الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِنْ كانَ مِنْ فِضَّةِ كَلامُكِ يا
…
نَفْسُ فَإِنَّ السُّكُوْتَ مِنْ ذَهَبِ (1)
60 - ومنها: التنزه عن خائنة الأعين
.
روى أبو داود، والنسائي، والحاكم وصححه، عن سعد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُوْنَ لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنْ"(2).
والمراد بخائنة الأعين: الإيماء إلى أحد أن يفعل شيئاً لم يأمر به صريحاً.
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّهُ لَا يَنْبَغِيْ لِنَبِىٍّ أَنْ يُوْمِضَ - أَيْ: يُوْمِئَ - بِيَدِهِ أَوْ عَيْنْهِ إِلَىْ مَا لَا يَأْمُرُ بِهِ وَلَا يَفْعَلُهُ"(3).
وروى أبو نعيم عن سفيان رحمه الله تعالى: أنه سُئِلَ عن قوله عز وجل: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)} [غافر: 19]؛ قال: الرجل يكون في المجلس يسرق النظر في القوم إلى المرأة تمر بهم، فإن رأوه ينظر إليها اتقاهم فلم ينظر، وإن غفلوا عنه نظر، قال: وما تُخفي الصدور:
(1) انظر: "الصمت وآداب اللسان" لابن أبي الدنيا (ص: 312)، وعنده:"أدبت" بدل "جربت"، و"قصرت" بدل "كرهت".
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 151)، وأبو داود (3194)، وتقدم نحوه، لكن لم يعزه هناك للإمام أحمد.
ما يجد في نفسه من الشهوة (1).
قلت: ومن خائنة الأعين مُسارقة النظر في القوم إلى الأمرد الجميل يكون حاضراً.
روى أبو نعيم عن أبي الحسين النوري رحمه الله تعالى قال: رأيت غلاماً جميلاً ببغداد فنظرتُ إليه، ثم أردتُ أن أُردد النظر فقلت له: تلبسون النعال الصرارة وتمشون في الطرقات؟ قال: أحسنت، أتجمش بالعلم، ثم أنشأه يقول:[من الطويل]
تَأَمَّلْ بِعَيْنِ الْحَقِّ إِنْ كُنْتَ ناظِرا
…
إِلَىْ صِفَةٍ فِيْها بَدائِعُ فاطِرِ
وَلا تُعْطِ حَظَّ النَّفْسِ مِنْها لِما بِها
…
وَكُنْ ناظِراً بِالْحَقِّ قُدْرَةَ قادِرِ (2)
قوله: أتجمش - بفتح الهمزة والمثناة، وإسكان الجيم، وضم الميم، وبالمعجمة، أو بضم المثناة فوق، وفتح الجيم، وكسر الميم مشددة -: من الجمش والجميش: وهما المغازلة والملاعبة.
ويقال: رجل جماش: متعرض للنساء كأنه يطلب الركب الجميش؛ أي: المحلوق، وهو بفتح الراء والكاف: العانة أو منبتها، أو الفرج أو ظاهره.
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 78).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(10/ 254).