الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبل أن تسألوني (1).
قال العلماء: لا يحول بين هذه الأمة وبين استجابة الدعاء إلا إخلال بشرط من شروط الدعاء أو أدب من آدابه، أو يدخر الله لهم مسألتهم، أو يكتب لهم بالدعوة حسنة، أو يرفع لهم درجة، أو يحطّ عنهم خطيئة.
وليس هذا محل استيفاء الكلام على الدعاء؛ فإنه يحتمل الإفراد بالتأليف.
122 - ومن خصال الأنبياء عليهم السلام: الاستمطار والاستسقاء لكافة الخلق
.
قال الله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} [البقرة: 60] الآية.
وروى الدارقطني، والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَرَجَ نبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ يَسْتَسْقِي فَإِذَا هُوَ بِنَمْلَةٍ رافِعَةً بَعْضَ قَوَائِمِهَا إلى السَّمَاءِ، فَقَالَ: ارْجِعُوْا فَقَدِ اسْتُجِيْبَ لَكُمْ مِنْ أَجْلِ شَأْنِ النَّمْلَةِ"(2).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن أبي الصِّدِّيق الناجي قال: خرج سليمان بن داود عليهما السلام بالناس يستسقي، فمرَّ على نملةٍ
(1) رواه النسائي في "السنن الكبرى"(11382)، والحاكم في "المستدرك"(3535)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(1/ 381).
(2)
رواه الدارقطني في "السنن"(2/ 66)، والحاكم في "المستدرك"(1215).
مُستلقية على قفاها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول: اللهم! إنا خلقٌ من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك، فإما أن تسقينا وإما أن تُهلكنا، فقال سليمان للناس: ارجعوا فقد سُقيتم بدعوة غيركم.
وفي رواية: ارجعوا فقد كُفيتم بغيركم (1).
وعن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب رحمه الله قال: خرج داود يستسقي، فبينما هو في مسيره - أو قال: على سريره - إذا هو بنملة رافعة يديها تقول: اللهم! إنا خلقٌ من خلقك، لا غنى بنا عن رزقك، فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم، فقال داود: ارجعوا فقد سُقيتم.
قلت: المشهور أن المستسقي سليمان، ويحتمل أنهما واقعتان متفقتان؛ إحداهما له، والأخرى لأبيه.
وروى عبد الرزاق عن شهر بن حوشب رحمه الله: أنَّ عيسى بن مريم عليهما السلام خرج يستسقي فخرج بالناس ثم قال: من كان منكم أذنب ذنباً فليرجع، فجعل الناس يرجعون حتى لم يبقَ منهم معه إلا رجل أعور، فقال له عيسى: ما أذنبت قط، قال: نظرت بعيني هذه مرة واحدة إلى ما لا يحل في ففقأتها، فقال له عيسى: فأنت، ثم قال له عيسى: ادعُ وأنا أُؤمن، فدعا وأمن عيسى، فسقاهم الله تعالى (2).
(1) رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 87).
(2)
رواه عبد الرزاق في "التفسير"(3/ 5) وفيه رجل مبهم.