الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
42 - ومنها: البكاء من خشية الله تعالى، وأسفاً من الذنوب
.
وقال سبحانه: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107 - 109].
والأنبياء أفاضل من أوتي العلم من قبلهم.
وفي هذه الآية والتي قبلها أن من أعمال الأنبياء عليهم السلام السجود للتلاوة، وهو مخصوص في شريعتنا بآيات معروفة من القرآن العظيم.
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الرقة والبكاء" عن الحسن رحمه الله تعالى قال: بكى آدم عليه السلام حين أُهبط من الجنة ثلاث مئة عام حتى جرت أودية بسرنديب من دموعه (1).
وروى ابن عساكر عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ بُكَاءَ دَاوُدَ وَبُكَاءَ جَمِيع أَهْلِ الأَرْضِ يُعْدَلُ بِبُكَاءِ آدَمَ مَا عَدَلَهُ"(2).
(1) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الرقة والبكاء"(307).
(2)
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 415)، وكذا رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(143). ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(35535) موقوفاً.=
وروى الإمام أحمد، ومن طريقه ابن أبي الدنيا عن وهيب بن الورد رحمه الله تعالى قال: لمَّا عاتب الله نوحاً عليه السلام في ابنه، فأنزل عليه:{إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)} [هود: 46] بكى ثلاث مئة عام حتى صار تحت عينيه أمثال الجداول من البكاء (1).
وروى ابن أبي الدنيا عن ابن سابط رحمه الله تعالى قال: لو عدل بكاء داود ببكاء أهل الأرض بعد آدم، لعدل بكاء داود عليه السلام ببكاء أهل الأرض (2).
وعن ابن المبارك، عن الأوزاعي معضلاً رحمه الله تعالى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مَثَلَ عَيْنَيْ دَاوُدَ كَالقِرْبَتَيْنِ تَنْطِفَانِ مَاءً، وَلَقَدْ كَانَتِ الدُّمُوْعُ خَدَّدَتْ فِي وَجْهِهِ كَأُخْدُوْدِ الْمَاءِ فِيْ الأَرْضِ"(3).
= ورواه البيهقي (834) مرفوعاً، و (835) موقوفاً وقال: قال أبو أحمد: لم يذكر فيه بريدة ولا النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الرواية أصح، قال الإمام أحمد رحمه الله: وروينا عن أبي علي الحافظ النيسابوري أنه أنكره، وقال: الصحيح من حديث مسعر عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط قوله، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وهو الأثر الآتي قريبًا من رواية ابن أبي الدنيا.
(1)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 50)، وابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(329).
(2)
رواه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(334).
(3)
رواه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(337)، وكذا الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(2/ 183).