الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [آل عمران: 26] الآية.
ولمَّا كان الاسم: الرَّبُّ من الأسماء الجامعة لمعاني الرحمة والعطف والجود والكرم؛ لأنه بمعنى المالك أو القائم بمصالح العبد المتولي لتربيته، أو بمعنى السيد، كان معظم أدعية الأنبياء عليهم السلام بلفظ: يا رب، أو: أي رب، أو: رب، أو: ربنا.
وإذا نظرت في أدعية الأنبياء عليهم السلام الواردة في القرآن وجدتُها مصدرة به.
وقد روى ابن أبي الدنيا في كتاب "الدعاء" عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذا قالَ العَبْدُ: يا رَبِّ! يا رَبِّ! قالَ اللهُ تَعالى: لَبَّيْكَ عَبْدِي، سَلْ تُعْطَهْ"(1).
وروى أَبو نعيم عن ابن وهب رحمه الله قال سُئِلَ مالك بن أنس رضي الله عنه، عن رجلٍ يدعو يقول: يا سيدي، فقال: يُعجبني أن يدعو بدعاء الأنبياء: ربنا ربنا (2).
114 - ومن آدابهم: الإشارة إلى الحاجة دون التصريح في الدعاء إلا أن يكون الحال يقتضى الانبساط إلى الله تعالى، كما في قول أيوب عليه السلام:{مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]
.
(1) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 195): رواه البزار، وفيه الحكم ابن سعيد الأموي، وهو ضعيف.
(2)
رواه أَبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 320).
وقول موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24].
وقوله: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62].
وقول إبراهيم عليه السلام: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99].
وقول يونس عليه السلام: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87].
وذلك لأن الثناء على الغني من المحتاج دليل الطلب.
وقد روى الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم وصححاه، عن جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَفْضَلُ الذِّكْرِ لا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعاءِ الحَمْدُ للهِ"(1).
وما أحسن ما قيل: [من الوافر]
أَأَذْكُرُ حاجَتِي أَمْ قَدْ كَفانِي
…
حَياؤُكَ إِنَّ شِيْمَتَكَ الْحَياءُ
إِذا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْماً
…
كَفاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّناءُ (2)
(1) تقدم تخريجه.
(2)
البيتان لأمية بن أبي الصلت، كما في "عيون الأخبار" لابن قتيبة (ص: 330)، و"مكارم الأخلاق" لابن أبي الدنيا (ص: 141).