الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف بريح الطيب إذا أقبل (1).
70 - ومنها: الاكتحال وسائر أنواع الزينة الشرعية
.
روى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن العلاء بن نجيح رحمه الله قال: كان موسى عليه السلام يكتحل بالإثمد ويلبس الكتان.
وروى أبو داود عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له سكة يتطيب منها (2).
وروى الترمذي، وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثة في هذه، وثلاثة في هذه (3).
وروى البيهقي في "الشعب" عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر القناع، ويكثر دهن رأسه، ويُسَرِّح لحيته [بالماء](4).
71 - ومنها: المحافظة على خصال الفطرة
.
وهي: الختان، وقص الشارب، وإعفاء اللحية، وفَرْق الشعر، والسواك، والمضمضة والاستنشاق، وغسل البراجم، وتنظيف الرواجب، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتفاص الماء؛ أعني: الاستنجاء.
قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [البقرة: 124].
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(26332).
(2)
رواه أبو داود (4162)، وصحح إسناده ابن الملقن في "البدر المنير"(501/ 1).
(3)
رواه الترمذي (1757) وحسنه، وابن ماجه (3499).
(4)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(6465).
روى عبد الرزاق، والمفسرون، والحاكم - وقال: صحيح على شرطهما - عن ابن عباس رضي الله عنه قال: في الآية: ابتلاه بالطهارة؛ خمس في الرأس، وخمس في الجسد؛ في الرأس: قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس، وفي الجسد: تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل مكان الغائطِ والبولِ بالماء (1).
وروى الأئمة الستة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الفِطْرَةُ خَمْسٌ: أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتَانُ، وَالاسْتِحُدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيْمُ الأَظْفَارِ، وَنتْفُ الإِبْطِ"(2).
وروى مسلم، والأربعة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَالاسْتِثْشَاقُ بِالْمَاءِ، وَقَصُّ الأَظْفَارِ، وَغَسْلُ البَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَحَلْقُ العَانَةِ، وَانْتِفَاصُ المَاءِ؛ يَعْنِيْ: الاسْتِنْجَاء بِالمَاءِ".
قال مصعب أحد رواته: نسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة (3).
(1) رواه عبد الرزاق في "التفسير"(1/ 75)، والطبري في "التفسير"(1/ 524)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(1/ 219)، والحاكم في "المستدرك"(3055).
(2)
رواه البخاري (5550)، ومسلم (257)، وأبو داود (4198)، والترمذي (2756)، والنسائي (9)، وابن ماجه (292).
(3)
رواه مسلم (261)، وأبو داود (53)، والترمذي (2757)، والنسائي (5040)، وابن ماجه (293).
وروى الإمام أحمد، والشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيْمُ عليه السلام وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيْنَ سَنَةٍ بِالقَدُّوْمِ (1) "(2).
وروى أبو الشيخ في كتاب "العقيقة" عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه رحمهما الله: أنَّ إبراهيم عليه السلام أُمر أن يختتن وهو حينئذٍ ابن ثمانين سنة، فعجل واختتن بالقدوم، فاشتدَّ عليه الوجع، فأوحى الله إليه: أنَّك عجلت قبل أن نأمرك بآلته، قال: يا رب! كرهت أن أُؤخر أمرك (3).
وروى البيهقي عنه: أنَّ إبراهيم ختن إسحاق عليهما السلام لسبعة أيام، وختن إسماعيل عليه السلام لبلوغه (4)(5).
وروى ابن سعد في "طبقاته" عن حيى بن عبد الله رحمه الله قال:
(1) قال النووي في "شرح مسلم"(15/ 122): رواة مسلم متفقون على تخفيف القَدُوم، ووقع في روايات البخاري الخلاف في تشديده وتخفيفه، قالوا: وآلة النجار يقال لها: قدوم بالتخفيف لا غير، وإما القدوم مكان بالشام ففيه التخفيف، فمن رواه بالتشديد أراد القرية، ومن رواه بالتخفيف يحتمل القرية والآلة، والأكثرون على التخفيف وعلى إرادة الآلة، وهذا الذي وقع هنا.
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 417)، والبخاري (3178)، ومسلم (2370).
(3)
تقدم تخريجه.
(4)
في "السنن الكبرى": "وهو ابن ثلاثة عشر سنة" بدل "لبلوغه".
(5)
رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 326).
بلغني أنَّ إسماعيل عليه السلام اختتن وهو ابن ثلاث عشرة سنة (1).
قلت: ويجمع بينهما بأنَّ معنى قول ابن رياح: "وختن إسماعيل": أمره بالختان، وقول حيي معناه: امتثل أمر أبيه فاختتن، وفيه أنَّ إسماعيل كان بلوغه في ثلاث عشرة، والله أعلم.
وتقدم في حديث أبي أيوب: أن السواك من سنن المرسلين.
وروى الترمذي الحكيم في "نوادره" عن فليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَمْسٌ مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِيْنَ: الْحَيَاءُ، وَالحِلْمُ، والحِجَامَةُ، وَالسِّوَاكُ، وَالتَعَطُّرُ"(2).
وروى ابن أبي حاتم عن عطاء رحمه الله مرسلاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِنْ فِطْرَةِ إبْرَاهِيْمَ عليه السلام السِّوَاكُ"(3).
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مِنَ الفِطْرَةِ المَضْمَضَةُ، والاسْتِنْشَاقُ، وَالسِّوَاكُ، وَتَقْلِيْمُ الأَظْفَارِ، وَنتفُ الإِبْطِ، والاسْتِحْدَادُ، وَغَسْلُ البَرَاجِمِ، وَالانْتِضَاحٌ، وَالاخْتِتَانُ"(4).
(1) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 51).
(2)
رواه الترمذي في "نوادر الأصول"(2/ 254). وكذا رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 10).
(3)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (1/ 274).
(4)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(4/ 264)، وأبو داود (54)، وابن ماجه (294).
وروى الترمذي وحسنه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقص أو يأخذ من شاربه، وكان إبراهيم خليل الرحمن يفعله (1).
وروى ابن أبي حاتم عن مجاهد رحمه الله قال: من فطرة إبراهيم عليه السلام غسل الذَّكَرِ والبراجم (2).
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قيل: يا رسول الله! لقد أبطأ عنك جبريل عليه السلام، قال:"وَلِمَ لا يُبْطِئُ عَنِّيْ وَأَنَتُمْ حَوْليْ لَا تَسْتَنُّوْنَ - أَيْ: لَا تَسْتَاكُوْنَ -، وَلَا تُقَلّمُوْنَ، وَلَا تَقُصُّوْنَ شَوَارِبَكُمْ، وَلَا تُنَقُّونَ رَوَاجبَكُمْ؟ "(3).
وهذا الحديث فيه دليل على أنَّ الأنبياء عليهم السلام أحق بهذه الخصال؛ لمخالطتهم جبريل عليه السلام.
وفيه دليل على أنَّ الجليس إذا كان متقذراً غير متنظف ضرَّ جليسه بحرمانه مخالطة الملائكة عليهم السلام، بل يضره بتكثيف روحانيته حتى إنه قد يبلغ به إلى أن يحول بين الروح وإدراك العلوم الروحانية والفهوم العرفانية كما يدل على ذلك ما رواه البيهقي في "الشعب" عن قيس بن حازم رضي الله عنه قال: صلى صلى الله عليه وسلم صلاةً فأوهم فيها، فَسُئِل فقال: "مَا
(1) رواه الترمذي (2760) وحسنه.
(2)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (1/ 275).
(3)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 243)، وكذا الطبري في "المعجم الكبير" (12224). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 167): فيه أبو كعب مولى ابن عباس، قال أبو حاتم: لا يعرف إلا في هذا الحديث.