الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا وصفوا أحداً بالشر، أو بالمكر، ودقة الحيلة، وسرعة الحركة، أو نحو ذلك: إن فلاناً من الجن، وكان من الجن.
2 - ومن أعمال فجرة الجن: مسيس بني آدم بالصرع، والقتل، والأمراض، وغير ذلك
.
وقد روى الإمام أحمد بأسانيد أحدها صحيح، وأبو يعلى، والبزار، والطبراني عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَنَاءُ أُمَّتِيْ بِالطَّعْنِ، وَالطَّاعُونِ"، فقيل: يا رسول الله! هذا الطعن عرفناه، فما الطاعون؟ قال:"وَخْزُ أَعْدَائِكُم مِنَ الجنِّ، وَفِيْ كُلٍّ شَهادَةٌ"(1).
وروى أبو يعلى بإسناد حسن عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطِّاعُونِ"، فقيل: يا رسول الله! هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال:"وَخْزَةٌ تُصِيْبُ أُمَّتِيْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ مِنَ الْجِنِّ كَغُدَّةِ الْبَعِيْرِ؛ مَنْ أقَامَ عَلَيْهَا كانَ مُرَابِطًا، وَمَنْ أُصِيْبَ بِهِ كَانَ شَهِيْدًا، وَمَنْ فَرَّ مِنْهُ كانَ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ"(2).
واشتهر أن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه قتلته الجن.
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(4/ 395)، وأبو يعلى في "المسند"(7226)، والبزار في "المسند"(2986)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3422).
(2)
رواه أبو يعلى في "المسند"(4664).
قيل: إنه بال في سرب فقتلوه، وأنشدوا:[من مجزوء الرمل]
نَحْنُ قتَلْنا سَيِّدَ الْـ
…
خَزْرَجِ سَعْدَ بْنَ عُبادَةْ
وَرَمَيْناهُ بسَهْمَيْـ
…
ـنِ فَلَمْ يُخْطِ فُؤادَه
ذكر ذلك الحافظ ابن عساكر وغيره (1).
وقد رفع بعض فضلاء المغاربة إلى شيخ الإسلام الوالد سؤالاً منظوماً في حكم تطبيب الممسوس، وفي حقيقة الجن ومسهم، فقال:[من الرمل]
يا إِمامَ الْعَصْرِ يا نَجْمَ الْهُدَىْ
…
فِيْ سَماءِ الْعِلْمِ يا بَدْرَ الْعَمَلْ
ما تَرَىْ فِيْ طِبِّ مَنْ طُبَّ وَمَنْ
…
عَقْلُةُ مِنْ مَسِّ جِنٍّ مُخْتَبَلْ
هَلْ تَراهُ سُنَّةً أَوْ واجِباً
…
أَمْ حَراماً أَمْ عَلَىْ الْكُرْهِ اشْتَمَلْ
وَالَّذِيْ قَدْ يَقَعُ النَّاسُ بِهِ
…
هَلْ مُثابٌ أَمْ عَلَىْ الإِثْمِ حَصَلْ
وَإِذا عالَجَ بِالرُّقْيَةِ أَوْ
…
غَيْرِها مِمَّا إِلَيْكُمْ قَدْ وَصَلْ
كَيْفَ أَصْلُ الْجِنِّ مَعْ خِلْقَتِهِمْ
…
فَهْوَ نارٌ أَمْ عَنِ النَّارِ انتقَلْ
وَإِذا هُمْ لِبَنِيْ آدَمَ هَلْ
…
صَحَّ أَوْ ذا قَوْلُ زُوْرٍ مُفْتَعَلْ
وَالَّذِيْ يُنْكِرُ وُجْدانهمُ
…
هَلْ أَصابَ الْحَقَّ أَوْ عَنْهُ عَدَلْ
فَتَصَدَّقْ بِجَوابٍ وَاغْتَنِمْ
…
أَجْرَ عَبْدٍ ذِيْ افْتِقارٍ قَدْ سَأَلْ
(1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(20/ 269)، وكذا الحاكم في "المستدرك"(5103).
فأجابه الشيخ رضي الله عنه بقوله:
أَحْمَدُ اللهَ عَلَىْ إِحْسانِهِ
…
شاكِراً إِنْعامَهُ عز وجل
وَعَلَىْ الْمُخْتارِ مَعْ شِيْعَتِهِ
…
صَلَواتٌ مَعْ سَلامٍ لَمْ يَزَلْ
طِبُّ مَنْ طُبَّ وَمَنْ فِيْ عَقْلِهِ
…
خَلَلٌ يُنْدَبُ حَيْثُ الْفِعْلُ حَلّ
وَالرُّقَىْ بِالذِّكْرِ أَوْ ما قَدْ أَتَىْ
…
نَقْلُهُ عَنْ سَلَفٍ نِعْمَ الْعَمَلْ
صَحَّ فِيْ ذَلِكَ مِنْ أَخبارِها
…
ذِيْ الْوَرَىْ وَالآلِ وَالصَّحْبِ جُمَلْ
وَالَّذِيْ يَفْعَلُهُ مَعْ نِيَّةٍ
…
صَلُحَتْ فَهْوَ مُثابٌ إِنْ فَعَلْ
يَسْتَحِقُّ الْجُعْلَ بِالْعَقْدِ إِذا
…
عَيَّنَ الْجُعْلَ إِذا الْفِعْلُ كَمَلْ
فَعَنِ الْخُدْرِيِّ يُرْوَىْ أَنَّهُ
…
مَعْ أَقْوامٍ عَلَىْ حَيٍّ نَزَلْ
فَاسْتَضافُوْهُمْ فَشَحُّوْا ثُمَّ قَدْ
…
لُدِغَ السَّيِّدُ مِنْ بَعْضِ الأَهَلْ
فَاسْتَغاثُوْا لَهُمْ وَالْتَمَسُوْا
…
رُقْيَةً تُذْهِبُ عَنْهُ ما حَصَلْ
فَأَبَىْ إِلَاّ بِجُعْلٍ وَارْتَضَىْ
…
عَنْ رُقاهُ بِقَطِيْعٍ لا أَقَل
وَرَقَىْ الْخُدْرِيُّ بِالْفاتِحَةِ الْمَوْ
…
ضعَ الْمَلْدُوغ مِنْهُ وَتَفَلْ
فَاشْتَفَىْ الْمَلْدُوْغُ فَوْراً مِثْلَما
…
مِنْ عِقالٍ يَنْشَطُ الَّذِيْ اعْتُقِلْ
وَارْتَضَىْ الْهادِيْ بِذا قالَ اضْرِبُوْا
…
لِيْ بِسَهْمٍ ثُمَّ مِنْهُ قَدْ أَكَلْ
ثُمَّ أَصْلُ الْجِنِّ مِنْ نارٍ وَكَمْ
…
جاءَ مِنْ نَصٍّ عَلَىْ ذا الأَمْرِ دَلّ
وَهْوُ إِجْماعٌ كَما آدَمُ مِنْ
…
طِيْنِ أَرْضٍ قَدْ عَلا لِما سَفَلْ
نُقِلُوْا مِنْ عُنْصُرِ النَّارِ إِلَىْ
…
عُنْصُرٍ آخَرَ عَنْها مُعْتَدَلْ
مِثْلَما الإِنْسانُ مِنْ طِيْنِ إِلَىْ
…
الْعُنْصُرِ الْمَعْهُوْدِ فِيْ الْخَلْقِ انتُقَلْ
وَأَذاهُمْ لِبَنِيْ آدَمَ لا
…
شَكَّ فِيْهِ وَكَثِيْراً ما قَتَلْ
وَوُجُوْدُ الْجِنِّ إِجْماعٌ وَلَمْ
…
تَلْقَ فِيْهِ مِنْ خِلافٍ في الْمِلَلْ
وَالَّذِيْ يُنْكِرُ هَذا كُلَّهُ
…
ذُوْ ابْتِداعٍ أَوْ جُنُوْنٍ أَوْ خَبَلْ
وَهْوَ قَوْلٌ باطِلٌ قالَ بِهِ
…
كُلُّ مَنْ ضَلَّ عَنِ الْحَقِّ وَزَلّ
خُذْ جَواباً فائِقاً مُنْتَظَماً
…
مِثْلَ دُرٍّ جاءَ مِنْ بَحْرِ الرَّمَلْ
قالَهُ مُحَمَّدُ الْغَزِّيُّ وَالْـ
…
ـعامِرِيُّ الشَّافِعِيُّ بِالْعَجَلْ
حامِدَ اللهِ عَلَىْ إِنْعامِهِ
…
حَسْبُنا اللهُ عَلَيْهِ الْمُتَّكَلْ
الفَصْلُ الثَّاني
الشياطين كلهم كفار لقوله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 102]، والمراد إبليس وذريته.
فأمَّا شياطين الجن والإنس فقد يكون منهم من ينقله الله تعالى من الشيطانية إلى الطاعة، فيوفقه إلى الإسلام بعد الكفر، وإلى التوبة بعد المعصية؛ فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
وقد يكون منهم من يدوم على الشيطنة إلى الممات، فيطبع الله على قلبه، ويكون شيطاناً رجيماً، ويحشر مع إبليس وجنوده.
قال الله تعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ} [الشعراء: 94 - 95].
وقال عز وجل: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} [مريم: 68 - 69].
روي في تفسير الآية: أنه يحشر كل كافر مع شيطان في سلسلة،
ثم يحضرون حول جهنم مغلولين، ثم يقدم الأكفر فالأكفر فيلقى في النار.
وقال مجاهد: يقدم الأعتى فالأعتى (1).
وكذلك روي في تفسير قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22]؛ أي: قرناءهم من الشياطين لأنهم نظراؤهم كزوجَي النعل والخف.
ثم الكلام في الشياطين الذين هم من ذرية إبليس هل يسلم منهم أحد، أم لا؟
قولان.
روى مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَاّ وَمَعَهُ شَيْطَانٌ"، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: "وَأَنَا، إِلَاّ أَنَّ اللهَ أَعَاننَيْ عَلَيْهِ فَأَسْلَم"(2)؛ روي بفتح الميم؛ أي: فأسلمَ شيطاني، وهو المختار عند الأكثرين.
وكان سفيان يروي الحديث: "فأسلمُ" - بضم الميم -؛ أي: فأنا أسلمُ منه، وكان يقول: إن الشيطان لا يُسلم (3).
لكن يشهد للأول: ما رواه الإمام أحمد، ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه،
(1) انظر: "تفسير البغوي"(3/ 203).
(2)
رواه مسلم (2815).
(3)
انظر: "سنن الترمذي"(1172)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (7/ 101).
والطبراني عن المغيرة رضي الله تعالى عنه قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَاّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِيْنُهُ مِنَ الْجِنِّ، وَقَرِيْنُهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ"، قالوا: وإياك؟ قال: "وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَاننِيْ عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَمْ (1) يَأْمُرْنِيْ إِلَاّ بِخَيْرٍ"(2).
وروى أبو نعيم، والبيهقي في "الدلائل" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُضِّلْتُ عَلَى آدَمَ بِخَصْلَتَيْنِ؛ كانَ شَيْطَانِيْ كَافِرًا فَأَعَانَنِيْ اللهُ عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ، وَكُنَّ أَزْوَاجِيْ عَوْنًا لِي عَلَى الطَّاعَةِ، وَكَانَتْ زَوْجَتُهُ عَوْنًا عَلَى خَطِيْئَتِهِ"(3).
والحق أن هذه خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم، وأن شيطانه أسلم حقيقة كما جزم به السيوطي في "الخصائص"، والقسطلاني في "المواهب اللدنية"(4).
ولا بدع أن يشذَّ عن الأبالسة واحد فيسلم كما شذَّ عن الملائكة واحد فكفر بالله تعالى، وهو إبليس على قول ابن عباس وغيره: أنه كان من الملائكة، كما تقدم.
ولم أر أن أحداً من الشياطين أسلم غير شيطان النبي صلى الله عليه وسلم، إلا ما رواه أبو نعيم في "الدلائل" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كنت
(1) عند مسلم: "فلا" بدل "فلم".
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 397)، ومسلم (2814).
(3)
رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(5/ 488) وقال: هذا رواية محمد بن الوليد بن أبان، وهو في عداد من يضع الحديث.
(4)
انظر: "الخصائص الكبرى" للسيوطي (2/ 323).
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بظاهر المدينة إذ أقبل شيخ يتوكأ على عكاز، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا لَمِشْيَةُ جِنِّيٍّ"، ثم سلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا لَنَغْمَةُ جِنِّيٍّ".
فقال: أجل يا رسول الله! أنا الهامة بن الهام بن لاقيس بن إبليس.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لا أَرَى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ إِلَاّ أَبَوَيْنِ".
قال: أجل يا رسول الله.
قال: "كَمْ أتَى عَلَيْكَ مِنَ الْعُمُرِ؟ ".
قال: أكلت عمر الدنيا إلا القليل، كنت ليالي قتل قابيل هابيل غلاماً ابن أعوام، وكنت أتسوف على الآكام، وأصطاد الهام، وأفسد الطعام، وأورش بين الأنام.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "بِئْسَ الْعَمَلُ".
فقال: يا رسول الله! دعني من العتب؛ فإني ممن آمن مع نوح عليه السلام، وعاتبته في دعوته، فبكى وأبكاني، وقال: إني والله لمن النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولقيت هوداً عليه السلام فعاتبته في دعوته، فبكى وأبكاني، وقال: إني لمن النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولقيت إبراهيم عليه السلام فآمنت به، وكنت بينه وبين الأرض إذ قذف به في المنجنيق، وكنت معه في النار إذ ألقي فيها، وكنت مع يوسف عليه السلام إذ ألقي في الجب، فسبقته إلى قعره، ولقيت موسى بن عمران عليه السلام
بالمكان الأيمن، وكنت مع عيسى بن مريم عليهما السلام فقال لي: إن لقيت محمداً صلى الله عليه وسلم فاقرأ عليه السلام.
فقال النبي: صلى الله عليه وسلم "عليه السلام، وَعَلَيْكَ يَا هَامَّةُ، مَا حَاجَتَكَ؟ ".
قال: إن موسى علمني التوراة، كان عيسى علمني الإنجيل، فعلمني القرآن.
فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه إلينا (1).
وهذا الحديث رواه العقيلي، والبيهقي، وأبو نعيم - أيضاً - عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بنحوه، ولم يذكر فيه لقيه إبراهيم عليه السلام، وزاد فيه: وكنت زواراً ليعقوب عليه السلام، وكنت من يوسف عليه السلام بالمكان الأمين، وكنت ألقى إلياس عليه السلام بالأودية، وأنا ألقاه الآن، وإني لقيت موسى بن عمران عليه السلام فعلمني التوراة، وقال: إني لقيت عيسى بن مريم فأقرئه مني السلام.
وذكر الحديث وزاد فيه: فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقعت، والمرسلات، وعم يتسألون، وإذا الشمس كورت، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وقال:"اِرْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ يَا هَامَّةُ، وَلا تَدَعْ زِيَارَتَنَا".
فقال عمر رضي الله تعالى عنه: فقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه
(1) ورواه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 96) وقال: وكلا هذين الإسنادين - يقصد حديث أنس وحديث عمر - غير ثابت، ولا يرجع منهما إلى صحة.