الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اشهد بكذا، فقال: أنا أعلم، أو: أشهد، ونحو ذلك، فليس من هذا.
وفي "سنن أبي داود" عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذَا سَمعَ الْمُؤَذِّنَ يَتَشَهَّدُ قَالَ: "وَأَنَا، وَأَنَا"(1).
وما أحسن هذه الأنانية المفصحة عن حقيقة العبودية!
أين هذا من أنانية الرجيم المشعرة بمنازعة الربوبية؟
وبالجملة: تتحد الألفاظ، وإنما يفرق بينها إرادة القلوب.
18 - ومن أخلاق اللعين: دعاء الغير إلى تزكية النفس، ورؤيتها، والإعجاب بها
.
روى ابن أبي شيبة عن أبي عبيدة رضي الله تعالى عنه: أنه أَمَّ قوماً مرة، فلما انصرف قال: ما زال علي الشيطان آنفاً حتى رأيت أن الفضل لي على من خلفي؛ لا أَؤم أبدًا (2).
19 - ومنها -وهو من جنس ما تقدم -: دعوى الأحوال الشريفة والمقامات العالية، وهو على خلافها
.
ومن هذا القبيل: قول الشيطان كما حكاه الله تعالى عنه بقوله: {فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16].
وقال الله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} ؛ يعني: لقريش يوم بدر، {وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا
(1) رواه أبو داود (526).
(2)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(4118).