الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَحْصُلْ لَكَ الْمَقْصُوْدُ كامِلاً عَلى
…
أَحْسَنِ ما يَكُوْنُ يا مَنْ عَوَّلا
قالَ وَقَدْ جَرَّبْتُ هَذا فِي الزَّمانْ
…
مِنْ أَوَّلِ الْعُمْرِ إِلى هَذا الأَوانْ
قُلْتُ وَقَدْ جَرَّبْتُ هَذِي الْحالَةْ
…
مِنْ قَبْلِ أَنْ أَسْمَعَ ما قَدْ قالَهْ
ثم أقول: إن ما ذكره ابن السبكي على سبيل الفرض هذا حال أكثر الناس فعلاً لا فرضاً، وأكثرهم ممكور به، فيجري الله تعالى لهم العادة بحصول النفع أو الدفع بالخلق، فيتعلقون بهم في مهماتهم حتى لا يشهد بعضهم سواهم، وهم في ذلك على قسمين:
- منهم: من شهد النفع والدفع من نفسه كما قال قارون: قَالَ {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: 78].
- ومنهم: من شهده ممن ينسب إليه أو يعول عليه كما قال قائلهم: {لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} [سبأ: 31].
ومن هنا: من فاته مطلوب يتأسف على ما فاته منهم لاعتباره إياهم وتعويله عليهم كما يقول القائل: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} [النساء: 73].
62 - ومن قبائح أخلاق الشيطان: حب الدنيا، والدرهم والدينار، وتحبيبها إلى الخلق
.
روى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن يزيد بن ميسرة رحمه الله تعالى قال: قال عيسى بن مريم عليهما السلام: إن الشيطان مع الدنيا، ومَكْرُهُ مع المال، وتزيينه مع الهوى، واستكماله
عند الشهوات (1).
وروى ابن أبي الدنيا عن ثابت البناني رحمه الله مرسلاً - قال: لما بُعِثَ النبي صلى الله عليه وسلم قال إبليس لشياطينه: لقد حدث أمر فانظروا ما هو، فانطلقوا ثم جاءوه فقالوا: ما ندري، قال إبليس: أنا آتيكم بالخبر، فذهب وجاء، وقال: قد بعث محمد صلى الله عليه وسلم.
قال فجعل يرسل شياطينه إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فينصرفون خائبين، ويقولون: ما رأينا قوماً قط مثل هؤلاء نُصيب منهم، ثم يقومون إلى صلواتهم فيمحى ذلك، فقال إبليس: رويداً بهم! عسى الله يفتح لهم الدنيا؛ فهناك تصيبون حاجتكم منهم (2).
وروى أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: لما ضرب الدينار والدرهم أخذه إبليس ووضعه على عينيه، وقال: أنت ثمرة قلبي وقرة عيني، وبك أكفر وبك أدخل النار، رضيت من ابن آدم أن يعبدني في حب الدينار والدرهم (3).
(1) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد"(ص: 95)، وكذا أبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 252)، وعندهما:"ابن حلبس" بدل "يزيد بن ميسرة"، وابن حلبس هو: يونس بن ميسرة بن حلبس.
(2)
رواه ابن أبي الدنيا في "الزهد"(ص: 230).
(3)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 328)، وعنده:"بحب الدنيا أن يعبدك" بدل "أن يعبدني في حب الدينار والدرهم".