حَتَّى أثرت فِي يَدهَا وحملت بالقربة حَتَّى أثرت فِي نحرها فَلَمَّا أَن جَاءَ الخدم أَمَرتهَا أَن تَأْتِيك تستخدمك خَادِمًا يَقِيهَا حر مَا هِيَ فِيهِ فَقَالَ اتقِي الله يَا فَاطِمَة وَأدِّي فَرِيضَة رَبك واعملي عمل أهلك وَإِذا أخذت مضجعك فسبحي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ واحمدي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وكبري أَرْبعا وَثَلَاثِينَ فَذَلِك مائَة هِيَ خير لَك من خَادِم قَالَت رضيت عَن الله وَعَن رَسُوله وَلم يخدمها خَادِم أخرجه الْخَمْسَة إِلَّا النَّسَائِيّ دلّ الحَدِيث على أَن على الزَّوْجَة خدمَة الزَّوْج وَعمل الْبَيْت وَهل هَذَا الْأَمر للْإِيجَاب أم للإرشاد فِيهِ خلاف وَالظَّاهِر الثَّانِي
191 -
بَاب مَا ورد فِي حق الْمَرْأَة على الزَّوْج
عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اسْتَوْصُوا بِالنسَاء فَإِن الْمَرْأَة خلقت من ضلع وَإِن أَعْوَج مَا فِي الضلع أَعْلَاهُ فَإِن ذهبت تُقِيمهُ كَسرته وَإِن تركته لم يزل أَعْوَج فَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا أخرجه الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيّ
وَعَن عَمْرو بن الْأَحْوَص قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا فَإِنَّهُنَّ عوان عنْدكُمْ لَسْتُم تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئا غير ذَلِك إِلَّا أَن يَأْتِين بِفَاحِشَة مبينَة فَإِن فعلن فاهجروهن فِي الْمضَاجِع واضربوهن ضربا غير مبرح فَإِن أطعنكم فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا أَلا إِن لكم على نِسَائِكُم حَقًا ولنسائكم عَلَيْكُم حَقًا فحقكم عَلَيْهِنَّ أَن لَا يوطئن فرشكم من تَكْرَهُونَ وَلَا يَأْذَن فِي بُيُوتكُمْ لمن تَكْرَهُونَ أَلا وحقهن عَلَيْكُم أَن تحسنوا إلَيْهِنَّ فِي كسوتهن وطعامهن أخرجه التِّرْمِذِيّ عوان جمع
عانية وَهِي الْأَسِيرَة شبه الْمَرْأَة فِي دُخُولهَا تَحت حكم الزَّوْج بالأسير والمبرح الشَّديد والشاق
وَعَن حَكِيم بن مُعَاوِيَة عَن أَبِيه قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا حق زَوْجَة أَحَدنَا عَلَيْهِ قَالَ أَن تطعمها إِذا طعمت وَأَن تكسوها إِذا اكتسيت وَلَا تضرب الْوَجْه وَلَا تقبح وَلَا تهجر إِلَّا فِي الْبَيْت أخرجه أَبُو دَاوُد
وَحَدِيث أم زرع عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت جَلَست إِحْدَى عشرَة امْرَأَة فتعاهدن وتعاقدن أَن لَا يكتمن من أَخْبَار أَزوَاجهنَّ شَيْئا فَقَالَت الأولى زَوجي لحم جمل غث على رَأس جبل وعر لَا سهل فيرتقي وَلَا سمين فَينْتَقل وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ فينتقى وَقَالَت الثَّانِيَة زَوجي لَا أبث خَبره إِنِّي أَخَاف أَن لَا أذره إِن أذكرهُ أذكر عُجَره وبجرة وَقَالَت الثَّالِثَة زَوجي العشنق إِن أنطق أطلق وَإِن أسكت أعلق وَقَالَت الرَّابِعَة زَوجي كليل تهَامَة لَا حر وَلَا قر وَلَا مَخَافَة وَلَا سآمة وَقَالَت الْخَامِسَة زَوجي إِن دخل فَهد وَإِن خرج أَسد وَلَا يسْأَل عَمَّا عهد وَقَالَت السَّادِسَة زَوجي إِن أكل لف وَإِن شرب اشتف وَإِن اضْطجع التف وَلَا يولج الْكَفّ ليعلم البث وَقَالَت السَّابِعَة زَوجي عياياء أَو غياياء طباقاء كل دَاء لَهُ دَوَاء شجك أَو فلك أَو جمع كلا لَك وَقَالَت الثَّامِنَة زَوجي الْمس مس أرنب وَالرِّيح ريح زرنب وَقَالَت التَّاسِعَة زَوجي رفيع الْعِمَاد طَوِيل النجاد عَظِيم الرماد قريب الْبَيْت من الناد وَقَالَت الْعَاشِرَة زَوجي مَالك وَمَا ملك مَالك خير من ذَلِك لَهُ إبل كثيرات الْمُبَارك قليلات المسارح وَإِذا سمعن صَوت المزهر أَيقَن أَنَّهُنَّ هوالك وَقَالَت الْحَادِيَة عشرَة زَوجي أَبُو زرع وَمَا أَبُو زرع أنَاس من حلي أُذُنِي وملأ من شَحم عضدي وبجحني فبجحت إِلَيّ نَفسِي وجدني فِي أهل غنيمَة بشق فجعلني فِي أهل صَهِيل وأطيط
ودائس ومنق فَعنده أَقُول فَلَا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح أم أبي زرع فَمَا أم أبي زرع عكومها رداح وبيتها فساح وَابْن أبي زرع وَمَا ابْن أبي زرع مضجعه كمسل شطبة وتشبعه ذِرَاع الجفرة وَبنت أبي زرع وَمَا بنت أبي زرع طوع أَبِيهَا وطوع أمهَا وملء كسائها وَفِي رِوَايَة وصفر ردائها وغيظ جارتها وَجَارِيَة أبي زرع وَمَا جَارِيَة أبي زرع لَا تبث حديثنا تبثيثا وَلَا تنقث ميرتنا تنقيثا وَلَا تملأ بيتنا تعشيشا قَالَت خرج أَبُو زرع والأوطاب تمخض فلقي امْرَأَة مَعهَا ولدان لَهَا كالفهدين يلعبان من تَحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا وَأخذ خطيا وأراح عَليّ نعما ثريا وَأَعْطَانِي من كل رَائِحَة زوجا وَقَالَ كلي أم زرع وميري أهلك قَالَت فَلَو جمعت كل شَيْء أعطانيه مَا بلغ أَصْغَر آنِية أبي زرع قَالَت عَائِشَة قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كنت لَك كَأبي زرع لأم زرع أخرجه الشَّيْخَانِ البُخَارِيّ وَمُسلم
قَالَ فِي تيسير الْوُصُول وَقد سقط حَدِيث أم زرع من تَجْرِيد قَاضِي الْقُضَاة وأثبته هُنَا من جَامع الْأُصُول لشهرته وَقد أفرد شرح هَذَا الحَدِيث بالتأليف فَرَأَيْت أَن أذكر هَا هُنَا من الْكَلَام عَلَيْهِ مَا تمس الْحَاجة إِلَيْهِ مِمَّا لَا بُد مِنْهُ فَأَقُول وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق قَول الأولى زَوجي لحم جمل غث أَي مهزول على رَأس جبل يصعب الْوُصُول إِلَيْهِ إِلَّا بِمَشَقَّة شَدِيدَة
وَقَول الثَّانِيَة لَا أبث خَبره أَي لَا أنشره وأشيعه وَقَوْلها إِنِّي أَخَاف أَن لَا أذره أَي خَبره طَوِيل إِن شرعت فِي تَفْصِيله لَا أقدر على إِتْمَامه لكثرته والعجر والبجر المُرَاد بهما عيوبه الْبَاطِنَة وأسراره الكامنة والعجر تعقد العصب وَالْعُرُوق حَتَّى ترى ناتئة فِي الْجَسَد والبجر نَحْوهَا إِلَّا أَنَّهَا فِي الْبَطن خَاصَّة
وَقَول الثَّالِثَة العشنق هُوَ الطَّوِيل بِلَا نفع فَإِن ذكرت عيوبه طَلقنِي وَإِن سكت عَنْهَا علقني فتركني لَا عزبة وَلَا مُزَوّجَة قَالَ تَعَالَى {فتذروها كالمعلقة}
وَقَول الرَّابِعَة كليل تهَامَة الخ هَذَا وصف بليغ وَصفته بِعَدَمِ الْأَذَى وبالراحة ولذاذة الْعَيْش والاعتدال كليل تهَامَة الَّذِي لَا حر فِيهِ وَلَا برد مفرطين وَأَنَّهَا لَا تخَاف غائلته لكرم أخلاقه وَلَا تخشى مِنْهُ مللا وَلَا سآمة
وَقَول الْخَامِسَة زَوجي إِن دخل فَهد الخ هَذَا مدح بليغ وَصفته بِكَثْرَة النّوم إِذا دخل بَيته وَعدم السُّؤَال عَمَّا ذهب من مَتَاعه وَمَا بَقِي لقولها ولَا يسْأَل عَمَّا عهد أَي عَهده فِي الْبَيْت من مَتَاعه وَمَاله لكرمة وَقَوْلها إِن خرج أَسد أَي إِذا خرج إِلَى النَّاس ومارس الْحَرْب كَانَ كالأسد تصفه بالشجاعة
وَقَول السَّادِسَة إِن أكل لف أَي أَكثر من الطَّعَام وخلط من صنوفه حَتَّى لَا يبْقى شَيْئا وَإِن شرب اشتف أَي استوعب جَمِيع مَا فِي الْإِنَاء لَا يولج الْكَفّ الخ هَذَا ذمّ لَهُ أَرَادَت أَنه إِن رقد واضطجع التف فِي ثِيَابه نَاحيَة وَلم يضاجعني ليعلم مَا عِنْدِي من محبته وَلَا بَث هُنَاكَ إِلَّا محبَّة الدنو من زَوجهَا
وَقَول السَّابِعَة عياياء الخ بِمُهْملَة ومعجمة وَمَعْنَاهُ بِالْمُهْمَلَةِ الَّذِي لَا يلقح وَهُوَ الْعنين الَّذِي تعييه مباضعة النِّسَاء ويعجز عَنْهَا وبالمعجمة الَّذِي لَا يَهْتَدِي إِلَى مَسْلَك من الغياية وَهِي الظلمَة وَمعنى طباقاء المنطبقة عَلَيْهِ أُمُوره حمقا وَقيل الغبي الأحمق الفدم وَقَوْلها كل دَاء لَهُ دَوَاء أَي جَمِيع أدواء النَّاس مجتمعة فِيهِ والشج جرح الرَّأْس والفل الْكسر وَالضَّرْب تَقول أَنا مَعَه بَين جرح رَأس أَو ضرب أَو كسر عُضْو أَو جمع بَينهمَا
وَقَول الثَّامِنَة الْمس مس أرنب الخ وَصفته بلين الْخلق والجانب وَحسن الْعشْرَة وَأَنه طيب الرّيح أَو طيب الثَّنَاء فِي النَّاس
وَقَول التَّاسِعَة رفيع الْعِمَاد الخ هُوَ وصف لَهُ بالشرف وسناء الذّكر والرفعة فِي قومه وطَوِيل النجاد بِكَسْر النُّون وصف لَهُ بطول الْقَامَة والنجاد حمائل السَّيْف والطويل يحْتَاج إِلَى طول حمائل سَيْفه وَالْعرب تمدح بذلك وعظيم الرماد وصف لَهُ بالجود وَكَثْرَة الضِّيَافَة من اللحوم وَالْخبْز فيكثر وقوده وَيكثر رماده وَقَوْلها قريب الْبَيْت من الناد أَي النادي وَهُوَ مجْلِس الْقَوْم وصف لَهُ بِالْكَرمِ والسؤدد لِأَنَّهُ لَا يقرب الْبَيْت من النادي إِلَّا من هَذِه صفته لِأَن الضيفان يقصدون النادي وَأَصْحَاب النادي يَأْخُذُونَ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي مجلسهم من الْبَيْت الْقَرِيب من النادي وَهَذِه صفة الْكِرَام واللئام بِخِلَاف ذَلِك
وَقَول الْعَاشِرَة زَوجي مَالك الخ تَقول هُوَ خير مِمَّا أصفه بِهِ لَهُ إبل كَثِيرَة فَهِيَ باركة بفنائه لَا يوجهها تسرح إِلَّا قَلِيلا عِنْد الضَّرُورَة ومعظم أَوْقَاتهَا تكون باركة بفنائه فَإِذا نزل بِهِ الضَّيْف قراهم من أَلْبَانهَا ولحومها والمزهر بِكَسْر الْمِيم عود الْغناء الَّذِي يضْرب بِهِ أَرَادَت أَن زَوجهَا عود إبِله إِذا نزل بِهِ الضيفان النَّحْر لَهُم مِنْهَا وإتيانهم بالعيدان وَالْمَعَازِف وَالشرَاب فَإِذا سَمِعت الْإِبِل صَوت المزهر علِمْنَ أَنه قد جَاءَ الضيفان وأنهن منحورات هوالك
وَقَول الْحَادِيَة عشرَة زوحي أَبُو زرع الخ فَمَعْنَى أنَاس بنُون مُهْملَة من النوس وَهِي الْحَرَكَة من كل شَيْء متدل وأذني بتَشْديد الْيَاء على التَّثْنِيَة أَي حلاني قرطة وشنوفا فيهمَا فَهِيَ تنوس أَي تتحرك لكثرتها وَمعنى مَلأ من شَحم عضدي أَي أسمني وملأ بدني شحما لِأَن العضدين إِذا سمنا فغيرهما أولى وبجحني بتَشْديد الْجِيم فبجحت بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا وَالْفَتْح أفْصح أَي فرحني فَفَرِحت
وعظمني فعظمت عِنْد نَفسِي وغنيمة بِضَم الْغَيْن تَصْغِير الْغنم أَرَادَت أَن أَهلهَا كَانُوا أَصْحَاب غنم لَا أَصْحَاب خيل وإبل لِأَن الصهيل أصوات الْخَيل والأطيط أصوات الْإِبِل وحنينها وَالْعرب إِنَّمَا تَعْتَد بأصحابهما لَا بأصحاب الْغنم وَقَوله بشق بِكَسْر الشين وَفتحهَا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ بِالْفَتْح والمحدثون يكسرونه تَعْنِي بشق جبل أَي ناحيته لقلتهم وَقلة غَنمهمْ ودائس هُوَ الَّذِي يدوس الزَّرْع فِي بيدره ومنق بِضَم أَوله وَفتح ثَانِيه على الْمَشْهُور وَقد يكسر وَتَشْديد الْقَاف وَالْمرَاد بِهِ بِالْفَتْح عِنْد الْجُمْهُور الَّذِي ينقي الطَّعَام أَي يُخرجهُ من تبنه وقشوره وينقيه وَقَوْلها فَعنده أَقُول فَلَا أقبح أَي لَا يقبح قولي فَيردهُ بل يقبله مني وأرقد فأتصبح أَي أَنَام الصبحة أَي بعد الصَّباح لكفايتها بِمن يخدمها وَقَوْلها أشْرب فاتقمح بِالْمِيم بعد الْقَاف وبالنون بدل الْمِيم مَعْنَاهُ بِالْمِيم أروي حَتَّى أدع الشَّرَاب من شدَّة الرّيّ وبالنون أقطع الشّرْب وأتمهل فِيهِ والعكوم الأعدال وأوعية الطَّعَام والرداح الْعَظِيمَة الْكَبِيرَة وفساح بِفَتْح الْفَاء وَتَخْفِيف السِّين الْمُهْملَة أَي وَاسع ومسل بِفَتْح الْمِيم وَالسِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد اللَّام وشطبة بشين مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ طاء مُهْملَة سَاكِنة ثمَّ مُوَحدَة ثمَّ تَاء مَا شطب من جريد النّخل أَي شقّ لِأَن الجريدة تشق مِنْهَا قضبان فمرادها أَنه مهفهف قَلِيل اللَّحْم كالشطبة وَهُوَ مِمَّا يمدح بِهِ الرجل وَقيل أَرَادَت أَنه كالسيف يسل من غمده والذراع مُؤَنّثَة وَقد تذكر والجفرة بِفَتْح الْجِيم الْأُنْثَى من أَوْلَاد الْمعز وَقيل من الضَّأْن وَهِي مَا بلغت أَرْبَعَة أشهر وفصلت عَن أمهَا أَرَادَت أَنه قَلِيل الْأكل وَالْعرب تمدح بِهِ وَقَوْلها طوع أَبِيهَا وطوع أمهَا أَي مطيعة لَهما منقادة لأمرهما وَمعنى ملْء كسائها ممتلئة الْجِسْم سَمِينَة وصفر ردائها بِكَسْر الصَّاد والصفر الْخَالِي أَي ضامرة الْبَطن وغيظ جارتها المُرَاد بالجارة هُنَا الضرة أَي يغِيظ ضَرَّتهَا مَا ترى من حسنها وجمالها خلقا وخلقا
364 -
@ وَقَوْلها لَا تبث حديثنا أَي لَا تشيعه وتظهره بل تكتمه والميرة الطَّعَام المجلوب أَي لَا تفسده وَتذهب بِهِ وصفتها بالأمانة وَلَا تملأ بيتنا الخ أَي لَا تتْرك الكناسة وَالْقُمَامَة فِيهِ مُتَفَرِّقَة كعش الطَّائِر بل هِيَ مصلحَة لَهُ معتنية بتنظيفه وَرُوِيَ بالغين الْمُعْجَمَة من الْغِشّ فِي الطَّعَام والأوطاب جمع وطب بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الطَّاء وَهِي أسقية اللَّبن الَّتِي تمخض فِيهَا وَمعنى يلعبان الخ قَالَ أَبُو عبيد إِنَّهَا ذَات كفل عَظِيم فَإِذا استلقت على قفاها نتأ الكفل بهَا من الأَرْض حَتَّى تصير تحتهَا فجوة يجْرِي فِيهَا الرُّمَّان وَالسري السَّيِّد الشريف وَقيل السخي والشري بِالْمُعْجَمَةِ الْفرس الْفَائِق الْخِيَار والخطي بِفَتْح الْخَاء وَكسرهَا وَالْفَتْح أشهر الرمْح مَنْسُوب إِلَى الْخط قَرْيَة بساحل الْبَحْر عِنْد عمان وَسميت الرماح خطية لِأَنَّهَا تحمل إِلَى هَذَا الْموضع وتثقف فِيهِ وَمعنى أراح عَليّ نعما ثريا أَتَى بهَا إِلَى مراحلها وَهُوَ مَوضِع مبيتها وَالنعَم الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم والثري بتَشْديد الْيَاء الْكثير من المَال وَغَيره وَأَعْطَانِي من كل رَائِحَة أَي مَا تروح من الأبل وَالْبَقر وَالْغنم وَالْعَبِيد زوجا أَي اثْنَيْنِ وميري أهلك بِكَسْر الْمِيم من الْميرَة أَي أعطيهم وأفضلي عَلَيْهِم وَقَوله صلى الله عليه وسلم لعَائِشَة كنت لَك كَأبي زرع قَالَ الْعلمَاء هُوَ تطييب لنَفسهَا وإيضاح لحسن عشرته إِيَّاهَا وَمَعْنَاهُ أَنا لَك كَأبي زرع وَكَانَ زَائِدَة أَو للدوام وَالله أعلم
هَذَا آخر كَلَام تيسير الْوُصُول وَلِهَذَا الحَدِيث أَي حَدِيث أم زرع شُرُوح مُسْتَقلَّة وشروح فِي ضمن كتب السّنة المطهرة وأحسنها بَيَانا وأجمعها شَأْنًا مَا فِي السراج الْوَهَّاج شرح تَلْخِيص الصَّحِيح لمُسلم بن الْحجَّاج لِلْمُنْذِرِيِّ رَحمَه الله تَعَالَى
وَعَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَا يفرك مُؤمن مُؤمنَة إِن كره مِنْهَا خلقا رَضِي آخر أخرجه مُسلم