المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - ومن أعمال فجرة الجن: مسيس بني آدم بالصرع، والقتل، والأمراض، وغير ذلك - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ٥

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌35 - ومنها: التواضع

- ‌36 - ومنها: أكل الحلال، وتجنب الحرام في المآكل والمشارب، والملابس، وسائر الأمور

- ‌37 - ومنها: الاهتمام بأمور الآخرة، والتفرغ عن أمور الدنيا إلا ما لابُدَّ منه

- ‌38 - ومنها: الرجاء والطمع في رحمة الله تعالى

- ‌39 - ومنها: الخوف والخشية، والهيبة والحياء:

- ‌40 - ومنها: الخشوع، وخصوصاً في الصلاة والدعاء:

- ‌41 - ومنها: الاستعاذة من النار، والتأوُّه عند ذكرها أو التأوه مطلقًا

- ‌42 - ومنها: البكاء من خشية الله تعالى، وأسفاً من الذنوب

- ‌43 - ومنها: الحزن

- ‌44 - ومنها: الرجاء والطمع في رحمة الله، والرغبة فيما عنده

- ‌45 - ومنها: المسارعة إلى الخيرات، والمسابقة إلى الأعمال الصالحات

- ‌46 - ومنها: التوبة والاستغفار

- ‌47 - ومنها: الورع، والحذر من الشبهات

- ‌48 - ومنها: الصيانة مع حسن الوجه وجمال الصورة

- ‌49 - ومنها: ذم الدنيا وتحقيرها

- ‌50 - ومنها: الزهد والتقلل من الدنيا، وإيثار الخشن من الثياب والعيش

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌ومن أخلاق الأنبياء عليهم السلام:

- ‌51 - اليقين

- ‌52 - ومنها: التوكل والتفويض والتسليم

- ‌53 - ومنها: الاكتساب والأكل من كد اليمين وعرق الجبين

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ أَيْضاً:

- ‌54 - ومنها: الاستشارة

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌55 - ومنها: مداراة الناس ومخالقتهم بأخلاقهم من غير إثم إذا احتيج إلى مخالقتهم، وخصوصاً لأجل تعليمهم وإرشادهم؛ فإن ذلك أيضًا من أخلاق الأنبياء عليهم السلام

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌56 - ومنها: الصبر على جور الحكام

- ‌57 - ومنها: النصيحة للخلق، ووعظهم وتذكيرهم، ووصيتهم بالتقوى وقبول النصيحة والوصية

- ‌58 - ومنها: العزلة والانفراد عن الناس إلا في حال الدعوة والتعليم، والاختلاء بالله على كل حال

- ‌59 - ومنها: الصمت إلا عن خير

- ‌60 - ومنها: التنزه عن خائنة الأعين

- ‌61 - ومنها: الحب في الله تعالى، والبغض في الله، والاجتماع على الله، والهجرة في الله سبحانه وتعالى

- ‌62 - ومنها: الرحمة والشفقة على خلق الله تعالى، وخصوصاً الضعفاء كاليتيم والمسكين والأرملة والخادم

- ‌63 - ومنها: العدل والقضاء بالحق

- ‌64 - ومنها: قول الحق عند من يخاف أو يُرجى بحيث لا تأخذهم في الله لومة لائم

- ‌65 - ومنها: القوة في دين الله تعالى، وأعمال الخير والأمانة والعفة

- ‌66 - ومنها: الغضب لله وعدم الغضب للنفس

- ‌67 - ومنها: النكاح، خصوصاً للمرأة الصالحة، والإنكاح، خصوصاً للرجل الكامل الصالح

- ‌ وإنما خُصت الأنبياء عليهم السلام بكثرة النساء والنكاح لما استودعه الله تعالى في النكاح من الفوائد والأسرار التي الأنبياء بها أحرى:

- ‌ تنبِيْهانِ:

- ‌ ومن أخلاقهم أيضاً:

- ‌68 - المحافظة على سائر الآداب في سائر الأمور؛ كآداب الطهارة، والصلاة، والسفر، والجهاد، والحج، والأكل والشرب، واللباس، والنوم، وغير ذلك

- ‌69 - ومنها: التعطر واستعمال الطيب

- ‌70 - ومنها: الاكتحال وسائر أنواع الزينة الشرعية

- ‌71 - ومنها: المحافظة على خصال الفطرة

- ‌72 - الاستغفار عند الخروج من الخلاء، وحمد الله على إذهاب الأذى

- ‌73 - ومنها: بقية آداب قضاء الحاجة؛ كالاستتار، والإبعاد، وقعود القرفصاء

- ‌74 - ومنها: الاغتسال من الجنابة، والتستر عند الاغتسال وعند قضاء الحاجة حياءً، والحياء في سائر الأحوال، بل كذلك الاستتار مطلقاً، وحفظ العورة، والوضوء والتثليث فيه والمحافظة عليه، والخضاب في محله بالصفرة والحمرة

- ‌75 - ومنها: لبس القميص، والسراويل، والكساء، والجبة، والقَلَنْسُوَة، والنعل، وسائر أنواع اللباس مما لا يكون فيه إسراف ولا مَخِيلة

- ‌76 - ومن أخلاق الأنبياء عليهم السلام: التؤدة والتأني إلا في أمور الآخرة، والاقتصاد في المعيشة، والسَّمْت الحسن

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌وهنا لَطِيفَتانِ:

- ‌ الأُوْلَى:

- ‌ اللَّطِيفَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌77 - ومن أخلاق الأنبياء عليهم السلام: الرضا بقضاء الله تعالى

- ‌78 - ومنها: إيثار محبة الفقراء والصحبة معهم على صحبة الأغنياء لهذا الحديث المذكور

- ‌79 - وكذلك من أعمالهم: تشييع الجنائز، وتعزية الحي بالميت

- ‌80 - ومنها: مساعدة الضعفاء وقضاء حوائج المسلمين

- ‌81 - ومنها: أنَّ الأنبياء عليهم السلام لا يتطلعون في عمل صالح إلى عرض من الدنيا - قلَّ أو جَلَّ - سواء في ذلك التبليغ وغيره

- ‌82 - ومنها: أنهم حيث لا يريدون بأعمالهم إلا وجه الله تبارك وتعالى فلا يتقربون من كل نوع من أنواع القربات إليه إلا بأحسنها وأحبها إليه، ولا يؤثرون أنفسهم عليه بشيء لأنَّ رغبتهم إليه وحرصهم عليه؛ فإنَّهم أخيار الأبرار

- ‌83 - ومنها: البداءة بالسلام ورده

- ‌84 - ومنها: مصافحة الأخ والقريب عند اللقاء، ومعانقته وإظهار البشاشة والبشر والهشاشة

- ‌85 - ومنها: التبسم في محله من غير قهقهة ولا رفع صوت

- ‌ فائِدَةٌ زائِدةٌ:

- ‌86 - ومنها: الخطبة، والتذكير والتحذير من الدجال والفتن والأمور المحذورة

- ‌87 - ومنها: اتخاذ المنبر والعصا

- ‌88 - ومنها: اتخاذ الكلب للحراسة ونحوها

- ‌89 - ومنها: اتخاذ القَذَّافة

- ‌90 - ومنها: اتخاذ القوس، والرمي عنها بالسهام، وتعلم الرماية للحرب

- ‌91 - ومنها: ارتباط الخيل في سبيل الله، وركوبها لذلك، وإعدادها للحرب

- ‌92 - ومنها: الجهاد في مجيل الله تعالى

- ‌93 - ومنها: التفكر والاعتبار، والمسافرة لذلك، والضرب في الأرض لمطالعة آيات الله والتماس رزقه، وتنفيذ أقضيته وأحكامه

- ‌94 - ومنها: المهاجرة خوفاً من الفتنة في الدين

- ‌95 - سكنى الشام

- ‌96 - ومنها: المجاورة بمكة المشرفة

- ‌97 - ومنها: زيارة بيت المقدس

- ‌ فائِدَة لَطِيْفَةٌ:

- ‌98 - ومنها: بناء المساجد

- ‌99 - ملازمة المساجد للصلاة والعلم والتعليم والخير

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌100 - ومنها: تعظيم المساجد وتجهيزها وتنظيفها

- ‌101 - ومنها: السفر للحج، والجهاد، والهجرة، والزيارة، وطلب الصالحين والعلماء، وطلب العلم، وإعداد الزاد، وحسن النية، وصُحبة الرفيق، واتباع الطريق، وحفظ الأوقات وسائر آداب السفر

- ‌102 - ومنها: قراءة القرآن، وتحسين الصوت به، والتخشع والتحزن عند قراءته

- ‌103 - ومنها: صلاة الضحى، والمحافظة على الذكر في الصباح والمساء

- ‌104 - ومنها: كثرة الذكر على كل حال وفي كل حين والجلوس في مجالس الذكر

- ‌105 - ومنها: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌106 - ومنها: تصديق النبي صلى الله عليه وسلم والإيمان به وبما جاء به

- ‌107 - ومنها: كتابة العلم

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌108 - ومن خصال الأنبياء عليهم السلام: الشكر

- ‌109 - ومن خصال الأنبياء عليهم السلام: الصبر بأقسامه الثلاثة

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌110 - ومن أعمال الأنبياء عليهم السلام: الدعاء

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ أُخْرَى:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌111 - ترصد أوقات الإجابة، والأحوال الشريفة، والأمكنة العظيمة للدعاء، والمحافظة على آداب الدعاء

- ‌112 - ومن آدابهم: رفع اليدين وبسطهما في الدعاء

- ‌113 - ومن آدابهم: تصدير الدعاء باسم من أسماء الله تعالى يليق بالترحم والتلطف، أو بما يوافق الدعاء المدعو به

- ‌114 - ومن آدابهم: الإشارة إلى الحاجة دون التصريح في الدعاء إلا أن يكون الحال يقتضى الانبساط إلى الله تعالى، كما في قول أيوب عليه السلام: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]

- ‌115 - ومن آدابهم: الاختصار في الدعاء والاختيار لجوامعه، وأدعية الأنبياء عليهم السلام في القرآن كلها جوامع

- ‌116 - ومن آدابهم: تكرار الدعاء ثلاثاً كما في هذا الأثر

- ‌117 - ومن آدابهم: أنهم يسألون الحاجات عند الاضطرار

- ‌118 - ومن آدابهم: الإسرار في الدعاء والتملق إلى الله تعالى بضعف الحال، والتقرب إلى الله تعالى في الدعاء بما له عليهم من سوابق

- ‌119 - ومن آدابهم: التوسل إلى الله تعالى بصالح أعمالهم إذا كان الوقت يقتضي الادلال والانبساط:

- ‌120 - ومن آدابهم: البداءة في الدعاء بنفس الداعي، وتعميم الدعاء للمؤمنين

- ‌121 - ومن آدابهم: التأمين على الدعاء

- ‌ تَنْبِيْهٌ لَطِيْفٌ:

- ‌122 - ومن خصال الأنبياء عليهم السلام: الاستمطار والاستسقاء لكافة الخلق

- ‌123 - ومنها: الاستسقاء بالصالحين كما تقدم قريباً عن عيسى عليه السلام

- ‌124 - ومن أخلاق الأنبياء عليهم السلام: ترك التداوي ثقةً بالله تعالى، واعتماداً عليه، وفعل التداوي تنفيذاً لحكم الله تعالى، وإظهاراً لما استودعه في الأدوية من المنافع من غير اعتماد عليها ولا على من يشير بها من طبيب ونحوه

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌125 - ومن أخلاق الأنبياء عليهم السلام: ترك التضجر والتأوه في المرض

- ‌126 - ومنها: قصر الأمل، وتوقع الموت خصوصاً للمريض

- ‌127 - ومنها: الوصية عند الموت للأولاد والأهل بالمحافظة على الدين

- ‌128 - ومنها: الحذر من الموت على غرَّة، والدعاء بتهوين سكرات الموت

- ‌129 - ومنها: إخراج ما عسى أن يكون عندهم من أمتعة الدنيا قبل الموت، وخصوصاً عند الموت

- ‌130 - ومنها: تفريغ القلب لمُلاقاة الله من كل ما سواه من زوجة وولد ومال وسائر أمور الدنيا

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ وهنا تَنْبِيْهاتٌ:

- ‌الأول:

- ‌ الثانِيْ:

- ‌ الثَّالِثُ:

- ‌ الرَّابعُ:

- ‌وهَذِه خَاتِمَةٌ لَطِيفَةٌ لِهَذَا الكِتَاب

- ‌ فائِدَتانِ:

- ‌الأُوْلَى:

- ‌ الثَّانِيَةُ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌(7) بَابُ ذِكْرِ أَخْلاقِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ومن هنا نذكر أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌القسم الثاني من الكتاب فِي النَّهي عَن التَّشَبُه بمَن وَرَدَ النَّهي عَن التَّشَبُه بهم، وَالنَّهي عَن طُرقهم

- ‌النوع الأول من القسم الثاني فِي النَّهي عَن التَّشَبه بالشَّيطَانِ "لَعَنَهُ الله تَعَالَى

- ‌1 - فمنها: الكفر بكل أنواعه:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌2 - ومن أعمال فجرة الجن: مسيس بني آدم بالصرع، والقتل، والأمراض، وغير ذلك

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌3 - ومن أخلاق الشيطان - لعنه الله تعالى - الدعاء إلى الكفر، بل هو أشد من الكفر

- ‌4 - ومن أخلاق الشيطان الرجيم: نية السوء، وإضماره للعباد

- ‌5 - ومنها - وهو أخصها وأجمعها -: الإغراء، والأمر بالمعاصي

- ‌6 - ومنها: الاستزلال، والتغرير

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌7 - ومن أخلاق الشيطان لعنه الله تعالى: الرضا بالمعصية، والسخط بالطاعات، والغيظ منها

- ‌8 - ومنها: الابتداع في الدين

- ‌9 - ومنها: إنكار البعث، والجنة، والنار

- ‌10 - ومنها: التكذيب بالقضاء والقدر

- ‌11 - ومنها: اعتقاد كون الأسباب مؤثرة بأنفسها في المسببات، وأنها هي الفاعلة، واعتقاد المسلمين أن الله تعالى يوجد الأشياء عند

- ‌12 - ومنها: إنكار قدرة الله تعالى على كل الممكنات، كما يفهم من اقتراح اللعين على عيسى عليه السلام أن يرد الله الجبل خبزاً

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌13 - ومنها: الحيلولة بين العبد وبين التفكر في آيات الله تعالي، ومخلوقاته، ومصنوعاته

- ‌14 - ومنها: التشكيك في الدين

- ‌15 - ومن أخلاق الشيطان: كفران النعم

- ‌16 - ومنها: التكبر الحامل للعبد على الامتناع، والخروج عن الطاعة، واتباع الحق

- ‌ لَطِيْفَتانِ:

- ‌ الأُوْلَى:

- ‌ الثَّانِيَةُ:

- ‌17 - ومن أخلاق الشيطان: رؤية النفس وتزكيتها، والأعجاب بها

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌18 - ومن أخلاق اللعين: دعاء الغير إلى تزكية النفس، ورؤيتها، والإعجاب بها

- ‌19 - ومنها -وهو من جنس ما تقدم -: دعوى الأحوال الشريفة والمقامات العالية، وهو على خلافها

- ‌20 - ومنها: تسخط المقدور، وعدم الرضا بالقسمة، والحسد

- ‌21 - ومنها: الحقد؛ وهو غاية الحسد

- ‌22 - ومنها: اللجاج؛ وهو ملازمة الأمر وعدم الانصراف عنه

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌23 - ومن أخلاق الشيطان: العجلة، والطيش، والإنسان بطبعه عجول

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌24 - ومن أفعال الشيطان الرجيم: قتل النفس التي حرم الله، والدعاء إليه، والمعاونة فيه

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌25 - ومن أخلاق اللعين: كراهية النكاح والتزوج، ومحبة العزوبة من كل أحد؛ لأنه يتمكن بالخواطر الشهوانية إذا لم يكن له حليلة

- ‌26 - ومن قبائح الشيطان: الزنا والأمر به

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌27 - ومن قبائح الشيطان: التلوط به، والدعاء إلى نكاح نفسه

- ‌28 - ومنها: العبث بمذاكير نفسه، أو بمذاكير غيره اجتلاباً للمني

- ‌29 - ومنها: العبث بدبر نفسه أو بدبر غيره بقصد الشهوة

- ‌30 - ومن قبائح الشيطان: التشبه بالنساء

- ‌31 - ومنها: القيادة بين الرجال والنساء، وبين الرجال والمرد، وكلاهما من الكبائر، والثاني أقبح

- ‌32 - ومنها: صحبة الأحداث، والنظر إلى الجميل منهم

- ‌33 - ومن أخلاق الشيطان لعنه الله: الكذب

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌34 - ومنها: التلبس بزي غيره إيهامًا أنه غيره

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌35 - ومنها: الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو على غيره من الأنبياء عليهم السلام وهو -وإن كان داخلًا في الكذب- إلا أني نبهت عليه على حدة لمزيد الاعتناء بالزجر عنه، والتنفير منه

- ‌36 - ومنها: التكذيب بالحق

- ‌37 - ومنها: مجادلة الناس بغير حق

- ‌38 - ومنها: مصادمة النص بالقياس، وتقديم الرأي على النص

- ‌39 - ومنها: محبة البدعة، والدعاء إليها، وذلك من الكبائر، ومجالسة أهل البدعة ومعاشرتهم لغير ضرورة

- ‌40 - ومنها: محبة الفتنة، والإشارة بها وبقتل المؤمن، والسعي في إهلاك خيار العباد والمكر بهم

- ‌41 - ومنها: الغش

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌42 - ومنها: الخديعة والمكر

- ‌43 - ومنها: اليمين الغموس

- ‌44 - ومنها: الحلف بغير الله تعالى

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌45 - ومنها: التصميم على اليمين وغيرها خير منها، فإن كانت اليمين على محرم فتركها واجب، وإلا فسنة، والكفارة فيهما

- ‌46 - ومنها: قلة المبالاة بحنث اليمين إلا في خير، وترك تكفير اليمين المحنوث فيها

- ‌47 - ومنها: إيقاع الناس في الكذب والحنث

- ‌48 - ومنها: أن يحول بين العبد وبين الوفاء بالعهد أو باليمين أو بالنذر، وبينه وبين إخراج ما نوى أن يتصدق به، وإذا خلا رجل بامرأة كان ثالثهما، ويلازم المعجبين بآرائهم، ويصوب إعجابهم، فالمؤمن عليه أن يحذر هذه الأخلاق الشيطانية

- ‌49 - ومنها: النذر في المعصية

- ‌50 - ومنها: الجهل بالله تعالى وبعظمته، وهذه أخص أوصاف الرجيم

- ‌51 - ومنها: الفحش، والبَذَاء، والوقاحة، وقلة الحياء، بل عدمه بالكلية، وهذا مما لا شك فإن الشيطان أول من ألقى جلباب الحياء من الله ومن الناس

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌52 - ومن أخلاق الشيطان: الامتناع من السجود لله تعالى، وإن شئت فقل: الامتناع من الصلاة، فتارك الصلاة أشبه الناس بالشيطان لأنه أمر بالسجود فلم يسجد

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌53 - ومن أخلاق اللعين: كراهية السجود من غيره، وعيبه واستقباحه

- ‌54 - ومن أعماله لعنه الله تعالى: الصد عن ذكر الله تعالى، وعن الصلاة، أو عن غيرها من الطاعات وأعمال الخير

- ‌ محذرة:

- ‌55 - ومنها -وهو نوع مما تقدم-: القعود على عقيصة شعر المصلي، ولذلك كره أن يصلي الرجل وشعره معقوص

- ‌56 - ومنها: المرور بين يدي المصلي، وهو حرام على من مر بين المصلي وبين سترته، إذا كان بينه وبين السترة قدر ثلاثة أذرع فما دونها

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌57 - ومن أعمال الشيطان -لعنه الله- العبث بكل طائع في كل طاعة أمكنه العبث به ليشغله عن طاعته أو يفسدها

- ‌58 - ومن أخلاقه -لعنه الله-: الغفلة عن ذكر الله تعالى، ولا سيما إذا استقلت الشمس

- ‌59 - ومنها: الفرار من الأماكن التي يقرأ فيها القرآن العظيم، مع الإقبال على المجالس التي يضرب فيها بالآلات، ويتغنى فيها بأنواع التلحينات

- ‌60 - ومنها: الفرار من الأذان وعدم إجابة المؤذن واستماعه، والتلهي عن سماعه، والخروج من المسجد بعد الأذان وقبل الصلاة لغير ضرورة، وكل ذلك مكروه، وفاعله متشبه بالشيطان

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌61 - ومن أخلاق اللعين: إنساء العبد أن يذكر ربه في شدائده وحاجاته، فيلقي في قلب العبد طلب الغوث والحاجة من العبد لما له من الجاه أو الكلمة أو القوة

- ‌62 - ومن قبائح أخلاق الشيطان: حب الدنيا، والدرهم والدينار، وتحبيبها إلى الخلق

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌63 - ومن قبائح أخلاق الشيطان: البخل، وحمل الناس عليه

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌64 - ومن أخلاق الشيطان - وهو من جنس ما تقدم -: النهي عن الصدقة لمن تطلب منه الصدقة لا سيما الزكاة

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌65 - ومن أعمال الشيطان: التبذير والإسراف، والأمر بذلك

- ‌ تَنْبِيْهانِ:

الفصل: ‌2 - ومن أعمال فجرة الجن: مسيس بني آدم بالصرع، والقتل، والأمراض، وغير ذلك

إذا وصفوا أحداً بالشر، أو بالمكر، ودقة الحيلة، وسرعة الحركة، أو نحو ذلك: إن فلاناً من الجن، وكان من الجن.

‌2 - ومن أعمال فجرة الجن: مسيس بني آدم بالصرع، والقتل، والأمراض، وغير ذلك

.

وقد روى الإمام أحمد بأسانيد أحدها صحيح، وأبو يعلى، والبزار، والطبراني عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَنَاءُ أُمَّتِيْ بِالطَّعْنِ، وَالطَّاعُونِ"، فقيل: يا رسول الله! هذا الطعن عرفناه، فما الطاعون؟ قال:"وَخْزُ أَعْدَائِكُم مِنَ الجنِّ، وَفِيْ كُلٍّ شَهادَةٌ"(1).

وروى أبو يعلى بإسناد حسن عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطِّاعُونِ"، فقيل: يا رسول الله! هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال:"وَخْزَةٌ تُصِيْبُ أُمَّتِيْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ مِنَ الْجِنِّ كَغُدَّةِ الْبَعِيْرِ؛ مَنْ أقَامَ عَلَيْهَا كانَ مُرَابِطًا، وَمَنْ أُصِيْبَ بِهِ كَانَ شَهِيْدًا، وَمَنْ فَرَّ مِنْهُ كانَ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ"(2).

واشتهر أن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه قتلته الجن.

(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(4/ 395)، وأبو يعلى في "المسند"(7226)، والبزار في "المسند"(2986)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3422).

(2)

رواه أبو يعلى في "المسند"(4664).

ص: 437

قيل: إنه بال في سرب فقتلوه، وأنشدوا:[من مجزوء الرمل]

نَحْنُ قتَلْنا سَيِّدَ الْـ

خَزْرَجِ سَعْدَ بْنَ عُبادَةْ

وَرَمَيْناهُ بسَهْمَيْـ

ـنِ فَلَمْ يُخْطِ فُؤادَه

ذكر ذلك الحافظ ابن عساكر وغيره (1).

وقد رفع بعض فضلاء المغاربة إلى شيخ الإسلام الوالد سؤالاً منظوماً في حكم تطبيب الممسوس، وفي حقيقة الجن ومسهم، فقال:[من الرمل]

يا إِمامَ الْعَصْرِ يا نَجْمَ الْهُدَىْ

فِيْ سَماءِ الْعِلْمِ يا بَدْرَ الْعَمَلْ

ما تَرَىْ فِيْ طِبِّ مَنْ طُبَّ وَمَنْ

عَقْلُةُ مِنْ مَسِّ جِنٍّ مُخْتَبَلْ

هَلْ تَراهُ سُنَّةً أَوْ واجِباً

أَمْ حَراماً أَمْ عَلَىْ الْكُرْهِ اشْتَمَلْ

وَالَّذِيْ قَدْ يَقَعُ النَّاسُ بِهِ

هَلْ مُثابٌ أَمْ عَلَىْ الإِثْمِ حَصَلْ

وَإِذا عالَجَ بِالرُّقْيَةِ أَوْ

غَيْرِها مِمَّا إِلَيْكُمْ قَدْ وَصَلْ

كَيْفَ أَصْلُ الْجِنِّ مَعْ خِلْقَتِهِمْ

فَهْوَ نارٌ أَمْ عَنِ النَّارِ انتقَلْ

وَإِذا هُمْ لِبَنِيْ آدَمَ هَلْ

صَحَّ أَوْ ذا قَوْلُ زُوْرٍ مُفْتَعَلْ

وَالَّذِيْ يُنْكِرُ وُجْدانهمُ

هَلْ أَصابَ الْحَقَّ أَوْ عَنْهُ عَدَلْ

فَتَصَدَّقْ بِجَوابٍ وَاغْتَنِمْ

أَجْرَ عَبْدٍ ذِيْ افْتِقارٍ قَدْ سَأَلْ

(1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(20/ 269)، وكذا الحاكم في "المستدرك"(5103).

ص: 438

فأجابه الشيخ رضي الله عنه بقوله:

أَحْمَدُ اللهَ عَلَىْ إِحْسانِهِ

شاكِراً إِنْعامَهُ عز وجل

وَعَلَىْ الْمُخْتارِ مَعْ شِيْعَتِهِ

صَلَواتٌ مَعْ سَلامٍ لَمْ يَزَلْ

طِبُّ مَنْ طُبَّ وَمَنْ فِيْ عَقْلِهِ

خَلَلٌ يُنْدَبُ حَيْثُ الْفِعْلُ حَلّ

وَالرُّقَىْ بِالذِّكْرِ أَوْ ما قَدْ أَتَىْ

نَقْلُهُ عَنْ سَلَفٍ نِعْمَ الْعَمَلْ

صَحَّ فِيْ ذَلِكَ مِنْ أَخبارِها

ذِيْ الْوَرَىْ وَالآلِ وَالصَّحْبِ جُمَلْ

وَالَّذِيْ يَفْعَلُهُ مَعْ نِيَّةٍ

صَلُحَتْ فَهْوَ مُثابٌ إِنْ فَعَلْ

يَسْتَحِقُّ الْجُعْلَ بِالْعَقْدِ إِذا

عَيَّنَ الْجُعْلَ إِذا الْفِعْلُ كَمَلْ

فَعَنِ الْخُدْرِيِّ يُرْوَىْ أَنَّهُ

مَعْ أَقْوامٍ عَلَىْ حَيٍّ نَزَلْ

فَاسْتَضافُوْهُمْ فَشَحُّوْا ثُمَّ قَدْ

لُدِغَ السَّيِّدُ مِنْ بَعْضِ الأَهَلْ

فَاسْتَغاثُوْا لَهُمْ وَالْتَمَسُوْا

رُقْيَةً تُذْهِبُ عَنْهُ ما حَصَلْ

فَأَبَىْ إِلَاّ بِجُعْلٍ وَارْتَضَىْ

عَنْ رُقاهُ بِقَطِيْعٍ لا أَقَل

وَرَقَىْ الْخُدْرِيُّ بِالْفاتِحَةِ الْمَوْ

ضعَ الْمَلْدُوغ مِنْهُ وَتَفَلْ

فَاشْتَفَىْ الْمَلْدُوْغُ فَوْراً مِثْلَما

مِنْ عِقالٍ يَنْشَطُ الَّذِيْ اعْتُقِلْ

وَارْتَضَىْ الْهادِيْ بِذا قالَ اضْرِبُوْا

لِيْ بِسَهْمٍ ثُمَّ مِنْهُ قَدْ أَكَلْ

ثُمَّ أَصْلُ الْجِنِّ مِنْ نارٍ وَكَمْ

جاءَ مِنْ نَصٍّ عَلَىْ ذا الأَمْرِ دَلّ

وَهْوُ إِجْماعٌ كَما آدَمُ مِنْ

طِيْنِ أَرْضٍ قَدْ عَلا لِما سَفَلْ

ص: 439

نُقِلُوْا مِنْ عُنْصُرِ النَّارِ إِلَىْ

عُنْصُرٍ آخَرَ عَنْها مُعْتَدَلْ

مِثْلَما الإِنْسانُ مِنْ طِيْنِ إِلَىْ

الْعُنْصُرِ الْمَعْهُوْدِ فِيْ الْخَلْقِ انتُقَلْ

وَأَذاهُمْ لِبَنِيْ آدَمَ لا

شَكَّ فِيْهِ وَكَثِيْراً ما قَتَلْ

وَوُجُوْدُ الْجِنِّ إِجْماعٌ وَلَمْ

تَلْقَ فِيْهِ مِنْ خِلافٍ في الْمِلَلْ

وَالَّذِيْ يُنْكِرُ هَذا كُلَّهُ

ذُوْ ابْتِداعٍ أَوْ جُنُوْنٍ أَوْ خَبَلْ

وَهْوَ قَوْلٌ باطِلٌ قالَ بِهِ

كُلُّ مَنْ ضَلَّ عَنِ الْحَقِّ وَزَلّ

خُذْ جَواباً فائِقاً مُنْتَظَماً

مِثْلَ دُرٍّ جاءَ مِنْ بَحْرِ الرَّمَلْ

قالَهُ مُحَمَّدُ الْغَزِّيُّ وَالْـ

ـعامِرِيُّ الشَّافِعِيُّ بِالْعَجَلْ

حامِدَ اللهِ عَلَىْ إِنْعامِهِ

حَسْبُنا اللهُ عَلَيْهِ الْمُتَّكَلْ

ص: 440

الفَصْلُ الثَّاني

الشياطين كلهم كفار لقوله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 102]، والمراد إبليس وذريته.

فأمَّا شياطين الجن والإنس فقد يكون منهم من ينقله الله تعالى من الشيطانية إلى الطاعة، فيوفقه إلى الإسلام بعد الكفر، وإلى التوبة بعد المعصية؛ فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

وقد يكون منهم من يدوم على الشيطنة إلى الممات، فيطبع الله على قلبه، ويكون شيطاناً رجيماً، ويحشر مع إبليس وجنوده.

قال الله تعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ} [الشعراء: 94 - 95].

وقال عز وجل: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} [مريم: 68 - 69].

روي في تفسير الآية: أنه يحشر كل كافر مع شيطان في سلسلة،

ص: 441

ثم يحضرون حول جهنم مغلولين، ثم يقدم الأكفر فالأكفر فيلقى في النار.

وقال مجاهد: يقدم الأعتى فالأعتى (1).

وكذلك روي في تفسير قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22]؛ أي: قرناءهم من الشياطين لأنهم نظراؤهم كزوجَي النعل والخف.

ثم الكلام في الشياطين الذين هم من ذرية إبليس هل يسلم منهم أحد، أم لا؟

قولان.

روى مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَاّ وَمَعَهُ شَيْطَانٌ"، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: "وَأَنَا، إِلَاّ أَنَّ اللهَ أَعَاننَيْ عَلَيْهِ فَأَسْلَم"(2)؛ روي بفتح الميم؛ أي: فأسلمَ شيطاني، وهو المختار عند الأكثرين.

وكان سفيان يروي الحديث: "فأسلمُ" - بضم الميم -؛ أي: فأنا أسلمُ منه، وكان يقول: إن الشيطان لا يُسلم (3).

لكن يشهد للأول: ما رواه الإمام أحمد، ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه،

(1) انظر: "تفسير البغوي"(3/ 203).

(2)

رواه مسلم (2815).

(3)

انظر: "سنن الترمذي"(1172)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (7/ 101).

ص: 442

والطبراني عن المغيرة رضي الله تعالى عنه قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَاّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِيْنُهُ مِنَ الْجِنِّ، وَقَرِيْنُهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ"، قالوا: وإياك؟ قال: "وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَاننِيْ عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَمْ (1) يَأْمُرْنِيْ إِلَاّ بِخَيْرٍ"(2).

وروى أبو نعيم، والبيهقي في "الدلائل" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُضِّلْتُ عَلَى آدَمَ بِخَصْلَتَيْنِ؛ كانَ شَيْطَانِيْ كَافِرًا فَأَعَانَنِيْ اللهُ عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ، وَكُنَّ أَزْوَاجِيْ عَوْنًا لِي عَلَى الطَّاعَةِ، وَكَانَتْ زَوْجَتُهُ عَوْنًا عَلَى خَطِيْئَتِهِ"(3).

والحق أن هذه خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم، وأن شيطانه أسلم حقيقة كما جزم به السيوطي في "الخصائص"، والقسطلاني في "المواهب اللدنية"(4).

ولا بدع أن يشذَّ عن الأبالسة واحد فيسلم كما شذَّ عن الملائكة واحد فكفر بالله تعالى، وهو إبليس على قول ابن عباس وغيره: أنه كان من الملائكة، كما تقدم.

ولم أر أن أحداً من الشياطين أسلم غير شيطان النبي صلى الله عليه وسلم، إلا ما رواه أبو نعيم في "الدلائل" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كنت

(1) عند مسلم: "فلا" بدل "فلم".

(2)

رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 397)، ومسلم (2814).

(3)

رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(5/ 488) وقال: هذا رواية محمد بن الوليد بن أبان، وهو في عداد من يضع الحديث.

(4)

انظر: "الخصائص الكبرى" للسيوطي (2/ 323).

ص: 443

عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بظاهر المدينة إذ أقبل شيخ يتوكأ على عكاز، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا لَمِشْيَةُ جِنِّيٍّ"، ثم سلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا لَنَغْمَةُ جِنِّيٍّ".

فقال: أجل يا رسول الله! أنا الهامة بن الهام بن لاقيس بن إبليس.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لا أَرَى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ إِلَاّ أَبَوَيْنِ".

قال: أجل يا رسول الله.

قال: "كَمْ أتَى عَلَيْكَ مِنَ الْعُمُرِ؟ ".

قال: أكلت عمر الدنيا إلا القليل، كنت ليالي قتل قابيل هابيل غلاماً ابن أعوام، وكنت أتسوف على الآكام، وأصطاد الهام، وأفسد الطعام، وأورش بين الأنام.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "بِئْسَ الْعَمَلُ".

فقال: يا رسول الله! دعني من العتب؛ فإني ممن آمن مع نوح عليه السلام، وعاتبته في دعوته، فبكى وأبكاني، وقال: إني والله لمن النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولقيت هوداً عليه السلام فعاتبته في دعوته، فبكى وأبكاني، وقال: إني لمن النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولقيت إبراهيم عليه السلام فآمنت به، وكنت بينه وبين الأرض إذ قذف به في المنجنيق، وكنت معه في النار إذ ألقي فيها، وكنت مع يوسف عليه السلام إذ ألقي في الجب، فسبقته إلى قعره، ولقيت موسى بن عمران عليه السلام

ص: 444

بالمكان الأيمن، وكنت مع عيسى بن مريم عليهما السلام فقال لي: إن لقيت محمداً صلى الله عليه وسلم فاقرأ عليه السلام.

فقال النبي: صلى الله عليه وسلم "عليه السلام، وَعَلَيْكَ يَا هَامَّةُ، مَا حَاجَتَكَ؟ ".

قال: إن موسى علمني التوراة، كان عيسى علمني الإنجيل، فعلمني القرآن.

فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه إلينا (1).

وهذا الحديث رواه العقيلي، والبيهقي، وأبو نعيم - أيضاً - عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بنحوه، ولم يذكر فيه لقيه إبراهيم عليه السلام، وزاد فيه: وكنت زواراً ليعقوب عليه السلام، وكنت من يوسف عليه السلام بالمكان الأمين، وكنت ألقى إلياس عليه السلام بالأودية، وأنا ألقاه الآن، وإني لقيت موسى بن عمران عليه السلام فعلمني التوراة، وقال: إني لقيت عيسى بن مريم فأقرئه مني السلام.

وذكر الحديث وزاد فيه: فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقعت، والمرسلات، وعم يتسألون، وإذا الشمس كورت، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وقال:"اِرْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ يَا هَامَّةُ، وَلا تَدَعْ زِيَارَتَنَا".

فقال عمر رضي الله تعالى عنه: فقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه

(1) ورواه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 96) وقال: وكلا هذين الإسنادين - يقصد حديث أنس وحديث عمر - غير ثابت، ولا يرجع منهما إلى صحة.

ص: 445