الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: قال آدم عليه السلام: كنا نسلاً من نسل الجنة فسبانا إبليس بالمعصية إلى الدنيا، فليس لنا فيها إلا الهم والحزن حتى نرد إلى الدار التي خرجنا منها (1).
وقال: حدثني عمر بن بكير النحري عن شيخ من قريش قال: كان إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام لا يرفع طرفه إلى السماء إلا اختلاسًا، ويقول: اللهم نَعِّم عيشي في الدنيا بطول الحزن فيها (2).
وروى هو والطبراني، والحاكم في "المستدرك" عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِيْنٍ"(3).
44 - ومنها: الرجاء والطمع في رحمة الله، والرغبة فيما عنده
(4).
قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا (90)} [الأنبياء: 90].
قال ابن زيد رحمه الله: أي: طمعًا وخوفًا، وليس ينبغي لأحدهما
(1) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن"(ص: 30).
(2)
رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن"(ص: 76).
(3)
رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن"(ص: 28)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1480)، والحاكم في "المستدرك"(7884) وصححه، وتعقبه الذهبي بقوله: مع ضعف أبي بكر - بن أبي مريم - منقطع.
(4)
كرّر المصنف رحمه الله ما كان ذكره برقم (38) حيث قال هناك: ومنها الرجاء والطمع في رحمة الله تعالى، ثم ذكر هناك بعضًا مما سرده هنا.
أن يفارق الآخر. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم (1).
ورويا عن ابن جريج رحمه الله تعالى: أنه قال في الآية: رغبةً في رحمه الله، ورهبةً من عذاب الله (2).
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد عن ثابت البناني رحمه الله تعالى قال: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه كانا سواء.
وروى نحوه عن مطرف وغيره (3).
وروى ابن أبي شيبة، والحاكم وصححه، وأبو نعيم، والبيهقي عن عبد الله بن عكيم رحمه الله قال: خطبنا أبو بكر رضي الله عنه فقال: أما بعد! فإني أوصيكم بتقوى الله، وأن تثنوا عليه بما هو أهل، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة؛ فإنَّ الله تعالى أثنى على زكريا وعلى أهل بيته عليهم السلام فقال:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)} [الأنبياء: 90].
ثم اعلموا عباد الله أنَّ الله تعالى قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه، ولا يُطفأ نوره، فصدقوا بقوله، وانتصحوا كتابه، واستبصروا فيه ليوم الظلمة؛ فإنما خلقكم للعبادة،
(1) رواه الطبري في "التفسير"(17/ 84)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(9/ 2976).
(2)
رواه الطبري في "التفسير"(17/ 84).
(3)
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد"(ص: 239) عن ثابت عن مطرف، وكذا أبو نعيم في "حلية الأولياء"(2/ 208).