الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
123 - ومنها: الاستسقاء بالصالحين كما تقدم قريباً عن عيسى عليه السلام
.
وذكر حجة الإسلام في "الإحياء": أنَّ بني إسرائيل قحطوا سبع سنين، فخرج موسى عليه السلام ليستسقي لهم في سبعين ألفاً، فأوحى الله إليه: كيف أستجيب لهم وقد أظلمت عليهم ذنوبهم، سرائرهم خبيثة، يدعونني على غير يقين ويأمَنون مكري، ارجع إلى عبدٍ من عبادي يُقال له: برخ، فقل له يخرج حتى أستجيب له، فسأل عنه موسى عليه السلام فلم يعرف، فبينا موسى ذات يوم يمشي في طريق إذا بعبدٍ أسود قد استعلاه بين عينيه تراب من أثر السجود في شملة قد عقدها على عنقه، فعرفه موسى بنور الله تعالى فسلَّم عليه وقال: ما اسمك؟
فقال: اسمي برخ.
قال: فأنت طلبنا منذ حين، أخرج فاستسقِ لنا.
فخرج فقال في كلامه: ما هذا من فعالك، ولا هذا من حلمك، وما الذي بدا لك أَنَقُصتْ عليك غيوثك؟ أم عاندت الرياح عن طاعتك؟ أم نفد ما عندك؟ اشتد غضبك على المذنبين؟ ألست كنت غفاراً قبل خلقك الخطائين؟ خلقت الرحمة وأمرت بالعطف أم ترينا أنك تمتنع؟ أم تخشى الفوت فتعجل بالعقوبة؟ قال: فما برح حتى اخضلت بنو إسرائيل بالقطر (1).
(1) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (4/ 341).
وذكر في "الإحياء" أيضاً: عن يحيى الغساني قال: أصاب الناس قحط على عهد داود عليه السلام، فاختاروا ثلاثة من علمائهم، فخرجوا يستسقون لهم فقال أحدهم: اللهم! أنزلتَ في توراتك أنْ نعفو عن من ظلمنا، اللهم! إنا قد ظلمنا أنفسنا فاعف عنا.
وقال الثاني: [اللهم! إنك أنزلت في توراتك أن نعتق أرقاءنا، اللهم! إنا أرقاؤك فاعتقنا.
وقال الثالث] (1): اللهم! إنك أنزلت في توراتك ألا تردوا المساكين إذا وقفوا بأبوابكم، اللهم! إنا مساكينك وقفنا ببابك فلا تردَّ دعائنا.
قال: فسقوا (2).
وفي "صحيح البخاري": أن عمر استسقى بالعباس رضي الله عنهما (3).
وروى الإمام أحمد: أن معاوية استسقى بأبي مسلم الخولاني رضي الله عنهما (4).
وروى أَبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" بإسناد صحيح، واللالكائي في "كرامات الأولياء": أنَّ معاوية استسقى بيزيد بن الأسود رحمه الله تعالى (5).
(1) زيادة من "إحياء علوم الدين".
(2)
انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (1/ 308).
(3)
رواه البخاري (964) عن أنس رضي الله عنه.
(4)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 392).
(5)
قال ابن حجر في "التلخيص الحبير"(2/ 101): رواه أَبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" بسند صحيح.