الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَجابَ لِسانُ الْحالِ ذاكِرَ فَخْرِها
…
أَلا إِنَّ فَخْرَ الشَّامِ أَعْلا بِرَبْوَةِ
وللعلامة ابن الوردي: [من الرجز]
دِمَشْقُ فِي أَرْجائِها موَاضِعُ
…
يَحارُ فِيها ناظِرٌ وَسامعُ
رَبْوَتُها وَقَصْرُها وَالْجامعُ
…
هُنَّ ثلاثٌ ما لَهُنَّ رابِعُ
96 - ومنها: المجاورة بمكة المشرفة
.
روى الأزرقي عن محمد بن سابط، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كانَ النَّبِيُّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام إِذا هَلَكَتْ أُمَّتُهُ لَحِقَ بِمَكَّةَ، فَيَتَعَبَّدُ اللهَ فِيْها النَّبِيُّ وَقَومُهُ حَتَّى يَمُوْتَ".
قال: "فَماتَ بِها نُوْحٌ، وَهُوْدٌ، وَصَالحٌ، وَشُعَيْبُ عليهم السلام، وَقُبُوْرُهُمْ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْحِجْرِ"(1).
وروى هو، والبيهقي عن عبد الله بن ضمرة السلولي قال: ما بين المقام إلى الركن إلى زمزم إلى الحِجْر قبر سبعة وسبعين (2) نبياً، جاؤوا
(1) رواه الأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 68).
(2)
في "أخبار مكة": "تسعة وتسعين" بدل "سبعة وسبعين".
حاجين فماتوا فقُبروا هنالك (1).
وروى الأزرقي، والجندي عن عبد الرحمن بن سابط قال: كان النبي من الأنبياء إذا هلك قومه فنجا هو والصالحون معه أتى مكة بمن معه، فيعبدون الله حتى يموتوا فيها، وإنَّ قبر نوح، وهود، وشعيب، وصالح بين زمزم والركن والمقام (2).
وروى الجندي عن محمد بن سابط: أنَّ قبر إسماعيل - أيضا - ثَمَّ.
ومُقامه هو وأبوه إبراهيم، ومجاورتهما بها معلومة من كتاب الله تعالى.
واعلم أنَّ كثيراً من العلماء استحبوا المجاورة بمكة لفضلها وتضعيف الحسنات بها، ورغبة في الموت بها.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: من قُبر بمكة مسلماً بُعث آمناً يوم القيامة. أخرجه الجندي (3).
وروى البيهقي في "الشعب" عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) رواه الأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 134)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4006).
(2)
رواه الأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 133)، وكذا عزاه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 30) إلى الجندي، كلاهما عن عبد الرحمن بن سابط.
(3)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (2/ 272).